Thursday , 25 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

السودان: العلاقات مع أميركا تراوح مكانها وسياسات داخلية تؤثر على التعامل الخارجي

الخرطوم 10 ديسمبر 2014 – أعلنت الحكومة السودانية عن صعوبات تواجه التطبيع مع الولايات المتحدة الأميركية وقالت إن العلاقات لا زالت تراوح مكانها بسبب الإصرار الأميركي على ربط تحسين العلاقات بملفات سودانية داخلية.

وكشفت الخرطوم في المقابل عن توجيهات روسية لمندوبها في الأمم المتحدة بمحاصرة قضية اغتصاب النساء بقرية “تابت” بولاية شمال دارفور ومنع تداولها في مجلس الأمن الدولي، كما إنتقد وزير الخارجية السوداني صراحة بعض تصرفات الحكومة الداخلية وقال إنها تلقي بآثار سالبة على السودان خارجيا.

8014.jpgوتدرج الولايات المتحدة الأميركية السودان منذ العام 1997 ضمن لائحة الدول الراعية للإرهاب وتفرض عليه عقوبات اقتصادية متوالية، تقول الخرطوم إنها أثرت على قطاعات حيوية على رأسها الطيران والسكك الحديدية والنقل بشكل عام وان خسائر تلك المقاطعة تتجاوز الـ 40 مليار و531 مليون دولار.

وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في بيان حول خطة وزارته للعام 2015 أمام البرلمان الأربعاء، إن علاقات السودان مع أميركا لا تزال تراوح مكانها.

وأشار الى ان مبعوثي واشنطن الرئاسيين يزورون الخرطوم ويجتمعون الى المسؤولين ثم يعودون الي بلادهم دون تحقيق أي تقدم حقيقي خاصة فيما يلي القضايا الاساسية.

ونوه الوزير الى أن سبب التعثر في التقارب بين البلدين يعود الى اصرار الادارة الاميركية علي ربط تطبيع علاقتها مع السودان بقضاياه الداخلية والاستمرار في فرض العقوبات الاقتصادية.

وتدعو واشنطن الى حل النزاع المسلح في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان مع تسوية الأزمة في دارفور كشرط أساسي لعودة العلاقات مع الخرطوم الى مسارها الطبيعي.

وأعلن كرتي عن استمرار مساعي الدبلوماسية السودانية مع الإدارة الأميركية للوصول الى تفاهم مشترك يرمي لتحسين العلاقات وتطبيعها، بالرغم من تجديد العقوبات.

وقال انهم شرعوا في التعامل وفق نهج جديد لإضعاف اثر العقوبات وذلك بالحصول علي تأكيدات اثبت الواقع جدواها وهي مواصلة الضغط للحصول علي تراخيص للدولة والشركات العاملة في مجال الصحة والزراعة والتعليم والتدريب الى جانب كثير من التقانات ذات الصلة بزيادة الانتاج للغذاء.

في المقابل كشف وزيرالخارجية عن إصدار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف توجيهات للبعثة الروسية بالأمم المتحدة في نيويورك بمتابعة القضايا السودانية.

وقال على كرتي إنّ لافروف نبه بعثة بلاده بمنع تداول موضوع الاغتصاب في (تابت) نهائياً في مجلس الأمن.

ودخلت الحكومة السودانية في مواجهة علنية مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن بسبب تقارير إعلامية تحدثت عن تورط جنود سودانيين في اغتصاب 200 إمرأة وفتاة بقرية “تابت” في ولاية شمال دارفور، وهو ما نفته الحكومة كليا، ورفضت السماح لبعثة تحقيق مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بإجراء تحقيق ثان في المنطقة بعد ان أكد التحقيق الأول عدم صحة الاتهامات.

وأعلن الوزير استمرار حوار الحكومة مع وفد مجلس الامن المتواجد حاليا بالبلاد حول استراتيجية خروج يوناميد من السودان، لكنه نبه لعدم الربط بين مزاعم الاغتصاب في “تابت” وطلب السودان من يوناميد إنهاء تواجدها في دارفور.

وأوضح ان إستراتيجية خروج البعثة منصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 1796.

وأشار كرتي الى أن الحكومة طالبت الامين العام للأمم المتحدة، غير مرة، بأن تشرع البعثة في إعداد استراتيجية خروج استنادا علي تحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية بدارفور.

وأتهم الوزير السوداني، جهات – لم يحددها – التآمر على القوات المسلحة، بإدعاء مزاعم اغتصاب “تابت” لتجريم السودان وإيقاف العودة الطوعية للنازحين.

وحول العلاقات مع دولة جنوب السودان اتهم الوزير جوبا بعرقلة تكوين المؤسسات المدنية لادارية ابيي والمجلس التشريعي وعدم انشاء وحدات الشرطة الخاصة بابيي لافتا الى تعذر تحديد الخط الصفري وترسيم الحدود في المنطقة رغم الاتفاقيات الموقعة بين البلدين منذ عام 2011.

وأنتقد كرتي بعض تصرفات وسياسات الحكومة الداخلية وقال انها تؤثر سلباً على صورة السودان وشؤونه الخارجية مستشهدا بأحداث (تابت) و(كنيسة بحري)، وطالب بالتعامل مع القضايا الداخلية ببُعد دولي.

وكانت تقارير إعلامية إنتقدت بشدة تدخل الشرطة السودانية وفضها نزاعا داخل احدى الكنائس بالخرطوم بحري، الاسبوع الماضي، لتمكين أحد المستثمرين من استلام مساحة داخل الكنيسة حكمت له المحكمة بها، بينما تؤكد الكنيسة أن لديها استئنافا للحكم قيد النظر.

وأكد القس يوسف مطر السكرتير العام لسنودس السودان الإنجيلي المشيخي في بيان صادر في نوفمبر الماضي أن الاحداث التي تجري بكنيسة الخرطوم بحري، هي جزء من صراع إداري داخل الكنيسة تمتد جذوره الى أكثر من 40 عام.

وحاولت وزارة الإرشاد والأوقاف بحكم صلاحياتها الرسمية التدخل لحسم النزاع الدائر في الكنيسة بتكوينها لجنة “الوساطة لحل النزاع الإداري بالكنيسة الانجيلية”، في أبريل 2013.

Leave a Reply

Your email address will not be published.