“7+7” تجدد دعوة الأحزاب الممانعة والحركات المسلحة للحوار الوطني
الخرطوم 9 مايو 2015 – عادت اجتماعات آلية الحوار الوطني، في السودان، السبت، للإنعقاد من جديد، بعد تعليقها لأسابيع طويلة، بسبب إنشغال حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالانتخابات علاوة على تعثر العملية بانسحاب ومقاطعة قوى رئيسية في الداخل والخارج، وقررت الآلية المعروفة إختصارا بـ “7+7” تجديد الدعوة للقوى السياسية المعارضة، وحاملة السلاح للانضمام الى العملية، وأقرت في ذات الوقت بأن ارتباط المعارضة بقوى خارجية يمثل أكبر معيقات الحوار.
واطلق الرئيس عمر البشير دعوة للحوار الوطني في نهاية يناير من العام المنصرم، حث فيها معارضيه بدون استثناء على الإنضمام لطاولة حوار، تناقش كل القضايا الملحة، لكن دعوته واجهت عقبات بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة التجاوب معها من الأساس.
وقسّمت دعوة الحوار الوطني قوى المعارضة السودانية الى شطرين بعد إختيار عدة أحزاب التجاوب معها بينها المؤتمر الشعبي وحركة “الاصلاح الأن” ومنبر السلام العادل اضافة الى أحزاب الحقيقة، وتحالف قوى الشعب العاملة وآخرين، بينما قاطعتها أحزاب الشيوعي والبعث والناصري وكيانات أخرى معارضة، واشترطت للمشاركة فيه إلغاء الحكومة للقوانين المقيدة للحريات والإفراج عن المعتقلين السياسيين وتشكيل حكومة انتقالية وهو ما رفضته الحكومة السودانية بشدة.
وبعد إصرار المؤتمر الوطني الحاكم على إجراء الانتخابات وتدخل نافذيه في اختيار ممثلي آلية الحوار، من جانب المعارضة، انسحبت أيضا كل من حركة “الاصلاح الآن” ومنبر السلام العادل وتحالف قوى الشعب العاملة من الآلية التي استكملت بأحزاب مغمورة.
وقال ممثل حزب المؤتمر الوطني في الآلية مصطفى عثمان إسماعيل، إن الإجتماع المنعقد، السبت، بحث موقف الحوار الوطني ومآلاته ومساراته واتجاهاته والمسار السياسي والرؤية المستقبلية.
ولفت الى أن المجتمعين وبعد تداول مستفيض اتفقوا على اهمية الحوار الوطني وضرورة استكماله، وتجديد الدعوة لكل القوى السياسية والحركات المسلحة الممانعة والمعارضة للانضمام إليه.
وأشار مصطفى إلى ان الآلية وقفت على نتائج اجتماعاتها السابقة واللجان الست المنبثقة عنها، لاستئناف اجتماعاتها واستكمال نشاطها، مؤكدا تأمينها على خارطة الطريق التي تم وضعها للحوار وتفصيلاتها والتزامها بما تم الاتفاق عليه، وأبان ان الآلية سترفع تقريرها للرئيس عمر البشير وتركت له تحديد موعد انطلاق الحوار.
وأضاف إسماعيل أن آلية الحوار أقرت بأن العام الحالي هو عام الاستقرار والسلام في السودان، مشيرا الى أن الآلية تعتزم طلب لقاء الرئيس على مستوى رؤساء الأحزاب.
وأوضح أن أكبر معوق للحوار حاليا هو إرتباط بعض قوى المعارضة بجهات خارجية تريد التحكم في العملية وتحدد مجريات الحوار وموضوعاته، وأردف “على القوى الخارجية الكف عن التدخل في الحوار”.
وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ممثل قوى المعارضة المشاركة في الآلية كمال عمر إن الاجتماع سادته روح وفاقية عالية، أكدت على توافق الجميع وحرصهم علي بلوغ الحوار أهدافه ومقاصده في إطار خارطة الطريق الذي قال إنها أكبر إنجاز للمعارضة من حيث قضايا وإجراءات السلام الشامل من خلال مشاركتها في الحوار.
وأعلن عمر أن الآلية أكدت رغبتها في الاتصال بالقوى الممانعة والحركات المسلحة للالتحاق بمسيرة الحوار التي تفضي إلى السلام والاستقرار.
وأضاف “إننا نعول علي الحوار الداخلي الوطني الشامل وهذا الاجتماع أكد انفتاحنا على الجميع وإصرارنا على ضرورة المشاركة في عملية الحوار”.