الدائرة “1” أبوحمد تحرك موسم الانتخابات الخافت في السودان
الخرطوم 15 مارس 2015 ـ تحدى الناخبون في الدائرة القومية “1” في أبوحمد بولاية نهر النيل، المؤتمر الوطني الحاكم، وأبدوا تأييدا لافتا للمرشح المستقل لمقعد البرلمان، في مواجهة مرشح الحزب الحاكم، ويتوقع أن تشهد الدائرة تنافسا محموما في ظل انتخابات كل مؤشراتها تؤكد خفوت المنافسة فيها.
وعكست لقاءات جماهيرية حاشدة عقدها المرشح المستقل بدائرة أبوحمد القومية، مبارك عباس، مدى الأزمة التي يعيشها مرشح المؤتمر الوطني الحاكم محمد أحمد البرجوب، حتى داخل معقله في محلية البحيرة التي تقطنها قبيلة المناصير.
ويعد مبارك عباس من أبرز القيادات التي تحدت قائمة المؤتمر الوطني للمرشحين بعد أن تمسك بالترشح لعضوية البرلمان مستقلاً.
وعدّ مراقبون حشد المناصير الذي استقبل عباس في محلية البحيرة استفتاءا مبكرا من شأنه حسم الجولة مبكرا للقيادي السابق في المؤتمر الوطني.
وتوعّد الحزب الحاكم، منسوبيه الذين ترشحوا مستقلين بمحاسبة “غير مسبوقة”، وأكد أن مصيرهم سيكون الفصل من الحزب.
وقال عباس لـ “سودان تربيون” إن أهالي المناصير تمكنوا من تنظيم حشد كبير لحملته الانتخابية الخميس الماضي رغم الأجواء الصعبة التي تمثلت في الرياح المثيرة للأتربة وأمواج البحيرة التي لم تثني مؤيديه عن ركوب أمواجها وصولا إلى مكان الحشد.
ورأى المرشح المستقل أن مرشح المؤتمر الوطني محمد أحمد البرجوب خان قضية أهله المناصير عندما كان ممثلا لهم في البرلمان، ولم يحضر سوى 6 جلسات فقط، ما أثر على مطالب الدائرة الخاصة بميزانيات التعمير والتعويض والخدمات.
وراهن مبارك عباس على فوزه بنسبة 100%، قائلا: ” انا عندي علاقة بالبلد ولست مرشحا مستوردا.. هذا هو الفرق”، وتابع “عقدنا حتى الآن 120 لقاءا في الدائرة، كانت كلها ناجحة”.
وعزا مساندة المناصير له رغم أنه ينتمي لقبيلة الرباطاب، إلى التزامهم بالميثاق الذي تواثق عليه أهالي محليتي أبوحمد والبحيرة خلال الانتخابات الماضية، بأن تكون الدائرة في انتخابات 2010 للمناصير، وتذهب في انتخابات 2015 للرباطاب.
وأكد أن أهالي محلية البحيرة المتأثرين بسد مروي لم يحصلوا بعد على المساكن وخدمات الكهرباء والطرق، موضحا أنه مجتمع بدأ من الصفر وكان يحتاج للإيفاء بالوعود التي قطعتها الحكومة.
وانتقد المرشح المستقل عدم وصول كهرباء سد مروي القريب من أبوحمد للمنطقة، مشيرا إلى أن قضية أهالي الدائرة ليست سياسية وانما تتعلق بالتنمية والخدمات.
وعلمت “سودان تربيون”، في وقت سابق، أن العديد من القيادات التاريخية للإسلاميين في منطقة “أبوحمد” يؤيدون عباس في مواجهة مرشح حزبهم محمد أحمد سليمان البرجوب، الذي فاز بمقعد الدائرة في انتخابات 2010، واكتسح وقتها منافسه المستقل صلاح كرار.
وقالت مصادر من المنطقة إن “أبوحمد” ظلت تعاني من تدهور خدمات الصحة والتعليم والطرق والمياه والكهرباء رغم أنها أضحت قبلة للمعدنين التقليديين عن الذهب، وهو ما أدى بدوره إلى الضغط على الخدمات المتاحة فضلا عن آثار بيئية واجتماعية فشلت الحكومة في احتوائها.