منظمات عربية للزعماء العرب: “داعش” ابن شرعي للمعالجات الأمنية للإرهاب
الخرطوم 26 مارس 2015 ـ قالت 26 منظمة حقوقية عربية إن التركيز أحادي الجانب على المواجهة الأمنية والعسكرية مع التنظيمات الإرهابية، برهن على فشله الذريع على الصعيدين العربي والدولي، منذ سبتمبر 2001، معتبرةً أن ميلاد “داعش” وتوسعها المتسارع هو الابن الشرعي لهذا الفشل.
وأكدت المنظمات في خطاب للقمة العربية المرتقبة بشرم الشيخ المصرية يوم السبت، إن الإستراتيجية الفاشلة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية، تجاهلت الجذور العميقة السياسية والدينية لميلاد هذه الظاهرة في صورتها المعاصرة في المنطقة.
ودعت المنظمات الملوك والرؤساء إلى “عدم تجاهل هذه الحقيقة المؤلمة، ومصارحة شعوبهم وأنفسهم بها، وخاصة أن من بين المشاركين في القمة من يواصل إتباع السياسات نفسها، بل ويوهموا أنفسهم قبل شعوبهم، أنها الوسيلة المثلى لتجنب مصير سوريا والعراق”.
وطالبت المنظمات العربية ـ من بينها المرصد السوداني لحقوق الإنسان ـ بمراجعة السياسات التي قادت العالم العربي إلى هذا “الوضع الكارثي غير المسبوق في العصر الحديث”.
وسلم الخطاب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الخميس الماضي، الى مكتب نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، من أجل تسليم نسخة منه إلى الملوك والرؤساء العرب.
واعتبرت المنظمات الحقوقية، أن حكام العراق وسوريا قاموا على مدار عدة عقود بـ “حرث الطريق” أمام تنظيم “داعش” لإقامة دولته، مؤكدين أنه “من الصعوبة بمكان تحديد أيهما أقل قسوة ووحشية وبربرية، إبادة المدنيين الأكراد بالأسلحة الكيماوية في شمال العراق، والقصف الجماعي للمواطنين الشيعة في جنوبي العراق والسنة في مدينة حماة بسوريا، أم قطع “داعش” للرؤوس وسبى نساء الأقليات وقتل رجالهم؟”.
ومن المقرر أن يبت اجتماع القمة في اقتراح بإنشاء قوة عربية موحدة لمواجهة الإرهاب، يتم تمويلها بشكل مشترك من الخزائن العامة للدول المشاركة، وهو ما اعتبرته المنظمات من المفارقات الجديرة بالتأمل.
وقالت إن “بعض هذه الخزائن ينفق أيضا كل يوم على سياسات وممارسات وتشريعات ذات طابع قمعي وتسلطي، الأمر الذي يدفع كل يوم بأعداد متزايدة من المواطنين ـ إسلاميين وعلمانيين ـ إلى اليأس والتطرف وانتهاج العنف، ويخلق بيئة مواتية لتجنيد مقاتلين جدد للتنظيمات الإرهابية، ستنفق الخزائن نفسها على إنشاء قوة لمحاربتها”.
وتابع بيان المنظمات “كما تنفق بعض هذه الخزائن على خطاب ديني متطرف، يُجند بسببه عددا متزايدا من الأفراد كل يوم، من العالم العربي ومن خارجه، لحساب المنظمات الإرهابية ذاتها، المقترح إنشاء هذه القوة العربية لمحاربتها”.
ودعت المنظمات الحقوقية الدول الأعضاء إلى تعديل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، معتبرة أنها “تمثل تهديدا خطيرا لحقوق الإنسان؛ وفى الوقت نفسه فشلت في وضع حد للنشاط الإرهابي في العالم العربي. وزادت “نأمل أن تكون قرارات القمة العربية على مستوى التحديات التي تواجهها شعوب المنطقة”.