ناشطون جنوبيون يطالبون بطرد هيلدا جنسون ومعارك عنيفة داخل ملكال
جوبا 15 يناير 2014- أجبرت إحتكاكات الأمم المتحدة على فصل الجنوبيين الذين يلجأون اليها على اساس عرقى الأمر الذى وضعها في دائرة الانتقاد ورفع درجة الحنق عليها مما دفع بعض الناشطين إلى المطالبة بطرد مبعوثتها في جوبا ، وبينما شهدت مدينة ملكال قتالا عنيفا امتد لثلاث ايام متتالية وسط تعتيم شديد تبادل الطرفان التأكيد بسيطرتمها على المدينة ذات الاستراتيجية الكبرى.
نفت القيادة العامة للجيش الشعبي لدولة جنوب السودان، صحة مزاعم المتمردين بإعادة احتلال عاصمة ولاية أعالي النيل مدينة ملكال، خلافاً لما أعلنه المتحدث باسم المتمردين بجنوب السودان يوم الثلاثاء، عن أن قواتهم استولت على ملكال.
وقال بيان للجيش الشعبي، بثته الإذاعة المحلية بجنوب السودان – بحسب مراسل الشروق- أن مدينة ملكال تحت سيطرة الجيش الشعبي، ولم يستول عليها المتمردون.
في المقابل قال المتحدث باسم قوات المتمردين العميد لول روي للصحافيين في أديس أبابا، قواتنا استولت على ملكال.
وكانت هناك معارك على بعد 15 كلم من العاصمة جوبا، وتم قتل ضابط برتبة عميد تابع للجيش الحكومي، كما تم الاستيلاء على أسلحة ودبابات.
وأضاف أن عشرات من الجنود الحكوميين غرقوا مع مدنيين أثناء فرارهم من المعارك بملكال في اليومين الماضيين.
وأفاد رواي أن “المعارك مستمرة في أطراف المدينة، وأن القوات التابعة للرئيس سلفاكير تراجعت إلى مقاطعة (أكوك) شمال ملكال التي تشهد أعنف معارك منذ صباح الثلاثاء “.
وأشار إلى أن حاكم مدينة ملكال “سلمون كونغ بوش”، فر برفقة الجنرال “جونسن قوني بليو”، بينما تقوم القوات بتمشيط المناطق بحثًا عن فلول قوات الحكومة.
بدورها أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن عشرات ممن لجأوا إلى مخيم للمنظمة الدولية في مدينة ملكال في جنوب السودان، أصيبوا جراء معارك مجاورة، وسط مزاعم من طرفي القتال بالسيطرة على المدينة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي إن “معارك عنيفة” بين الجيش وقوات نائب الرئيس رياك مشار وقعت في ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل بشمال شرق دولة جنوب السودان ، وأضاف أن العشرات أصيبوا برصاص طائش، فيما كانوا داخل المخيم الذي يؤوي نحو 20 ألف شخص، موضحا أن القتال استخدم به “على ما يبدو بنادق هجومية ودبابات” .
لكن الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي مايكل مكوي نفى السيطرة على ملكال، ووصفه ما قاله روي “بالكلام عديم المعنى” ، وأضاف مكوي: “إذا كانت قوات مشار في منطقة جبل كجور القريب من جوبا كما يقولون إذن هم داخل جوبا” على حد قوله.
وقال الناطق باسم الوفد الحكومي إن الطرفين قريبان من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات، وإنه تم الاتفاق على فصل ملف إطلاق سراح المعتقلين عن ملف التفاوض ، ومن جهة أخرى، قال مبيور قرنق المتحدث باسم وفد مشار، إن وفده جاهز منذ الاثنين للتوقيع على وقف العدائيات، “لكن علينا أن نناقش موضوع المعتقلين أولا، فهؤلاء المعتقلون سجنوا بطريقة غير قانونية وكل العالم ينادى بإطلاق سراحهم”.
وأكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير، أن القوات الحكومية تواصل استعداداتها لاسترداد السيطرة على مدينة بور، عاصمة ولاية جونغلي من أنصار مشار ، ومنذ اندلاع القتال في ديسمبر الماضي، تبادل الطرفان السيطرة على مناطق عدة في جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان عام 2011.
وفي جوبا التى تعيش حالة من القلق الدائم برغم استمرار الحياة في بوتيرة طبيعية ، إبتدر ناشين حملة مطالبة بطرد مبعوثة الامم المتحدة هيلدا جنسون التى لعبت دوراً كبيراً في اتفاق نيفاشا الذى اقر حق تقرير المصير لاقليم جنوب السودان آن ذاك وبناء علية تم انفصال الجنوب.
واتهم الناشطون جنسون بتأجيج الصراع القبلي بتصريحاتها التى قالت فيها ان مايجري في جنوب السودان نزاع اثني وبحسب الناشطين ان البعثة اردفت ذلك بفرز اثني داخل معسكراتها وحددت مواقع للدينكا واخرى للنوير .
غير ان مصادر في البعثة اكدت الفصل بين النازحين لكنها قالت ان ذلك تجنباً للاحتكاكات بينهما في ظل التوتر القائم وقال لـ”سودان تربيون” ان احتكاكات وتشاحنات محدودة حدثت بالفعل .
ومنذ منتصف ديسمبر الماضي، تدور في جنوب السودان مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار على خلفية اندلاع قتال بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في العاصمة جوبا.
و امتد القتال لاحقا إلى أنحاء أخرى في البلاد، بعدما اتهم رئيس جنوب السودان لنائبه المقال ريك مشار بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه، وأعقب ذلك قيام الحكومة باعتقال عدد من الشخصيات التي قالت إنها “متورطة في عملية الانقلاب”.
ولم تتمكن مفاوضات السلام الجارية في أديس أبابا منذ الأسبوع الماضي، بمشاركة طرفي النزاع، من التوصل إلى اتفاق سلام في الدولة التي انفصلت عن السودان عام 2011.