مشار يفقد حلفاؤه .. وقواته تتهم جيش سلفاكير وحركة العدل والمساواة السودانية بتدمير ( ألير)
الخرطوم 4 فبرابر 2014- اتهم متمردو جنوب السودان القوات الحكومية الأحد بتدمير مسقط رأس زعيمهم د. رياك مشار في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق مجددين اتهامهم لحركة العدل والمساواة السودانية بالقتال لصالح قوات الرئيس سلفاكير ميارديت في وقت قالت مصادر إن الاخير بات أكثر اقتناعاً بالافراج عن 4 زعماء سياسين ابقى على اعتقالهم بتهم الخيانة العظمي ومحاولة تغير النظام بالقوة.
وتوقعت مصادر في جوبا صدور قرار بالافراج عن المعتقلين الاربعة المتبقين من اصل 11 قيادي في الحركة الشعبية اتهمهم رئيس دولة جنوب السودان بالتآمر لقلب نظام الحكم ، وقالت مصادر ان كير بات الان اكثر اقتناعاً بالافراج عنهم.
واشترط فقط وجود «ضمانات»، وألا تعمل هذه المجموعة (مستقبلا) للإطاحة بحكمه وألا ينضموا إلى مشار، على أن يلعبوا دورا في تقريب وجهات النظر وتقديم رؤية إصلاحية للحزب والدولة.
وانتهى إجتماع مطول عقد في العاصمة الكينية نيروبي بين مندوب جنوب السودان في الامم المتحدة د. فرانسيس دينق وهو ودبلوماسي يحظى باحترام واسع وسط النخب الجنوبية ومجموعة الـ7 قيادات الذين افرج عنهم مؤخرا بتعهد من المجموعة بعدم الإنضمام لمشار واتخاذ موقف حيادي يمكنهم من لعب دور في تقريب وجهات النظر .
ونقلت صحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن عن مصدر لم تسمه أن المعتقلين سيشاركون في المفاوضات التي ستستأنف في يوم الجمعة المقبل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي ستتركز حول أسباب النزاع وقضايا الحزب الحاكم وعمليات الإصلاح في كافة المؤسسات.
وقال: إن «هناك اجتماعات مكثفة تعقدها المجموعة التي تم الإفراج عنها، وكذلك اتصالات مع دول الإيقاد (شرق أفريقيا) والمجتمع الدولي لوضع هذا البرنامج.. لذلك من المتوقع أن تصدر جوبا قرارا بإطلاق سراح بقية المعتقلين وعلى رأسهم الأمين العام للحزب الحاكم باقان أموم للحاق بالمجموعة في نيروبي في غضون هذا الأسبوع».
وكان كير أجرى لقاء سريعا مع عضو المكتب السياسي دينق الور ووزير الداخلية الأسبق قيير شوانق، منفردين، بعد الإفراج عنهما الأسبوع الماضي وقبيل مغادرتهما إلى نيروبي. وأكد كير لهما أن «ما جرى، ما كان ينبغي أن يحدث»، وأنه ليست بينه وبين المعتقلين مشاكل شخصية.
و وبحسب مصدر رفيع في حكومة الجنوب أن مسؤولا حكوميا كان أصدر خطابا بإخلاء المنازل التي يسكنها عدد من المعتقلين، وجرى إيقاف هذا الإجراء بتدخل مباشر منه كير ، مضيفا أن «كير أصبح على قناعة أن هناك تشويشا حدث في الفترة الماضية، ربما سيعمل في الفترة القادمة لتطييب الخواطر والدخول في حوار مباشر لعملية إصلاح شاملة».
وأفاد المصدر أن اجتماعات مكثفة تعقدها مجموعة السبعة من قيادات الحركة الشعبية، الذين أفرج عنهم الأسبوع الماضي، هدفها بلورة رؤية شاملة تساعد على الخروج من الأزمة. وقال: إن جوبا كانت تسعى إلى إصدار بيان إدانة من قمة الاتحاد الأفريقي لما تسميه بـ«الانقلاب العسكري»، لكنها فشلت بعد أن رفضت عدد من الدول الأفريقية والمجتمع الدولي تسمية ما حدث بالانقلاب.
من ناحية أخرى قال المتحدث باسم المتمردين لول رواي كوانج إن القوات الحكومية التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان ومقاتلين من حركة العدل والمساواة وهي حركة تمرد من شمالي الحدود دمرت مدينة ألير بشمال البلاد يوم السبت وذبحت النساء والأطفال اثناء محاولتهم الهرب.
وقال متحدث باسم الجيش انه لم يتلق اي تقارير عن القتال في لير حيث قالت منظمة اطباء بلا حدود الاسبوع الماضي ان اكثر من 200 من طاقمها اجبر على الرحيل بسبب تدهور الاوضاع الامنية.
وتتهم الحكومة المتمردين بالاستخفاف باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في 23 يناير الماضي.
تأتي الاتهامات المتبادلة بين الجانبين في الوقت الذي بدأ فيه وصول مراقبين من شرق افريقيا إلى جنوب السودان لمراقبة وقف إطلاق النار بعد سبعة اسابيع من اندلاع العنف في العاصمة جوبا ثم انتشاره في انحاء البلاد.
وقال كوانج في بيان إن “قوات الرئيس سلفا كير أحرقت مدينة لير بالكامل وجميع القرى المحيطة بها” ، وأضاف “تدمير مدينة لير بولاية الوحدة ليس له أهمية استراتيجية أو عسكرية أو تكتيكية لكنها محض رغبة في الاشباع النفسي.”
وقال كوانج إن الجيش الأوغندي الذي قدم الدعم الجوي والبري لجيش جنوب السودان في قتالة لاستعادة بلدات استولى عليها المتمردون قبل وقف اطلاق النار عزز صفوفه بمقاتلين كثيرين من متمردي 23 مارس الكونجولية.
وفر المئات من متمردي 23 مارس إلى أوغندا بعد ان طردهم جيش الكونجو الديمقراطية من معاقلهم، وقال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان انه لم يتلق اي تقارير عن انضمام رجال ميليشيا اجانب للصراع.
ووصف المتحدث باسم الجيش الأوغندي الكولونيل بادي انكوندا مزاعم المتمردين بانها “أكاذيب رخيصة” ، وقتل الاف الأشخاص وفر ما يربو على 800 ألف من ديارهم منذ تفجر القتال نتيجة صراع على السلطة بين الرئيس كير ومشار نائبه السابق الذي اقيل في يوليو تموز.
وأدى الصراع الذي اتخذ بعدا عرقيا على نحو متزايد بين قبيلة الدنكا التي ينتمي اليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي اليها مشار إلى وضع جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية.
وفي مقابلة اجرتها معه رويترز من مخبئه في ولاية جونقلي النائية اتهم مشار يوم الجمعة كير بتخريب محادثات السلام التي تستأنف في اثيوبيا المجاورة هذا الاسبوع وبشن حملة تصفية عرقية.
ووصلت إلى جوبا يوم الأحد طلائع المراقبين الذين أرسلتهم دول شرق افريقيا للبدء في الاشراف على الهدنة الهشة ، ويتوقع دبلوماسيون ان يركز المراقبون على ثلاث بلدات مضطربة وهي ملكال وبانتيو القريبتين من حقول النفط الرئيسية وبلدة بور التي شهدت بعضا من أعنف الاشتباكات وأيضا العاصمة.
وقال الجنرال الاثيوبي المتقاعد جيبريجزابهير ميبراهتو الذي يقود طلائع الفريق للصحفيين في جوبا “سنبدأ مهمتنا. الفرق ستنشر خلال الاسبوع القادم على الاكثر”، وتسبب العنف وهو الأسوأ منذ استقلال جنوب السودان عن السودان عام 2011 في حدوث أزمة انسانية.
وتقول الأمم المتحدة ان ما لا يقل عن 3.2 مليون شخص وهو ما يعادل اكثر من ربع السكان يواجهون نقصا في المواد الغذائية ، وتؤكد منظمات الاغاثة ان انعدام الأمن يعرقل عملياتها.