الترابي يحظر منبر “أهل الرأي” وكوادره تتجه لتيار “الإحياء والتجديد”
الخرطوم 19 مارس 2015 – في سابقة نادرة، أمر الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، حسن الترابي بحظر وتجميد منبر “أهل الرأي” الذي ينشط في ادارته مجموعة من كوادر الحزب الشبابية، حيث منعت من استخدام قاعات دار الحزب، اثر اعتراض عدد من قيادات الشعبي على تبني كوادر الحزب الشبابية خطا مناوئا للحوار الوطني واستضافتهم شخصيات محسوبة على اليسار، ودفعت الخطوة المفاجئة بمجموعة من كوادر الحزب الشبابية الى تأسيس تيار جديد تحت مسمى “الاحياء والتجديد”.
وإختار المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي، الاستمرار في مشروع الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس السوداني عمر البشير في يناير من العام 2015، ولم يأبه الترابي الى رفض حلفائه في المعارضة الاستمرار في مشروع الحوار، كما لم يكترث الى مقاطعة غالب قوى المعارضة المشاركة فيه.
وبرر الترابي تمسكه بمشروع الحوار الى الحاجة لمنع سيناريوهات الربيع العربي التي حولت البلدان التي اندلعت فيها الى بؤر للعنف، كما وصم المعارضة السودانية بالضعف والعجز عن اسقاط النظام الحاكم.
وفاجأ موقف الترابي، قواعد الحزب التي تعبأت على مدى 15 عاما على معارضة النظام والسعي لاسقاطه، ونشأت تبعا لذلك مواقف متباينة داخل الحزب حيال الموافقة على الحوار مع الحكومة، وأبدت كيانات الشباب والطلاب تململا بائنا من سياسية القيادة وعبرت عنها في شكل مخاطبات، ومذكرات داخلية احيط بعضها بسرية شديدة.
وتأسست داخل حزب المؤتمر الشعبي منابر تبنتها مجموعة من الشباب لإدارة حوارات فكرية بدأت بمنتدى “ابن رشد” واعقبتها بـ”منبر أهل الرأي”.
ومع انطلاق الحوار الوطني نشر المنبر ورقة تحليلية حوت تقييما لمجرى الحوار الوطني ومساهمة المؤتمر الشعبي.
وحاولت الورقة التنبؤ بمستقبل الحركة والمؤتمر الشعبي ما اثار حفيظة قيادات داخل الحزب كانت تشكك علی الدوام في اعمال المنتدى وتضيق باستضافة الشخصيات اليسارية فيه.
ودعت تلك القيادات الترابي لحظر نشاط المنبر فاستجاب واصدر قراره بحظر اعمال “أهل الرأي”، وايقاف نشاطه بالكامل داخل المؤتمر الشعبي.
وطبقا لمصادر مأذونه تحدثت لـ”سودان تربيون” فإن مجموعة الشباب قررت البحث عن منبر بديل واتجهت لتأسيس تيار تحت مسمى “الإحياء والتجديد”.
وقال بيان عن مجموعة المنبر إطلعت عليه “سودان تربيون”، الخميس، إن الكيان وقبل تجميده المفاجئ، انفتح على كافة التيارات الفكرية الناشطة في ساحات السودان “لا يحول بينها وبين الإقبال على منابر التحاور أنها مقيمة في ساحة حزب سياسي داخل دوره مهما بدت الشقة متباعدة بينها وبين مواقفه ورؤاه السياسية لكنها تقبل لتحاور الأفكار التي هي أوسع من مماحكات السياسية اليومية”.
وأضاف البيان “ما ضاق بنا تيار أو شخص ممن جرى معهم مجرى الحديث تدافعاً بالحسنى والقول اللين، مهما استبدت الموضوعات المطروحة للنقاش من خلال تلك المنابر ذات دلالات نقدية لا يستسيغها التقليديون الناكصون إلى سالف التاريخ إذ غلبت ثورة المراجعات لكثير من المسلمات وهذا عينه ما أثار حزمة من الحراك الفكري والعصف الذهني أوساط تيارات السلفيين بينما زعزع مواقف تيارات من قوى اليسار ظلت تنظر بعين الريب لكامل تراث الحركة وحاضرها وتشكك في نهضة مستقبلها”.
ولفت البيان الى أن مناشط الشباب التي وجدت رواجا أثارت حفيظة “إخوان”، ينتمون إلى ذات تيار الحركة الإسلامية وتنظيمها الذي يكابد ابتلاء معارضة جور السلطان.
واضاف “نهض نفر داخل المؤتمر يأتمرون ليطفئوا تلك الجذوة لا يدخرون وسعاً في إمضاء تدابير الكبت لدعاة الحق وحظر أسباب اتصالهم بالناس ائتماراً أو انتداء أو بيانا مذاعاً أو منشوراً والصد عنهم بحملات الإنكار والكيد والافتراء وحرمانهم حق المدافعة والمناظرة الحرة وتعويق عملهم العام المنظم منعاً لنشاطهم في دار الحزب أو مرفقه ومحاولات الإعدام لكل أثر أو صدى لهم في الحياة بين المجتمع”.
وأفاد البيان أن “الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي استجاب لتلك التدابير وأصدر قراراً يحظر أعمال منبر (أهل الرأي) في سابقة نادرة في تاريخ الحركة الإسلامية”.
وقال المنبر إن “رحابا أشد سعة من ضيق ساحة المؤتمر الشعبي ودوره وقاعاته انفتحت عليهم وان قرار الحظر كان سانحة طيبة للأنعتاق من ربقة قيود مقعدة التزمها شباب المنبر وهم لها كارهون”.