الأمن يحقق مع رئيس تحرير “التيار” ومحررة داخل مقر الصحيفة
الخرطوم 12 فبراير 2015 ـ قالت منظمة صحفيون لحقوق الإنسان “جهر” إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني وفي حادثة نادرة حقَّق، الأربعاء، مع رئيس تحرير صحيفة (التيَّار) عثمان ميرغني، والصحفية إنعام آدم، داخل مقر الصحيفة بالخرطوم.
وبحسب “جهر” فإنه حضر إلى مقر(التيَّار) عُنصران من دائرة الاقتصاد بجهاز الأمن، وطلبا حضور الصحفيَّة (إنعام آدام)، ثم توجَّها إلى مكتب رئيس التحرير وحقَّقا معه وإنعام لحوالي نصف ساعة.
وخلال التحقيق، طلب العنصران من عثمان وإنعام الكشف عن ما يعتقِد جهاز الأمن أنها (مصادر صحفية) سرَّبت معلومات متعلِّقة بـ “حاويات مُشعَّة”، واستقالة أربعة مدراء إدارات بجهاز الرقابة النووية والإشعاعية احتجاجاً على سماح السلطات لإحدى شركات البترول بإدخال 63 حاوية عبر ميناء بورتسودان، تحمل مواد مُشعَّة وخطيرة للغاية.
كان جهاز الأمن ـ دائرة الإعلام – وقبل يوم واحد فقط، قد استدعى وحقَّق بمقره بحي الخرطوم نمرة (2) مع الصحفية إنعام حول مادة صحفية متعلقَّة بـ(الحاويات المُشعَّة) نشرتها (التيَّار) يوم الثلاثاء 10 فبراير الحالي.
وصادر جهاز الأمن عدد الأربعاء من صحيفة (التيَّار) بعد الطباعة، وتُرجِّح مصادر صحفية بأن المُصادرة تعود لنشر الصحيفة خبراً يوم الثلاثاء يتعلَّق بتطور قضية (الحاويات المُشعَّة).
وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف.
وتشكو الصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والإيقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا، ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز “الخطوط الحمراء” بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد.
وقالت “جهر”، الثلاثاء الماضي، إن صحيفة “الميدان”، المملوكة للحزب الشيوعي السوداني ظلت تتعرض للمصادرة من جهاز الأمن بشكل كامل أو جزئي منذ يناير الحالي.
ونبهت “جهر” إلى خطورة الأساليب التي يتَّبعها جهاز الأمن للضغط على الصحفيين للكشف عن مصادرهم الصحفية، ومصادر معلوماتهم، وعضدت مواقف الصحفيين، ودفاعهم عن حقِّهم في عدم الكشف عن مصادرهم.