“الشعبية” تقصف الدلنج في أول يوم للإقتراع واعتقالات للناشطين
الخرطوم/ الدلنج 13 أبريل 2015 ـ تعرضت مدينة الدلنج في جنوب كردفان لقصف صاروخي من متمردي الحركة الشعبية ـ شمال، في أول يوم للإقتراع في الانتخابات السودانية، التي تشهد اختبارا في إقبال الناخبين، واستبقت السلطات الإقتراع بحملة اعتقالات تحفظية طالت ناشطين، وتوجيه الصحف بعدم عكس أي صور أو تقارير تتحدث عن ضعف الإقبال.
وحسب شهود عيان لـ”سودان تربيون” فإن أحياء الرحمانية والتومات جنوبي المدينة شهدت، صباح الإثنين، قصف بقذائف الكاتيوشا.
وكانت الحركة الشعبية قد حذرت من أنها ستستهدف الانتخابات بموازاة حملة “إرحل” لمقاطعة الانتخابات التي أعلنتها قوى المعارضة.
وأوضح معتمد الدلنج الشيخ آدم الخليل أن المراكز فتحت أبوابها في موعدها المحدد بحضور مندوبي الأحزاب والمرشحين مبيناً أن المتمردين حاولوا زعزعة الأمن بإطلاق خمسة صواريخ كاتيوشا كانت بعيدة من مراكز الإقتراع وأدت إلى إصابة طفلتين من منطقة التومات جنوب المدينة بأذى بسيط.
وقال الخليل للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن نسبة إقبال الناخبين زادت بصورة ملحوظة عقب القصف، وأفاد أن المواطنون يمارسون حياتهم الطبيعية بالمدينة رغم محاولات التمرد، كما أن الأسواق والمحال التجارية زاولت أعمالها كالمعتاد.
وأشار إلى أن الغرفة المشرفة على تأمين الإنتخابات منعقدة على مدار الساعة وتقوم بتلقي التقارير أولاً بأول من المراكز التي تقع داخل الدلنج ما عدا مركز “التكمة” الذي يقع على مسافة (6) كيلومترات شرقي المدينة.
إلى ذلك أفاد صحفيون في الخرطوم أن صحفهم تلقت تعميما من السلطات الأمنية تمنعها من نشر تقارير أو صور تتحدث عن ضعف الاقتراع الذي سيستمر حتى الأربعاء المقبل، أو فشل الانتخابات.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن سلطات الأمن اعتقلت، قبيل عملية الاقتراع، عددا من الناشطين في الخرطوم والسوكي بولاية سنار وبورتسودان بولاية البحر الأحمر والدويم بولاية النيل الأبيض، فيما يبدو أنها اعتقالات تحفظية.
وأعربت أسرة القيادي الراحل بالحزب الشيوعي فاروق كدودة، في بيان، عن بالغ قلقها بسبب اعتقال ساندرا كدودة وهي في الطريق للمشاركة في اعتصام قوى المعارضة بدار حزب الأمة القومي في أمدرمان، يوم الأحد.
وحملت الأسرة جهاز الأمن والمخابرات مسؤولية سلامة ساندرا، إذ إنها تعاني من هبوط حاد في السكر ما يؤدي للأغماء، وطالبت باطلاق سراحها فوراً أو بالإعلان عن مكانها وأسباب اعتقالها.
وقالت إنها اتخذت الاجراء القانوني بفتح بلاغ اختطاف بالرقم 197/2015 وناشدت كل منظمات المجتمع المدني من منظمات داخلية وعالمية للضغط من أجل اطلاق سراحها فوراً، لأنها أم لطفلين، وزادت “ابنها ثلاث سنوات وابنتها أربع سنوات، وهم في أشد الحوجه إليها”.
وكان القيادي في حزب البعث محمد ضياء قد نشر على صفحته في “فيسبوك” إن عناصر من جهاز الأمن تحاصر منزله في الخرطوم.
وطالت الاعتقالات: سلوى آدم بنيه (الخرطوم) من الحركة الشعبية ـ شمال، المحامي موسى جوجو (الخرطوم)، الحركة الشعبية، عدلان جمال الدين (السوكي) من المؤتمر السوداني، شمو حامد زكريا (السوكي) المؤتمر السوداني، طه الفاتح (السوكي) المؤتمر السوداني، محمد يوسف (الدويم) المؤتمر السوداني، علي عمر الفكي (الدويم)، المؤتمر السوداني، واحمد الطيب (الدويم) المؤتمر السوداني.
وتم اعتقال الناشط ناجي عبد الجليل (الخرطوم) والطالب حسام محمد آدم (بورتسودان) من الحركة الشعبية، الطالب ابراهيم أحمد جمعة من جامعة النيلين، الطالب موسى محمد عثمان من جامعة أمدرمان الاسلامية، الطالب هارون كنجوم من جامعة أمدرمان الاسلامية ويوسف كافي (الخرطوم) من الحركة الشعبية ـ شمال.
ودان التحالف العربي من أجل السودان والشبكة العربية لإعلام الأزمات، الاعتقالات التي شهدتها مناطق في السودان عشية الانتخابات ووصفها بالحملة غير المبررة.
وطالب التحالف في بيان تلقته “سودان تربيون” الاثنين، بإطلاق سراح المعتقلين فوراً ودون شروط. كما أعلن التحالف رفضه لتوجيهات جهاز الأمن للصحف السودانية بمنع أي تناول ناقد للعملية الانتخابية.
وقال البيان أن التحالف والمنظمة ” يأسفان لعودة الرقابة بشكل تدريجي من خلال إصدار التوجيهات وممارسة الضغط على رؤساء تحرير الصحف السياسية بعدم التطرق إلى مقاطعة الانتخابات وضعف الإقبال على العملية الانتخابية.”
.
ورأى البيان أن الإجراءات التي تمارسها السلطات السودانية من قمع ومصادرة للحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، تنتهك القوانين المحلية والمواثيق الدولية، وأن تلك الأجراءات المصاحبة للعملية الإنتخابية لن تضفي عليها شرعية ولن تنال إعترافاً شعبياً في ظل غياب المتنافسيين الحقيقيين ومراقبة ضعيفة مما يعني أنها انتخابات من طرف واحد، نتائجها محسومة سلفاً لصالح النظام الحالي.