مبادرة المجتمع المدني: اطلاق المعتقلين حيلة حكومية اقتضتها الانتخابات
الخرطوم 10 أبريل 2015 ـ اعتبرت “مبادرة المجتمع المدني” اطلاق السلطات السودانية لسراح عدد من قيادات المعارضة، مجرد حيلة حكومية لإيهام المجتمع الدولي بتقديم تنازلات سياسية تزامنا مع الانتخابات وتوطئة لإعادة إحياء الحوار بعدها.
وأطلقت السلطات، الخميس، سراح رئيس تحالف قوى الاجماع الوطني المعارض فاروق أبوعيسى ورئيس كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني والقيادي السابق بالحزب الحاكم فرح عقار، بعد اعتقال دام أربعة أشهر.
واعتقل جهاز الأمن أبوعيسى ومدني، إلى جانب عقار ومدير مكتبه، في 6 ديسمبر الماضي، فور وصولهم الخرطوم قادمين من أديس أبابا حيث وقعوا هناك اتفاق “نداء السودان” مع الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي، الأمر الذي أغضب الحكومة.
وقالت مبادرة المجتمع المدني إن اطلاق سراح المعتقلين جاء بعد مطاولات زمنية امتدت لأكثر من أربعة أشهر، وبعد محاولات عبثية لمحاكمة أبوعيسى ومدني على خلفية توقيعهما علي “نداء السودان” في الثالث من ديسمبر المنصرم.
واتهمت المبادرة جهاز الأمن بالمماطلة والمماحكة قبل إحالة المعتقلين للمحكمة التي استمعت إلى “إدعاءات الاتهام الهزيلة التي لم تصمد أمام أسئلة ومواجهات هيئة الدفاع”.
وأشارت إلى أن إطلاق سراح المعتقلين ووقف الدعوى الجنائية بأمر من السلطة التنفيدية بحجة تهيئة المناخ لعملية الحوار، “يبرهن على وهن الحجة القانونية للدعوى وتفضح مرة أخرى ضعف المنظومة القضائية في السودان”.
وحذرت مبادرة المجتمع المدني من ان تكون خطوة اطلاق سراح المعتقلين للتغطية على حملات القمع الأمنية العنيفة التي بدأت بالفعل في مواجهة حملة “ارحل” الداعية لمقاطعة الانتخابات.
وأكدت ان الطريق الذي اختارته وتوافقت عليه قوى “نداء السودان” هو طريق الانتفاضة الجماهيرية “لاستعادة الوطن من براثن فشل وفساد الموتمر الوطني الحاكم واعادة السلام و بناء الدولة السودانية على أسس المواطنة والحقوق والحريات”.
ودعت جميع قطاعات السودانيين في الريف والحضر للالتفاف حول “نداء السودان” ودعم طريق الانتفاضة، ووصفت الانتخابات بأنها مجرد “مسرحية عبثية” توضح جلياً انعدام إرادته السياسية في أي حل سلمي أو توافقي يخرج البلاد من أزماتها، خاصة بعد تخلفه عن حضور الاجتماع التحضيري للحوار بأديس أبابا.