المعارضة السودانية تدشن حملة “إرحل” لمقاطعة الإنتخابات
الخرطوم 2 فبراير 2015 ـ دشنت قوى في المعارضة السودانية، الإثنين، حملتها الرامية لحشد التأييد، لمقاطعة الإنتخابات التي تعتزم الحكومة تنظيمها في أبريل المقبل، وشددت على انها لن تلجأ للعنف والتخريب وستقود حملة سلمية ضد ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية جديدة، تحمل شعار “إرحل”، فيما لوح حزب المؤتمر الوطني الحاكم مجددا بحسم من أسماهم الساعين لعرقلة الإنتخابات.
وتنشط القوى المشاركة في ميثاق “نداء السودان” بالترويج لحملة التوقيعات الحاثة على المقاطعة والتي ستبدأ رسميا مساء الاربعاء، من دار حزب الأمة القومي.
وقالت في بيان أصدرته “الإثنين” إن قوى النداء شرعت في تفعيل العمل المشترك إتفاذا لما تم الاتفاق عليه في “نداء السودان”، بتكوين هيئة تنسيق بالداخل بمشاركة قوى الاجماع الوطني، مبادرة المجتمع المدني حزب الامة لتقوم بتنظيم العمل السياسي المشترك وإنشاء لجان لوضع البرامج التفصيلية.
ووقعت أحزاب سودانية معارضة وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني، في الثالث من ديسمبر الماضي، اتفاقا في أديس أبابا تحت اسم “نداء السودان” لوقف الحرب وتفكيك دولة الحزب وتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي.
وأغضب الاتفاق الحكومة وإتهم الرئيس عمر البشير قوى المعارضة المتحالفة مع الجبهة الثورية، بالعمالة والإرتزاق، ونصح قادتها بعدم العودة للبلاد وملاقاتهم في ميادين القتال بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.
وقال البيان إن حملة “ارحل” ترمي الى لعدم الاكتفاء بالصمت ازاء ما اسمته العبث والصرف البذخي لـ800 مليون دولار على “مسرحية تنصيب الرئيس الذي يهئ حتى الدستور بعد تعديله لانتخابه من جديد”.
وأوضحت القيادية بحزب الأمة القومي رباح الصادق المهدي في مؤتمر صحفي، الإثنين، أن الحملة ستنتظم عشرين مدينة بولايات السودان للتوقيع على الدعوة لرحيل النظام، ومنعا لانفجار حرب أخرى.
وترفض المعارضة إجراء الانتخابات في ميقاتها المضروب في أبريل المقبل، لحين تشكيل حكومة إنتقالية تشرف على تعديل الدستور والقوانين ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها.
وقال وزير الداخلية عصمت عبد الرحمن، الأسبوع الماضي، إن الشرطة لن تسمح بأية محاولات لزعزعة الأمن أو تعكير أجواء الانتخابات، كما حذرت قيادات في المؤتمر الوطني الحاكم من أية محاولة لتخريب الانتخابات.
وأكدت المهدي تحضير خطه للطواف على الولايات وعقد ندوات جماهيرية وتعبوية برسالة “نداء السودان”، ونفت بشدة ان تكون دعوة للعنف او التخريب مشيرة الى ان العمل سيتم وفقا للقانون.
وعدت التصريحات الحكومية المروجة لعزم المعارضة على اثارة العنف ليست سوى انعكاس لرعب النظام وخشيته من تحركات المعارضة، لافتة الى التصريحات الكاذبة وفق قولها بصدور قرار بالافراج عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم فاروق ابوعيسى وامين مكي مدني وفرح عقار، دون ان يتم إطلاق سراحهم حتى اللحظة.
وأضافت رباح “نحن لانريد تحدي وزارة الداخلية، لكنهم يسعون من وراء إطلاق تلك التصريحات للإيحاء بأن المعارضة تنشط بنحو غير قانوني.. نحن لا نقوم بأي عمل يهدد أمن وسلامة واستقرار البلد”.
وتوقعت القيادية بحزب الأمة ان تتعامل الحكومة وسلطاتها بنحو تعسفي مع الحملة وتعتقل قادة المعارضة.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية لتحالف قوى الإجماع ابوبكر يوسف في ذات المؤتمر صحفي، إن النظام يدعي تنظيم إنتخابات حرة مشيرا الى أن المعارضة تعتزم إرسال رسالة للجهات اتي تراقب العملية بأن العملية ليست نزيهة.
وأكد القيادي بتجمع المعارضة بابكر محمد الحسن على توحد قوى المعارضة، وصمودها معترفا بوجود تباين في وجهات النظر حسب طبيعة الفصائل المكونة للتحالف، حول بعض القضايا لكنه اكد أن الجميع متفق على الحد الأدنى وهو رحيل النظام الحالي.
نافع يهدد بالحسم
وفي غضون ذلك قال القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم نافع علي نافع، إن الأجهزة المختصة ستمارس دورها وتتعامل بحسم مع الساعين لعرقلة الانتخابات، محذراً المعارضة من منع الناس من التصويت في انتخابات شهر أبريل المقبل، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية المنوض بها تأمين العملية على أهبة الاستعداد.
وقال نافع في مؤتمر صحفي بمدينة سنجة الإثنين أنه “ليس هناك مبرر على الإطلاق لتأجيل الانتخابات، لافتاً إلى أنها استحقاق دستوري معلن ومعروف للجميع منذ الانتخابات الأخيرة في العام 2010”.
وأشار إلى أن كل مواطن يعرف حقوقه جيداً وسيحرص الجميع على ممارسة هذه الحقوق بحرية، وأن الأجهزة المختصة ستمارس دورها حتى لا يتم منع الناس من الإدلاء بأصواتهم.
وأضاف “نقول للمرجفين الجوا والبرا نحن جاهزون للانتخابات وسيكون لنا بدل الصوت مليون صوت”.