السودان: دارفور ليست في حاجة لـ “يوناميد” وأعرافها كفيلة بفض النزاعات
الخرطوم/ الفاشر 8 أبريل 2015 ـ قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن دارفور ليست في حاجة لقوات بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة “يوناميد”، مشيرا إلى أن التقاليد والأعراف الموجودة بالإقليم كفيلة بفض النزاعات.
وتدرس حكومة السودان مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي “استراتيجية خروج ليوناميد” بعد أن ساءت العلاقة بين الحكومة والبعثة، التي تتخذ الفاشر مقرا لرئاستها، إثر تقارير تحدثت عن مزاعم اغتصاب جماعي في قرية “تابت” بشمال دارفور أواخر أكتوبر الماضي.
وأبدى الرئيس الذي خاطب حشدا في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، الأربعاء، أسفه على سقوط قتلى في المواجهات بين البرتي والزيادية، قائلا: “ما حدث وجعنا وحرقنا وزعلنا”.
وأشار البشير إلى أن الصراع بين القبيلتين ليس عاديا، وانما ينطوي على مؤامرة استهدفت ضرب الاستقرار والانتخابات.
وسقط نحو 30 شخصا بين قتيل وجريح في مواجهات متقطعة في مارس الماضي، بين البرتي والزيادية، وسط حشود مسلحة للقبيلتين وحرب بيانات مضادة.
ونصح أهالي دارفور بعدم السماح للشيطان بالدخول بينهم عبر نبذ القبلية والجهوية قائلا إنه “لا يوجد زرقة وعرب.. فور وبرتي، إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
وتعهد الرئيس “بعودة دارفور إلى سيرتها الأولى”، مشيرا إلى أن تقاليد واعراف دارفور في فض المنازعات تدرس في أعرق الجامعات الأميركية.
وخاطب البشير الحشد الذي جاء في ختام جولة له شملت كل ولايات البلاد ضمن حملته الانتخابية، متسائلا: “انتو محتاجين لزول يصلح بينكم؟ محتاجين ليوناميد؟ محتاجين للاتحاد الأفريقي أو للأمم المتحدة أو إيقاد؟”، وكان الحشد يجيب عليه بـ “لا”.
ونشرت قوات حفظ سلام مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة مطلع العام 2008 في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا بين الجيش السوداني والمتمردين منذ عام 2003 ما خلف 300 ألف قتيل وشرد نحو 2.5 مليون شخص، بحسب إحصائيات أممية.
وحيا صمود سكان الفاشر ومقاومتهم للتمرد 12 سنة، وقطع باستئصال شأفة التمرد خلال وقت وجيز “حتى ينسى الناس شيئ أسمه تمرد”.
وهنأ أهالي الفاشر بوصول طريق “الإنقاذ الغربي” للمدينة، وتعهد بإكمال النهضة والتنمية، قبل أن يشير إلى أن “التنمية والأمن وجهان لعملة واحدة”.
وأكد البشير حرص الرئيس التشادي إدريس ديبي على السلام في دارفور، وزاد “منذ أن جاء ديبي إلى السودان ورفع المنديل الأبيض لم نرى منه إلا الخير”، ووعد بإكمال طريق “الإنقاذ الغربي” ليصل بين تشاد وميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
وأوضح أن الطريق كان بالإمكان وصوله إلى الفاشر قبل سنوات لولا التمرد، وقال إن المتمردين رغم ادعائهم بأن دارفور مهمشة لكنهم يعرقلون جهود الحكومة في بناء المدارس وحفر الآبار، من أجل المتاجرة بقضية دارفور والظفر بالمناصب والعمل للأجندة الخارجية.
وحذر البشير قائلا “منصب بالبندقية والسلاح تاني مافي.. الداير منصب يجي يقيف هنا الناس تجيهو”، وقطع بأن الحكومة ستتصدى لحملة السلاح بحسم.