الأمن السوداني يسمح بمعاودة صدور “الصيحة” بعد كتابة تعهد
الخرطوم 1 يوليو 2014 ـ أبلغ جهاز الأمن والمخابرات السوداني، الثلاثاء، مالك صحيفة “الصيحة” الطيب مصطفى بامكانية معاودة الصدور بعد تعليق صدورها بقرار من مدير الجهاز الفريق محمد عطا في 20 مايو الماضي، وأضطرت الصحيفة لكتابة تعهد اعتبره رئيس التحرير لا يخرج عن المواثيق الصحفية المرعية.
وحسب رئيس تحرير “الصيحة” الدكتور ياسر محجوب الحسين، فإن توجيهات عليا من النائب الأول للرئيس الفريق أول بكري حسن صالح كانت قد صدرت بجلوس مسؤولي جهاز الأمن مع ناشر الصحيفة ورئيس تحريرها، وبالفعل تمت عدة جلسات أسفرت عن التوصل إلى صيغة أو اتفاق تم بموجبه إصدار قرار معاودة الصدور.
وقال الحسين لـ”سودان تربيون” إن الصحيفة ستعاود الصدور الأحد المقبل بعد أن وقعت، الثلاثاء، على تعهد لجهاز الأمن حوى مطالب لا تخرج عن المواثيق الصحفية المعروفة، موضحا أن التعهد شمل الالتزام بالمهنية والدقة في النقل ومراعاة الأمن القومي والالتزام بالدستور والقوانين.
ويتمتع جهاز الأمن بنفوذ واسع في السودان، ويحق له بموجب قانون الأمن الوطني إغلاق الصحف ومصادرتها من المطبعة، كما يعمد أحيانا لاخضاع الصحافة للرقابة القبلية عبر منسوبيه. وشهدت الخرطوم، صباح الثلاثاء، مصادرة الأمن لصحيفتي “التغيير” و”الأخبار” بعد طباعتهما.
وأضاف رئيس تحرير “الصيحة”، أنه بعد توقيع التعهد صباحا، عادت إدارة الإعلام في جهاز الأمن وأبلغتهم عصرا بامكانية معاودة الصدور ابتداءا من الغد “الأربعاء”، موضحا أن الصحيفة ونسبة لترتيبات صدورها مجددا قررت معانقة قرائها صباح الأحد المقبل.
وحول ما إذا كان جهاز الأمن طلب من الصحيفة عدم الخوض في ملفات الفساد، أكد الحسين أن هذا الطلب لم يرد ضمن التعهد، لكن مسؤولي الجهاز طلبوا خلال التفاوض التأكد من الوثائق أولا قبل نشرها.
وركزت (الصيحة) على ملفات متصلة بفساد نافذين بالدولة أثارت ردود افعال واسعة لكن أقواها كان الخبر الخاص بامتلاك وكيل وزارة العدل، مجموعة من قطع الأراضي في أحياء مميزة بالخرطوم، قالت إنه حصل عليها أبان عمله مديرا لمصلحة الأراضي.
وكانت نيابة أمن الدولة داهمت مقر الصحيفة عقب تعليق صدورها ونفذت تفتيشا، عثرت على إثره على وثائق رسمية بعضها نشر والآخر لم ينشر.
ورحّب مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني بعودة “الصيحة” راجياً استمرارها في أداء رسالتها بمهنية ومسؤولية، ونوه إلى الأهمية البالغة للموازنة بين الحرية والمسؤولية “بما يجعل جماع ذلك يصب في خدمة الوطن واستقرار المجتمع”.
وقطع رئيس تحرير “الصيحة” بأن الصحيفة تكبدت خسائر مالية فادحة جراء تعليق صدورها لأكثر من 40 يوما، كما أن الشعور بالإحباط الشديد سيطر على محرريها طيلة الفترة السابقة، وأشار إلى أن قرار معاودة الصدور قوبل بفرحة غامرة في صالة التحرير.
وكان رئيس التحرير قال في وقت سابق لـ”سودان تربيون” إن الخسائر اليومية لتوقف الصحيفة تصل إلى حوالي 30 ألف جنيه، بجانب الخسائر المعنوية المتمثلة في ابتعاد “الصيحة” عن معانقة قرائها كل صباح.