الجيش السوداني: الصراعات القبلية تهدد الأمن الوطني
الخرطوم 15 سبتمبر 2014- قال رئيس هيئة العمليات المشتركة في السودان الفريق ركن عماد الدين مصطفى عدوى إن الصراعات القبلية في البلاد تعتبر المهدد الاساسي للأمن الوطني.
وأودت نزاعات قبلية في دارفور على وجه الخصوص بحياة الألاف من الناس حيث يشتهر الإقليم بصراعات دامية بين قبائله المتنازعة في الغالب على الارض والكلأ.
وبينما تراجعت حدة المواجهات العسكرية الناشبة منذ العام 2003 بين الحكومة السودانية وفصائل المعارضة الدارفورية ارتفعت في المقابل النزاعات بين القبائل المختلفة في دارفور.
واودت احدث الصراعات بين قبيلتى المعاليا والرزيقات في ولاية شرق دارفور خلال أغسطس الماضي الى مقتل ما لا يقل عن ثلاثمائة شخص وجرح المئات من الطرفين.
واعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة “يوناميد”، محمد بن شمباس، في وفت سابق عن قلقه من هذه الأحداث، وعدّ الحروب القبلية الأكثر خطورة، معترفاً بفشل “يوناميد” بالوصول إلى مقرّ الأحداث لتقييم الوضع والوقوف على حجم الخسائر.
كما اعترفت الحكومة ممثلة في السلطة الاقليمة لدارفور على لسان رئيسها التجاني سيسى بأن الحرب القبلية تُعدّ المهدد الأمني الأكبر لدارفور والأمن القومي.
ونوه عماد عدوي الذي خاطب الاثنين ملتقى الاعلاميين والعسكريين الأول الى التأثير السالب للصراعات القبلية على الامن والاقتصاد والتماسك الشعبي والقبلي، وحث اهل السودان على نبذ القبلية والجلوس على مائدة الحوار للعبور بالبلاد لمراحل متقدمة.
ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد في وقت سابق مشاركة القوات المسلحة في الصراع المحتدم بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، واتهم جيوب التمرد ببث انباء حول ندخل الجيش في الصراع بين القبيلتين مؤكدا قومية القوات المسلحة وحرصها على وقف الصراع القبلي الدامي، وأبان أن الجيش ظل – منذ الاستقلال – بعيداً عن الصراع القبلي في أي موقع.
وقطع رئيس هيئة الاركان المشتركة في سياق آخر بأن السودان أنهى عداواته مع كل دول الجوار وان سياسة قوات الدفاع المشتركة ايجابية وساهمت في استقرار الحدود مع الدول وخلصت لأبعد من ذلك بالمساهمة فى مشاريع التنمية والاستقرار.
وتنتشر على الحدود بين السودان وليبيا وتشاد وافريقيا الوسطى قوات سودانية عسكرية مشتركة مع تلك البلدان لتأمين الحدود والسيطرة على عمليات التهريب والاتجار بالبشر.
ودعا جمال عدوي الى ضرورة حل الفرقاء في دولة جنوب السودان لمشاكلهم مشيرا الى أن استقرار الجنوب يساعد في استقرار السودان، كما دعا الى مزيد من الارتباط بين الاعلاميين والقوات المسلحة لرفعة البلاد والتنمية.
من جهته قال العقيد المعز فاروق من جهاز الأمن والمخابرات في الندوة المصاحبة لاعمال الملتقى إن السودان يعد احد دول الصراع الافريقي لما يحتويه من سبعة معادن استراتيجية بالاضافة لموارده المتعددة التي تسعى دول الهيمنة للاستيلاء عليها بالاضافة لموقعه الاستراتيجي.
وقال إن الاستراتيجية الامريكية منذ التسعينيات توجهت نحو افريقيا والسودان على وجه الخصوص من أجل الاستيلاء على موارده، ودعا الى ضرورة التكاتف الاعلامي لنشر الوعي ومحاربة الهيمنة الغربية والاسرائيلية على موارد البلاد.