Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الجيش السوداني: جوبا منعت “العدل والمساواة” من اجتياح حقل هجليج النفطي

الخرطوم 30 أبريل 2015 ـ قال الجيش السوداني إن قوة حركة العدل والمساواة التي صد هجوما لها بجنوب دارفور، الأحد الماضي، كان من ضمن أهدافها اجتياح حقل هجليج النفطي، لكن جوبا منعتها، قبل أن يتحول هدفها للسيطرة على احدى مدن دارفور عشية اعلان نتائج الانتخابات، بينما أعلنت الحكومة احباط مخطط لخلايا نائمة بالخرطوم بالتزامن مع هجوم الحركة.
1402078701.jpgوقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، العقيد الصوارمي خالد سعد، إن المعارك التي انتصر فيها الجيش بجنوب دارفور، لها تأثيرها على العلاقات الأمنية وغيرها بين السودان وجنوب السودان، باعتبار أن الأخيرة دعمت هذا التمرد.

وأشاد الصوارمي في حوار مع تلفزيون الشروق، تم بثه ليل الأربعاء، بدور الاستخبارات العسكرية في مسارح العمليات، وأضاف: ” الاستخبارات هي طليعة الحرب، وكان دورها رئيساً في المعركة الأخيرة عبر الرصد والمتابعة”.

وأكد أن دولة الجنوب خرقت الاتفاقيات مع السودان، بإيوائها للمتمردين ليس العدل والمساواة فقط، بل امتد الدعم ليشمل حركة مناوي، قائلا إن دعم جوبا للتمرد يتمثل في توفير العتاد والسلاح والإعداد والإمداد، و”هذا عمل مشين لا يليق بعلاقات حسن الجوار”.

وتابع: “معركة قوز دنقو تعتبر من أقصر المعارك ولم تتجاوز نصف الساعة، بفضل التدبير الجيد، وهي إضافة للنصر الذي تحقق من قبل على العدل والمساواة في معركة طروجي”.

وروى الصوارمي عدة سيناريوهات، قال إنها مكّنت قوات “الدعم السريع” من حسم المعركة لصالحها، بالإضافة لدور الطيران الفاعل في قطع خط الإمداد عن المتمردين.

وأضاف: “تم استدراج المجموعة الإرهابية إلى هذه المنطقة “النخارة” جنوب محلية تلس، وهي منطقة لا يوجد بها مناصرون للتمرد، والمواطنون الآن يتابعون ويدعمون عمل القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في عمليات التمشيط” .
وأكد الصوارمي “أن عامل الأرض المكشوفة ساعد على النصر، وضمن لنا كقوات مسلحة نصراً مؤزراً”.

وأشار إلى أن الانتصار يحقق قيمة معنوية كبيرة جداً للقوات المسلحة، “لأن حركة العدل والمساواة انكسرت شوكتها تماماً، بعد أن كانت تعتبر من أكبر الحركات المتمردة في السودان، من حيث العدد والإعداد العسكري والنفوذ السياسي”.

وكشف الصوارمي، أن حركة مناوي كانت تخطط للمرحلة القادمة بعد الانتصار الذي توهّمته حركة العدل والمساواة، وزاد “هزيمة العدل والمساواة تعتبر مأتماً لبقية الحركات”.

وأوضح أن المفاجأة التي روّجت لها الحركات المتمردة، أنها تريد الدخول إلى إحدى المدن الكبرى أوالصغرى بدارفور، وذلك عشية إعلان نتيجة الانتخابات، إلى جانب إيجاد قاعدة عسكرية وأرض ثابتة يتحركون منها، حيث كانوا يركزون على منطقة جبل مرة.

وكشف أن حركة العدل والمساواة حاولت في البداية دخول حقل “هجليج” النفطي عن طريق “ابيمنم” بولاية الوحدة الجنوبية لمهاجمة وتخريب مناطق البترول، لكن حكومة جنوب السودان منعتهم من ذلك، لتعود القوة إلى راجا في بحر الغزال ومنها تحركت صوب جنوب دارفور.

وكان الجيش الشعبي لجنوب السودان قد احتل مدينة هجليج و سيطر على محطة معالجة البترول الرئيسية في أبريل 2012، قبل أن تتمكن القوات السودانية من تحريرها لاحقا.

وقال الصوارمي إن بعض القادة المنضوين تحت حركات أخرى، موجودون في مدينة جوبا، والسودان يتابع بكل دقة الأوضاع على الحدود، والأجهزة الأمنية تمدهم بالمعلومات التي تضمن أن السودان لن يؤتى على حين غرة.

وكشف أن القيادي في حركة العدل والمساواة د. الواثق علي محمد علي الحمدابي، من ضمن مجموعة كبيرة تم القبض عليهم وأسرهم في المعركة، ورفض الافصاح عن بقية أسماء الأسرى في الوقت الحاضر.

من جانبه قال والي جنوب دارفور، اللواء آدم جار النبي، في اتصال هاتفي مع الشروق إن الأمور مستقرة بالولاية، وأن عمليات مطاردة المتمردين مستمرة، حيث سلم نحو 22 من قوات الحركة انفسهم في عدة مناطق.

وأضاف: “لا يوجد ضحايا من المدنيين لأن المعركة كانت بمنطقة عبور، ولا يوجد بها كثافة سكانية”.

وأكد فرار المتمردين بعد المعركة الرئيسة نحو الغابات، مبيناً أن القوات المسلحة مستمرة في مطاردتهم، سيما وأن نقص الوقود جعل المتمردين يتخلون عن المركبات ويمضون في طريقهم سيراً على الأقدام.

خلايا نائمة في الخرطوم

إلى ذلك كشف رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، مصطفى عثمان إسماعيل، عن إحباط الحكومة لتحركات كان من المقرر أن تنفذها “خلايا نائمة” للمعارضة بالداخل بالتزامن مع الاعتداء على “قوز دنقو”.

وأشار في حوار ستبثه “الشروق” لاحقاً، إلى أن تحذيرات البشير لحكومة جنوب السودان نهائية، لوقف دعمها للمتمردين، مؤكداً حرصهم على إيقاف الحرب والذهاب للتفاوض في أديس أبابا.

وأكد إسماعيل، أن الحكومة لا تريد أن تتعامل بالمثل مع حكومة الجنوب، وتأمل أن تستجيب لهذا الإنذار النهائي.
وقال إن المعارضة تحدثت منذ فترة عن أنها ستقدم هدية مع إعلان نتائج الانتخابات وهي المخطط في دارفور، الذي كان من المقرر أن يصاحبه مخطط في الداخل لم تعلن عن تفصيلاته.

وأكد إسماعيل أهمية مشاركة رئيس حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، في الحوار مشيراً إلى سعيهم لتجسير الخلاف مع حزب الأمة.

وكشف عن أن أحزاب مقاطعة للحوار الوطني ستعلن قريباً مشاركتها في الحوار، وقال إن الحوار لن يستثني أي حزب، وزاد “حتى الرافضين سنعاود الاتصال بهم مراراً وتكراراً ليدخل كل من أبى في سفينة الوفاق”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *