كارتر يدعو الترابى لزيارة واشنطن وبعلن استعداده لتجسير الهوة مع الخرطوم
الخرطوم 23 يناير 2014- استفسر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، زعيم المؤتمر الشعبي، حسن عبد الله الترابي عن إمكانية زيارته الولايات المتحدة الأمريكية ولقاء عدد من الشخصيات المهمة، وصانعي القرار في العاصمة واشنطن.
وقال أمين العلاقات الخارجية بالشعبي، بشير آدم رحمة لــ(سودان تربيون) الاربعاء إن الترابي أبلغ كارتر بان أجهزة الحزب ستبحث الزيارة الى أمريكا قبل الرد عليها ، وعقد كارتر اجتماعا الى الترابي بفندق السلام روتانا وناقشا القضايا الداخلية، والحرب بين الفُرقاء السياسيين في جنوب السودان.
وطبقا لرحمة فان الترابي نقل الى كارتر قلقه من الأوضاع فى الجنوب وتوقعاته بان تفضى الحرب هناك الى انقسام الدولة الوليدة واشتعال أوار الحرب ، خاصة وأن الجنوب في قبضة نظام عسكري وتفتقر إلى الديمقراطية والأحزاب المُنظمة.
وقال ان وفد الشعبى نقل الى الرئيس الأمريكي الأسبق تأكيدات بان استقرار دولة السودان بمثابة السبيل الوحيد لاستقرار دولة الجنوب بالنظر الى الحدود الطويلة المشتركة بين البلدين، وناقش الاجتماع طبقا للمسؤول فى الشعبي قضايا الدستور، والحكم الانتقالي، وأن حزبه أبلغ كارتر بعدم تحمل السودان للتوترات تفادياً لانفجاره.
وأوضح أن حزبه طرح ضرورة تشكيل حكومة انتقالية، وعدم المشاركة في انتخابات 2015م لعدم واقعيتها، وأن مشاركتهم مشروطة بإجرائها في 2017م، فضلاً عن إعداد دستور عبر ممثلي الشعب في مجلس تأسيسي ينظر في إمكانية تشكيل حكومة انتقالية، إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وقال إن كارتر استفسر أيضاً عن إمكانية انعقاد مؤتمر للحوار، وأكد أن وفد حزبه أبلغه موافقتهم على الحوار بمشاركة كافة القوى السياسية بما فيها (المؤتمر الوطني)، وحاملي السلاح، لتأسيس وضع انتقالي أشبه بما جرى في اليمن توطئة لانبثاق حكومة انتقالية.
في الأثناء أعلن كارتر عن استعداده للوساطة بين الحكومة السودانية والولايات المتحدة الأمريكية وإدارة حوار مع الإدارة الأمريكية ومراكز القرار الأمريكي لإعادة العلاقات بين الخرطوم وواشنطون
وكشف عن رغبته واستعداده لحل قضية أبيي وفتح حوار بين الخرطوم وجوبا، والتوسط مع الأحزاب السياسية لإجراء حوار حول الدستور ومراقبة الحوار الدائر بين القوى السياسية والحكومة استعداداً للانتخابات المقبلة
وعرض كارتر على الحكومة مراقبة انتخابات 2015م، وطالب بوقف الحرب الدائرة في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور بالحوار الوطني الشامل وتوصل الحكومة والمتمردين لاتفاق سلام.
وأقر كارتر في تصريحات صحافية في أعقاب لقائه رئيس البرلمان السوداني الفاتح عز الدين بعدم اتفاقه مع الحكومة الأمريكية في بعض مواقفها وأكد استعداده للتقارب بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً إلى مناقشته مع رئيس البرلمان إخضاع علاقات الخرطوم وواشنطن لحوار متعمق بالتداول مع الأجهزة الرسمية ومنظمات المجتمع المدني الأمريكية.
وأعلن الفاتح في تصريحات صحافية جدية واستعداد البرلمان لفتح حوار مع كل الأجهزة الأمريكية في فضاءات واسعة لتوضيح موقف السودان وما يحدث فيه وعلاقته مع دول الجوار.
وأشار إلى أن كارتر أبدى تفهما كبيرا لموقف السودان والعلاقات السودانية الأمريكية، وقال الفاتح إن كارتر أكد وقوفه أكثر من مرة مع السودان واعتراضه على كثير من المواقف الأمريكية.
وأعلن أن كارتر وعد بإدارة حوار مع الأجهزة الموازية في الولايات المتحدة الأمريكية في مراكز القرار الأمريكية والمجال التشريعي ومنظمات المجتمع المدني.
وقطع عز الدين بأن الحوار المشترك سيفضي لتذويب الجمود وتقريب وجهات النظر في القضايا المختلفة بين الخرطوم وواشنطن، وأبدى استعداد عالٍ للتعاون في كل القضايا ذات الصلة.
وأطلع الفاتح كارتر على الجهود المبذولة لتعديل قانون الانتخابات ومشاركة كافة القوي السياسية والحزبية في الانتخابات المقبلة بالإضافة لإعداد دستور دائم للبلاد بمشاركة الجميع.