حزب الأمة: نذر مجاعة وإنهيار إقتصادي في السودان ولا مخرج إلا بعقد (التحضيري)
الخرطوم 6 ديسمبر 2015 – أطلق حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، تحذيرات جدية من شبح مجاعة بات يطل برأسه في مناطق واسعة من السودان، وسرد الحزب تقريرا للجنة من الخبراء وقفت على الأوضاع في مناطق الإنتاج بشتى الولايات، خلصت الى أن الوضع بحاجة لتدارك عاجل، وحمل الحزب الحكومة مسؤولية الانهيار الاقتصادي، وشدد على أن المخرج يرتكز على عقد الملتقى التحضيري بأديس أبابا.
وقال نائب رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر، في مؤتمر صحفي عقد الأحد بالخرطوم، إن لجنة من كفاءات الحزب طافت على كل المناطق الزراعية في شمال وشرق ووسط غرب البلاد، ووقفت على شح كبير في الموارد الغذائية، بما يستدعي إعلان الحكومة رسميا حاجتها للتدخل الدولي وطلب مساعدات.
وتلت الأمين العام للحزب سارة نقد الله تقرير اللجنة الذي أكد أن “الكارثة الاقتصادية والأزمة المعيشية ونذر المجاعة التي تعيشها البلاد ومواطنوها نتاج طبيعي لسياسات التمكين والسياسات الخاطئة التي تنتهجها حكومة المؤتمر الوطني”.
ولخص التقرير مجموعة من الأسباب التي أدت للأزمة الراهنة بينها ما أسماه السياسات التمكينية وما اقتضته من اعتماد على الدخل الريعي ( البترول والذهب) وإهمال قطاع الإنتاج الحقيقي (الزراعة بشقيها والصناعة)، وإبدال أهل التأهيل من بنى الوطن بأهل الولاء للمؤتمر الوطني، واستباحة المال العام وفتح أبواب الفساد على مصراعيها بلا حسيب ولا رقيب، جميعها أدت لتدنى الإنتاج وتفاقم الفقر وارتفاع البطالة.
وأفاد أن انعدام التخطيط أدى لسوء استخدام موارد البترول التي بددها الفساد والصرف على المباني والحكم الاتحادي الذي تضخمت تكلفته بنسبة (181.25%)، كما أن الصرف على الخدمات السياسية والأمنية والعسكرية فاق الـ(70%) من الموارد.
وأشار التقرير الى أن تلك السياسات الخاطئة أنتجت إهدار موارد البلاد، وتبديد موارد البترول التي بلغت 80 مليار؛ مع انهيار وتدهور البنيات الإنتاجية، وتدهور الإنتاج الزراعي والصناعي؛ واتساع رقعة الفقر وارتفاع معدله لحدود 80%؛ وتزايد سعر الدولار ليبلغ 11 جنيه علاوة على ارتفاع الدين الخارجي ليتجاوز 47 مليار دولار، وازدياد الدين الداخلي ليبلغ حوالى 140 مليار جنيه.
وأضاف “هذه الظروف مجتمعة أحالت حياة السودانيين لجحيم لا يطاق فهاجروا لأركان الدنيا الأربعة ونزحوا لولاية الخرطوم، فاختلت التركيبة السكانية وأصبحت الخرطوم محاطة بأحزمة النازحين والفقراء مما يهدد الأمن والسلام الاجتماعي في ولاية الخرطوم، وفي كل أنحاء البلاد”.
ونبه التقرير إلى الإهمال الذي طال الزراعة والإنتاج الحيواني، منتقدا تجاهل السلطات لتنبيهات مبكرة أطلقها الحزب لتدارك الوضع الحالي.
وأوضح أن التدابير الحكومية لمواجهة الأزمة محدودة جدا ولا تخاطب جذورها، ومن بين تلك التدابير سعي النظام لاقناع المجتمع الدولي بمشروع الحوار الوطني لرفع العقوبات وإعفاء الديون والتقلب في التحالفات الاقليمية سد العجز الكبير في الميزان التجاري وغيرها من الوسائل.
حوار عقيم
ووصف حزب الأمة حوار الداخل بأنه “عقيم” بلا جدوى ويضم مؤيدي الحزب الحاكم، ولا مجال فيه لصوت آخر.
وأضاف “لذلك لن تثمر الجهود الساعية لرفع العقوبات وإعفاء الديون، كما أن ارتفاع الدولار المستمر يشير لعدم نجاح تدابير سد عجز الميزان التجاري”.
ورأى الحزب أن المخرج الممكن من تلك الحالة المأزومة للاقتصاد، تكمن في المدخل السياسي بالاستجابة الجادة لقرار مجلس الامن والسلم الإفريقي 539، والجدية في عقد الملتقى التحضيري بأديس أبابا لإقناع الحركات المسلحة بضرورة الحوار وتنفيذ مطلوبات بناء الثقة وتهيئة المناخ لينتقل الحوار الجاد للداخل.
وقالت نائبة رئيس حزب الامة مريم الصادق المهدي، إن الملتقى التحضيري الذي كان مقررا في السابع من ديسمبر الجاري تم تأجيله بغرض التطوير، وانه لن يلغى كليا.
وأكدت تمتع حزبها بعلاقات جيدة، مع كافة قوى المعارضة في الداخل معلنة عن اقتراب موعد إعلان التحالف الجديد الذي يضم حزبها وقوى سياسة أخرى.
وأفادت مريم أن حزب الأمة يجري اتصالات واسعة ويلتقي بصورة منتظمة ومستمرة مع تحالف القوى الوطنية وتحالف “قوت”، تمهيدا لعقد مؤتمر لتوحيد رؤى كل قوى المعارضة وإحداث تغيير حقيقي، واعتبرت الخلافات التي نشبت وسط تحالف قوى الإجماع الوطني أمرا ايجابيا، ويمكن تجاوزه.