البشير يؤكد إكمال الجيش والشرطة ترتيبات الفصل بين الرزيقات والمعاليا
الخرطوم 15 مايو 2015 ـ أكد الرئيس السوداني عمر البشير، أمام المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، إكمال القوات المسلحة والشرطة ترتيبات للفصل بين مقاتلي المعاليا والرزيقات بولاية شرق دارفور، بينما شكلت السلطة الإقليمية لولايات دارفور لجنتين للتدخل وإحتواء الصراع بين القبيلتين.
وسقط المئات من قبيلتي المعاليا والرزيقات في أحدث مواجهات قبلية بشرق دارفور، الاثنين، حيث يتصارع الطرفين على ملكية الأرض، بعد فشل عدة مؤتمرات للصلح وتسوية الخلافات.
وأكد المكتب القيادي للحزب الحاكم في اجتماعه برئاسة البشير، ليل الخميس، ضرورة فرض هيبة الدولة وردع كل المتجاوزين ومن يتسببون في قتل الأبرياء.
وكشف مساعد الرئيس، نائب رئيس الحزب، إبراهيم غندور عن تشكيل وزير العدل لجنة للتحقيق في الأحداث.
وأصدر وزير العدل محمد بشارة دوسة، الخميس، قرارا للتحقيق والتقصي حول مواجهات الرزيقات والمعاليا الأخيرة، وأوكل رئاستها الى كبير المستشاريين، وعضوية ممثلين لوزارتي الدفاع والداخلية وجهاز الامن والمخابرات والمجلس الأعلى للحكم اللامركزي.
إلى ذلك كشفت السلطة الإقليمية لولايات دارفور عن تشكيل لجنتين للتدخل وإحتواء الصراع بين المعاليا والرزيقات، محذرة الأطراف الخارجية من السعي لزرع الفتنة بين القبيلتين.
وأوضح وزير مجلس شؤون السلطة محمد يوسف التليب أن اللجنة الأولى تضم الجهاز التنفيذي للسلطة، بينما تتكون الأخرى من المجلس التشريعي بكامل عضويته.
وأبان للمركز السوداني للخدمات الصحفية، أن اللجان المشكلة تهدف لنزع فتيل الأزمة والعمل على معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية إلى جانب تعضيد المساعي الأهلية فى إيجاد حلول للمشكلة بين القبيلتين.
وأكد التليب أن السلطة تؤيد الإجراءات التي إتخذتها الحكومة لبسط هيبة الدولة موضحاً ان رئيس السلطة التجاني السيسي دعا اللجان للتوجه فوراً لولاية شرق دارفور.
وحذر من وجود جهات خارجية تسعى لزرع الفتن بين قبائل دارفور لتحقيق أجندات خاصة بها، داعياً في الوقت نفسه قبيلتي المعاليا والرزيقات إلى ضبط النفس والإحتكام لصوت العقل ومراعاة حرمة الدماء.
ويعد النزاع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا من أطول النزاعات القبلية بإقليم دارفور حيث أندلعت أول شرارة له في العام 1966 بسبب الصراع حول أراضٍ “حاكورة” يدعي الرزيقات ملكيتها، بينما يتمسك المعاليا بأحقيتهم في الأرض.
وأخذ الصراع بين الطرفين منحىً أكثرة عنفا وحدة بعد اكتشاف النفط في المناطق المتنازع عليها.
ونزح 120.000 من المدنيين في هذه المنطقة نتيجة للنزاع القبلي الذي اندلع في أوائل أغسطس من عام 2013.
وخلف الصراع الدائر بين الرزيقات والمعاليا في يوليو من العام الماضي أكثر 600 قتيل بالاضافة الى إصابة ما يقارب 900 جريح بين الطرفين، فضلا عن نزوح أكثر من 55,000 نسمة الى محليات “عديلة وأبوكارنكا”.