الحكومة السودانية تتمسك برفض إجراء تحقيق ثان في “تابت”
الخرطوم 19 نوفمبر 2014- رفضت الحكومة السودانية رسميا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للسماح باجراء تحقيق ثان في مزاعم إغتصاب وقعت بقرية “تابت” بولاية شمال دارفور، وحثت مون على ان يربأ بنفسه من اللهث وراء معلومات كاذبة وملفقة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالب بإرسال فريق تابع لبعثة يوناميد الى بلدة تابت لإجراء تحقيق حول المزاعم.
وأكد نائب رئيس بعثة يوناميد أبيدون باشوا لدى لقائه والي جنوب دارفور، الثلاثاء، عزم البعثة إجراء تحقيق آخر حول مزاعم الاغتصاب في تابت “من أجل وضع حد للإشاعات” وقال إن التحقيق الشامل سيكون من صالح يوناميد والحكومة وأهل المنطقة.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة شهادات لضحايا من بلدة “تابت”، 45 كلم جنوب غرب الفاشر بشمال دارفور، تفيد بتعرض 200 من النساء والقاصرات في القرية النائية لعمليات اغتصاب نفذتها كتيبة تنتمي للجيش السوداني.
ودعا وكيل وزراة الخارجية السودانية عبد الله الأزرق في تصريحات صحفية نشرت بالخرطوم يوم الأربعاء بان كي مون للبحث والتقصي عن بلاد اخرى غير السودان تقع فيها الاغتصابات الجماعية، وقطع بان السودان ليس محلا لهذه الممارسات.
وحث الدبلوماسي السوداني كي مون على ان يربأ بنفسه من تبديد موارد الامم المتحدة جريا وراء سراب بثته اذاعة عرفت بالتلفيق شكت منها بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي “يوناميد”نفسها.
ونوه الى ان مدعي عام جرائم دارفور ياسر احمد محمد موجودا حاليا في المنطقة لاجراء تحقيق شامل مع اهلها، مؤكدا حيدة ونزاهة التحقيق، واعدا بنشره حال الاكتمال.
وابدى الازرق استغرابه لمطالبة البعثة باجراء تحقيق ثان بالمنطقة بعد ان سمحت لها الحكومة في وقت سابق بزيارة التقت فيها بكافة الشرائح الموجودة في المنطقة.
واكد رفض واحتجاج اهل المنطقة على الاتهامات التى طالت نساءهم وعدوها مشينة لسمعة نساء القرية، ونبه الوكيل الى ان الاتهام خلق روح عدائية اتجاه البعثة.
وأضاف: ” الخارجية ابلغت يونميد بشكل رسمي انها تخشى ما لا يحمد عقباه اذا ما حاولت البعثة احياء هذه الفرية مرة اخرى”.
واسترسل قائلا “اكدنا لهم انه لايوجد ما يضمن عدم اصطدامهم باهل المنطقة خاصة وانهم غاضبون من الاتهام”.
واكد ان الحكومة السودانية تخشى تفاقم الاوضاع بالمنطقة، وجدد الازرق رفضهم لاتهام الاعتداء الجنسي على النساء بالقرية، وقال انه من غير المنطقي ان يتحول كل افراد الوحدة العسكرية الى وحوش، واكد ان المعلومات المتوفرة لدى الحكومة تؤكد ان عدد افراد القرية اقل بكثير جدا من العدد الذي تردد انه تعرض للاغتصاب.
وقالت الحكومة السودانية، يوم الأحد الماضي ، إنها منعت فرق تقصي تابعة لبعثة “يوناميد” من الوصول إلى قرية “تابت” بشمال دارفور للمرة الثانية للتحقق حول مزاعم إغتصاب جماعي طال 200 من نساء والفتيات القاصرات بالقرية على يد قوة من الجيش.
وعزا بيان لوزارة الخارجية السودانية، منع فريق البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور “يوناميد” من دخول “تابت” إلى ما أسماه خرق البعثة لاتفاق بينها والوزارة تم أثناء استدعاء رئيس البعثة في الخارجية الجمعة الماضية، بجانب حماية عناصر البعثة من غضب الأهالي.
شكك مسؤولون أمميون في نتائج التحقيق الذي أعلنت عنه يوناميد بسبب وجود قوات حكومية أثناء عملية التحقيق ما خلق حالة ترهيب لدى الشهود