مساعد البشير يدافع عن أوضاع الصحافة بالسودان ويشبه رواتب الصحفيين بـ “السخرة”
الخرطوم 7 مايو 2015 ـ رأى مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور أن أوضاع الصحافة في البلاد “بخير” مقارنة مع الدول المحيطة، وانتقد تدني رواتب الصحفيين وشبهها بـ “السخرة”، وناشد السلطات بفك إيقاف الكاتب الصحفي زهير السراج.
وتشكو الصحافة في السودان من سلطات جهاز الأمن والمخابرات التي تتيح له المصادرة والإيقاف، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا، حيث يتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز “الخطوط الحمراء” بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد.
واتهمت منظمة العفو الدولية “أمنستي” في الثاني من أبريل الماضي، جهاز الأمن بشن حملة قمعية غير مسبوقة على وسائل الإعلام، مع اقتراب موعد الانتخابات العامة.
واعتبر غندور، مخاطباً احتفال اتحاد الصحافيين السودانيين، باليوم العالمي لحرية الصحافة، الخميس، قضية الحريات الصحفية بالبلاد مسؤولية مشتركة بين الحكومة والصحف، ونصح بالمضي قدماً في طريق الحرية.
ورأى غندور، أن الصحف ووسائل الإعلام السودانية “بخير مقارنة مع من حولنا من الدول باعتبار أن غالبها ذات طابع وطني”.
وتعهد بدعم الرئاسة للصحف واتحاد الصحافيين، قائلاً “امضوا في طريق الحرية سنقف معكم ونساندكم”، وحث الناشرين وأصحاب الصحف بأن لا يكون راتب الصحفي كمرتب “السخرة” وتابع “كنت رئيساً لاتحاد العمال وأعلم التفاصيل”.
وطالب مساعد الرئيس، السلطات بإعادة الكاتب السوداني بصحيفة “الجريدة” اليومية زهير السراج، الموقوف عن الكتابة استجابة لوقفة نظمها صحافيون أثناء الاحتفال.
وزاد “أقول لأبنائي وبناتي الذين وقفوا لمدة طويلة يطالبون بعودة قلم الدكتور زهير السراج نحن معكم، ومن هذا المنبر أقول أعيدوا قلم السراج”، وأردف قائلا: “حديثي ليس قراراً لكنه دعم لمطلبكم نرجو أن يمضي في طريقه الصحيح إكراماً للصحافة في يومها العالمي”.
إلى ذلك، عبّر وزير الإعلام، أحمد بلال، عن أسف الحكومة للتعديات التي تعرض لها الصحافيون الفترة الماضية، مبيناً أن الإعتداء على الصحافيين لا يشبه السودانيين “لأنها تصرفات دخيلة من (جبناء).. الذي يتلثم ويعتدي لا يوصف سوى بأنه جبان”.
وحث بلال الأجهزة الأمنية للاستعجال في القبض على المعتدين على الصحف، وإيقاع أقسى العقوبات عليهم، وتابع “نتطلع إلى آفاق واسعة من الحريات”.
وتعرض ناشر صحيفة “المستقلة” علي حمدان في 24 أبريل الماضي لإعتداء، من مجهولين كمنوا له في وقت متأخر من الليل أمام منزله بالخرطوم.
واعتدى رجال مسلحون، في يوليو 2014، على ناشر ورئيس تحرير صحيفة “التيار”، عثمان ميرغني، وأوسعوه ضربا حتى أغمي عليه، واستولوا على حاسوبه الشخصي، قبل أن يبلغوه بأن موقفه من غزة “مخزٍ”. ولم تتمكن الشرطة من توقيف الجناة حتى الآن.
من ناحيته، دعا رئيس اتحاد الصحفيين، الصادق الرزيقي، الحكومة إلى تهيئة الظروف الملائمة للصحف حتى تمارس دورها المنوط بها”، وقال إن الاحتفال باليوم العالمي يهدف إلى رفع القيود والقوانين التي تعيق العمل الصحفي”.
وصادر جهاز الأمن والمخابرات، خلال يوم واحد في فبراير الماضي، 14 صحيفة من دون إبداء أسباب.
وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف.