غندور يطالب عرمان بالابتعاد عن المواقف التاكتيكية في التفاوض
الخرطوم 7 أكتوبر 2014- شدد رئيس وفد الحكومة السودانية لمفاوضات المنطقتين إبراهيم غندور على تمسك حكومته بالحل السلمي وجديتها في البحث عن السلام وقيام الحوار الوطني ومطالبا مسؤول العلاقات الخارجية بالجبهة الثورية ياسر عرمان، بالابتعاد عن المواقف التكتيكية في المفاوضات والعمل الجاد على تخليص البلاد من مآسي الحرب .
وكان عرمان اتهم الرئيس السوداني عمر البشير وحزبه الحاكم بالتنصل عن الحوار الوطني والتخطيط لإفشال مجهودات الاتحاد الأفريقي لإحلال السلام، والتحضير لشن حرب واسعة خلال فصل الصيف القادم بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور.
وأكد عرمان لـ”سودان ترببون” الاثنين أن رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى تابو أمبيكي لم يقدم مقترحا بتأجيل المفاوضات بين الحكومة والحركة حول المنطقتين إلى 25 أكتوبر مثل ما ذكر المسؤول الحكومي. وأوضح أن أمبيكي أرسل لكلا الطرفين دعوة لبداية المفاوضات في يوم 14 أكتوبر، لكن الخرطوم اعتذرت بخطاب رسمي من مساعد الرئيس وقائد وفد التفاوض إبراهيم غندور، بحجة انعقاد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني والحج.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني للشؤون التنفيذية بروفيسور إبراهيم غندور إلى عدد من منسوبي الحزب تجمعوا لتهنئة بعضهم بالعيد الثلاثاء ان الوساطة الأفريقية أبلغتهم باستئناف جولة المفاوضات نهاية الشهر الجاري، لكنه لم يحدد تاريخا بعينه للجولة واكتفي بالقول أنها تعقب المؤتمر العام للحزب الحاكم .
وقال غندور في برنامج تلفزيوني بثته قناة “الشروق”، الثلاثاء ردا على تصريحات عرمان : “نأمل في أول جولة قادمة أن يأتي عرمان مخلصاً لسلام يخلِّص الوطن مآسي الحرب”
وشدد على تمسك حزبه بخيار الحوار مع الآخرين وأضاف لدى مخاطبته معايدة المؤتمر الوطني ” ما تركنا حزبا في هذا الوطن إلا وجلسنا إليه وحاورناه عدة مرات ” واسترسل قائلا ” سنمضي في الحوار رغم الصعوبات والعقبات ومحاولات التشكيك والتخذيل.”
ولفت مساعد البشير إلى ان خيار الحوار ليس مفروضا علي المؤتمر الوطني الحاكم ، معترفا في ذات الوقت باستحالة نجاح اى حزب منفردا في بناء الوطن مهما كان حجم ذاك التنظيم وقوته مؤكدا أن طريق التفاوض يعتبر المخرج الأوحد لإنهاء المعاناة حاثا حملة السلاح على التجاوب مع النداء والانخراط في عملية الحوار.
وأبدى غندور أملأ في ان تكون جولة المفاوضات المرتقبة هي الأخيرة مع الحركات المسلحة مجددا التأكيد على انتهاج حزبه التفاوض كخيار استراتيجي وليس موقفا تكتيكيا .
ودمغ مساعد الرئيس من اسماهم بقلة من ابناء الوطن بعدم الرغبة في الوصول إلى السلام قبل تحقيق مآربهم السياسية، مشددا على ضرورة وقف القتال في مناطق تعتبر الأغنى بالسودان إلا ان أهلها ينتظرون الإعانات الخارجية.
الانتخابات .. تعادل او انتصار
وبشان الجدل المثار حول موعد الانتخابات دعا غندور في حوار تلفزيونى بقناة (الشروق ) الأحزاب الى المشاركة في الجولة واعتبارها تمرينا ديموقراطيا يمكن القوى السياسية من بناء نفسها وأشار على الأحزاب التأكد بانها لا تلعب في أرض الخصم. مضيفا : “بل نلعب جميعاً في أرض الشعب السوداني اللماح”.
ومضى يقول : “حزب المؤتمر الوطني لا يبحث عن إحراز الأهداف من خلال الانتخابات القادمة، وإنما يبحث عن التعادل أو الانتصار إذا اضطر لذلك”.
وانتقد غندور إعلان قوى سياسية رفضها خوض الانتخابات المقبلة وعد تصرفها يفتقر إلى العدالة والكياسة .
وقال إن “كل مقومات الانتخابات، بدءاً من المساحة التي تسبقها حتى إعلان نتيجتها، يجب أن نتفق عليها ويجب أن يكون الحديث مصوباً مباشرة إلى أرض الملعب والحكم والمراقبين”.
وأضاف: “ليتنا نستطيع أن نركِّب طقم أسنان أو أضراس لكل حزب، ونتمنى أن تكون هنالك أحزاب قوية، لأنها إن تحالفت معك فأنت أقوى، وفي حالة المعارضة تعني أن الحكومة أقوى، والأحزاب ضعفت لأنها لم تحاول أن تمارس الديمقراطية في داخلها”.
أحداث سبتمبر ليست مظاهرات
وردا على تعامل الحكومة مع احتجاجات سبتمبر من العام المضي أوضح غندور ان تلك الأحداث لم تكن مظاهرات، وإنما عملاً عنيفاً ومسلحاً وتخريبياً في الكثير من الأحيان، استمر يومين، واضطر المواطنين للمطالبة بتوفير الأمن والشرطة.
وارجع سقوط ضحايا في تلك المظاهرات لتخفي المجرمين الحقيقيين خلف الابرياء مشيرا إلى ان حزبه المؤتمر الوطني لم يتضرر من تلك الاحتجاجات وأنما كل الوطن.
وتمنى غندور ان لا يصل الحال بالسودان إلى ثورات شبيهة بالتى شهدتها بلدان ما يعرف بالربيع العربى – تونس- مصر – ليبيا- ” واستدرك بالقول ” ليس لأننا نخشى المواجهة ولكن لأننا نخشى على وطننا ، نحن لا نخشى التظاهر علينا”
وذكر أن الضحايا في تلك الأحداث كانوا من الأبرياء الذين دفعوا الثمن، و أن المجرم الحقيقي تخفي خلفهم.
وأضاف: “هذه مصيبة عاشتها بلدان كثيرة، نتمنى أن لا يعيشها وطننا، والوطن كله تضرر من هذه الأحداث، وليس حزب المؤتمر الوطني فقط”.
وشدد مساعد الرئيس في سباق اخر على عدم أحقية اى حزب سياسي في إبرام اتفاقات مع حركات مسلحة تحارب الدولة وقال “الاحزاب غير متاح لها ان توقع اتفاقات سياسية مع حركات تحمل السلاح ضد الدولة” وأوضح ان الدولة هي صاحبة الحق في توقيع اتفاقات مع حاملي السلاح.
ونفي غندور ان يكون حزبه وقع أي اتفاق مع حركات مسلحة أو ان يكون حزبه مسيطر على الدولة بالسلاح قائلا ان الدولة تخضع للقوات المسلحة والشرطة ، معتبرا أي اتفاق مع حركات مسلحة خنجر في خاصرة المقاتلين فضلا عن انه يعطي دفعة لحمل السلاح ضد الدولة ويجعل الحركات تتعنت في الوصول الى سلام.
وكان الرئيس عمر البشير أوصد في 27 سبتمبر الماضي، الباب أمام التفاوض مع حركات دارفور في أي منبر باستثناء الدوحة، ورفض أي تحالفات للجبهة الثورية مع القوى السياسية بعيدا عن مخرجات الحوار الوطني، قبل أن يطالب زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي بالتبرؤ من “إعلان باريس” الموقع مع الجبهة الثورية حتى يضمن له دخول البلاد مجددا.