الوساطة تعلق مفاوضات دارفور حتى الخميس المقبل
أديس أبابا 29 نوفمبر 2014 – قررت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو امبيكي تعليق جولة المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركات دارفور المسلحة وعللت الخطوة بارتباطات عاجلة لأمبيكي تستدعي مغادرته اديس ابابا الى المانيا لثلاثة أيام، في موضوعات تتعلق بالمفاوضات الجارية حالياً.
ولم يفلح وفدي الحكومة ومسلحى دارفور في تحقيق اي إختراق خلال المباحثات الحالية في اعقاب تباعد الشقة بين الطرفين حول أجندة التفاوض المفترض نقاشها على الطاولة، وبينما تمسكت الحكومة بقصر الجولة على نقاش قضايا الترتيبات الأمنية ووقف إطلاق النار الممهد للمشاركة في الحوار الوطني، طالبت حركتى تحرير السودان والعدل والمساواة بنقاش قضايا تتصل بقسمة الثروة والسلطة وتعويض المتأثرين بالحرب وحل ازمة دارفور في إطار قومي شامل.
وقال رئيس الوفد الحكومي المفاوض أمين حسن عمر أن الآلية الأفريقية وضعت الوفدين بين خياري الإنتظار او المغادرة ثم العودة الى أديس مجددا لاستئناف المفاوضات، الخميس القادم.
وشدد على ان مواصلة التفاوض فى الموعد المقرر سيكون على أساس الدعوة التي تلقاها الوفد، للوصول إلى وقف لإطلاق النار في دارفور.
وكان التفاوض بين الحكومة ووفدي حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان بقيادة منى اركو مناوي توقف في انتظار مبادرة من الوساطة الأفريقية لعقد اجتماع لتقريب وجهات النظر بين أطراف التفاوض التي لم تتوصل حتى الآن لاتفاق بشأن أجندة التفاوض.
وجدَّد الوفد الحكومي التأكيد على تمسك السودان باتفاقية الدوحة، التي تلقى تأييدا من المجتمع الدولي ممثلا في الإتحاد الافريقي ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، وإعتبر فتح اي نقاشات في أجندة أخرى يمثل فتحا لباب النقاش في الوثيقة وهو ما لن تقبل به الخرطوم قطعيا.
وأشار أمين جسن عمر في تصريحات قبل توقف الجولة إلى أن الأولوية لوقف إطلاق النار، ولكن المنطق يقول إن أي وقف لإطلاق النار لابد أن يكون في إطار سياسي.
وأضاف: “إذا كانت الموضوعات والدعوة قد شملت أموراً أخرى لكان تشكيل الوفد يضم أطرافاً حتى من تلك الحركات التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة، إذ أنهم أصحاب شأن”، ومضى يقول ” حاولنا التغلب على هذه المشكلة الإجرائية، ولكن لم ننجح” وتابع “لكن أعتقد أن الروح التي خرجنا بها ستسمح لنا بالعمل سوياً لمحاولة تحقيق السلام”.
وقال رئيس حركة التحرير السودان مني أركو مناوي، إنهم يصرون على فتح مسار جديد، وإن حركته تعتقد أن اتفاقية الدوحة لم تحل كل المشاكل، إلا إنه نفى أن يكون عدم الاتفاق على جدول الأعمال يعني نهاية المطاف للمحادثات مع الحكومة.
وأضاف “أنا لم أقل إننا وصلنا إلى طريق مسدود ولكن الخلاف في الأجندة كان كبيراً جداً، هم يعتقدون أن اتفاقية الدوحة حلت كل المشاكل، ونحن نرى أن الدوحة لم تحل كل المشاكل، ولابد أن نبدأ باتفاق مبادئ”.
من جهته قال رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم إنهم أتوا للمفاوضات لطرح مبادئ عامة تنتقل إلى خارطة طريق أو اتفاق طارئ بترتيب زمني محدد، ولكن ظهر أن هنالك مساحة في الفهم بينهم وبين وفد الحكومة حول دعوة الوساطة الأفريقية، حسب قوله.
وأضاف “ننتظر مقدرة الوساطة في تقريب الشقة مع وفد الحكومة، ونحن لم ننسحب وإن قرار رفع الجلسة ملك للوساطة الأفريقية”.
وانطلقت الأحد الماضي مفاوضات بين الحكومة، والحركات المسلحة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لبحث السلام في دارفور، حيث وافقت حركتي “العدل والمساواة”، و”تحرير السودان ـ جناح مناوي” على التفاوض بينما رفضت حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.