الوساطة تعلق مفاوضات المنطقتين 10 ايام والحكومة والحركة تتبادلان الاتهامات
الخرطوم 19 فبراير 2014 – أعلن رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي، الثلاثاء، تعليق المفاوضات بين وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية “قطاع الشمال”، الرامية لإنهاء الحرب في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأمهل الوفدين عشرة أيام لاستئنافها.
وكشف الوسيط أمبيكي في مؤتمر صحفي ان الوساطة قدمت للطرفين مقترحات للتشاور مع قيادتيهما بشأنها قبل العودة للتفاوض في غضون عشرة أيام.
وقال إن الوساطة درست الأوراق التي قدمها الطرفين، واتضح حتمية تقديم مقترحات من الوساطة لإحداث تطور في العملية التفاوضية.
وقالت مصادر ، أن مقترحات الوساطة تتعلق بالتفاوض وفق قرار مجلس الأمن 2046 الخاص بشأن الملفات الأمنية والسياسية والإنسانية بالمنطقتين.
وأشارت إلى أن المفاوضات اصطدمت بإصرار وفد الحركة على حل شامل لكل قضايا السودان، وتمسك الوفد الحكومي بالتفاوض حول المنطقتين.
وتبادل وفدا الحكومة السودانية والحركة الشعبية في المفاوضات الخاصة بالمنطقتين فى اديس ابابا الاتهامات بافشال الجولة الحالية.
وفيما حمل وفد الخرطوم الحركة مسؤولية عرقلة المحادثات قالت الحركة ان مفاوضي الخرطوم يبحثون عن حلول جزئية للأزمة.
وتوعد وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين، الحركة الشعبية، بالحسم ودمغها بعرقلة محادثات السلام.
وطبقا لمعلومات حصلت عليها “سودان تربيون” فأن قيادة وفد الحرك احتج للوساطة الافريقية على تصريحات الوزير السودانى وابلغوها استياءهم من التصعيد اللفظى والميداني الذي تنتهجه الخرطوم بالترافق مع المحادثات.
وكان وزير الدفاع اكد في خطاب ألقاه أمام حشد من قوات الدفاع الشعبي بالخرطوم الثلاثاء، حرص القوات المسلحة على حل القضايا عبر الحوار، لكنه شدد في الوقت نفسه جاهزيتها للحسم عبر البندقية.
وقال موجها حديثه إلى مفاوضي الحركة الشعبية “نحن أكثر حرصاً على حل القضايا بالحوار والحوار فقط، لكن إذا ما فرض القتال علينا لا بد من ذلك ونحن لها”.
وتابع “نحن جاهزون لإكمال مشروع الصيف الحاسم وهو أكسح وأمسح وأمشي إلى الأمام”.
وحمل بيان للوفد الحكومي السوداني المفاوض اصدره الثلاثاء الحركة الشعبية كامل المسؤولية عن تعقيد التفاوض ونتائجه السالبة.
وقال إن الحركة الشعبية غير آبهة بمشاعر وأحاسيس وآمال وآلام وتطلعات أهل المنطقتين والشعب السوداني وكل المتطلعين للسلام”، مشيراً إلى بيان للحركة تحدث عن إنهاء المفاوضات قبل أن يعلن الوسطاء ذلك.
ورأى البيان أن وفد الحركة المفاوض “راهن لإرادته وأسير في مواقفه مقيد في حركته عاجز عن مجرد الحديث عن أصل القضية وجاء للمفاوضات بهدف واحد هو استغلالها وتسخيرها لخدمة أجندة لا علاقة لها بالمنطقتين ولا أهلهما”.
الا ان رئيس وفد التفاوض عن الحركة ياسر عرمان قال في تصريحات صحفية ان الوفد الحكومي جاء في المكان والعنوان الخطأ .
وأشار الى انه رفض إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقتين كما انه يبحث عن حل جزئي بينما تريد الحركة، طبقا لعرمان، حلا شاملا ومؤتمرا دستوريا.
وأكد وفد الحكومة فى بيانه الكامل بالسلام غايةً وبالحوار السلمي وسيلةً لإيقاف الحرب وحفظ أرواح الناس ودمائهم وفق قرار مجلس الأمن 2046 وقرارات الاتحاد الأفريقي ذات الصلة”.
وشدد على أن أي تفاوض مستقبلي يجب أن يتم حول المنطقتين فقط وفق الأجندة المتفق عليها والحوار حول المحاور السياسية والأمنية والإنسانية وفقاً لمرجعياتها المعروفة”.
وقال البيان إن الوفد الحكومي أبدى مرونة عالية ومسؤولية وصبراً ومهنية مقتدرة في تقديم المقترحات والحلول وإن سلوك الحركة اتسم في المقابل بالتزمت والتعنت والمراوغة والتنصل والنكوص عن ما يتفق عليه.
ورأى أن وفد الحركة المفاوض راهن لإرادته وأسير في مواقفه مقيد في حركته عاجز عن مجرد الحديث عن أصل القضية وجاء للمفاوضات بهدف واحد هو استغلالها وتسخيرها لخدمة أجندة لا علاقة لها بالمنطقتين ولا أهلهما.
وأشار وفد الخرطوم الى انه يتمسك بالاتفاقية الثلاثية الخاصة بالشان الإنساني التي وقعها الطرفان ويسعى للتنفيذ الفوري لها بغرض إيصال المساعدات الانسانية للمحتاجين الا ان رئيس وفد الحركة الشعبية أعلن تنصله وعدم اعترافه بها وعدم استعداداهم حتى لمناقشتها أو الحديث عنها .
وشدد البيان الحكومى على ان أي تفاوض مستقبلي يجب أن يتم حول المنطقتين فقط وفق الأجندة المتفق عليها والحوار حول المحاور السياسية والأمنية والإنسانية وفقاً لمرجعياتها المعروفة .
وأصدرت مكاتب الحركة الشعبية في عدد من الدول بيانات تأييد لموقف وفدها المفاوض ومطالبته بوقف للعدائيات في جميع مناطق الحرب في البلاد ومفاوضات شاملة لحل النزاعات المسلحة في المنطقتين ودارفور عبر منظور قومي تشارك فيه جميع القوى السياسية والمجتمع المدني.