ايقاد تعلن اتفاقاً لوقف إطلاق النارفي جنوب السودان.. وبور في يد قوات مشار مجددا
جوبا 1 يناير 2014 – أعلنت القوات الموالية لنائب رئيس جمهورية جنوب السودان السابق د. رياك مشار عن اعادة سيطرتها على مدينة بور الإستراتيجية وانها تتقدم بثبات ناحية العاصمة جوبا في وقت قالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايقاد) يوم الثلاثاء إن حكومة جنوب السودان والمتمردين اتفقوا على وقف لاطلاق النار مع استعدادهم لمحادثات لإنهاء العنف في الدولة المنتجة للنفط.
وقال مسؤولون إن وفدين يمثلان حكومة جنوب السودان والمتمردين أرسلا إلى محادثات سلام في اثيوبيا يوم الثلاثاء لكن القتال اشتد داخل البلاد حيث تدور معركة بين الجانبين للسيطرة على عاصمة ولاية.
وكشف شهود عيان إن ميليشيات موالية لريك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفا كير تمكنت صباح يوم الثلاثاء من الوصول إلى وسط بور وهي البلدة الرئيسية في ولاية جونقلي.
وقال مشار لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن قواته سيطرت على البلدة مؤكدا ان قواته تتقدم بثبات ناحية جوبا ، بينما قال الجيش إن عدد المتمردين يفوق عدد جنوده لكنه لا يزال يسيطر على عدة مناطق.
من ناحيتة ذكر نهيال ماجاك نهيال رئيس بلدية بور لرويترز من المقر العسكري للحكومة داخل بور الواقعة على بعد 190 كيلومترا إلى الشمال من جوبا “لا يزال جزء من البلدة في أيدينا والجزء الاخر في أيدي المتمردين.”
وقالت جماعة أطباء بلا حدود ان نحو 70 الف مدني فروا من بور ولجأوا الى احدى بلدات ولاية البحيرات المجاورة حيث يفتقرون إلى الغذاء والمياه النقية والمأوى. واختبأ آخرون في المستنقعات ، وأضافت المنظمة “ظروف المعيشة تقترب من الكارثة.”
وفي الاثناء ذكر بيان للهيئة “اتفق الرئيس سلفا كير ميارديت والدكتور ريك مشار على وقف للعمليات العسكرية وتعيين مفاوضين للتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار منفذ ومراقب.”
ولم تتضح تفاصيل عن توقيت سريان وقف اطلاق النار. وتتوسط إيجاد بين الطرفين منذ بعض الوقت.
ومارست قوى غربية واقليمية ضغوطا على الجانبين لوقف القتال الذي أدى حتى الان إلى مقتل ألف شخص على الاقل وخفض انتاج النفط في جنوب السودان وأثار المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة في قلب المنطقة الهشة.
وقالت الحكومة الاثيوبية إن مشار وافق على الحوار وإن ممثليه سيصلون إلى أديس أبابا في وقت لاحق يوم امس الثلاثاء.وابان وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين لرويترز “سنذهب إلى هناك” مشيرا إلى اثيوبيا. وأضاف أنه غير وارد أن يوافق كير في المحادثات على أقتسام السلطة مع مشار.
وبدأ العنف في 15 ديسمبر كانون الاول باشتباكات بين مجموعة من الجنود في العاصمة جوبا وسرعان ما امتد الى نصف ولايات جنوب السودان العشر مقسما البلاد على اسس عرقية بين قبيلتي النوير التي ينتمي اليها مشار والدنكا التي ينتمي إليها كير.
واتهم كير مشار ببدء القتال في مسعى للاستيلاء على السلطة. ونفى مشار الاتهام لكنه انسحب إلى الاحراش واعترف بقيادة الجنود الذين يحاربون الحكومة. وقال مشار يوم الثلاثاء إنه يقود أيضا ميليشيا “الجيش الأبيض” التي تقاتل في بور.
وقال الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني يوم الإثنين إن دول شرق افريقيا اتفقت على التحرك وهزيمة مشار إذا رفض عرض وقف اطلاق النار وهو ما يهدد بتحويل القتال إلى صراع إقليمي. ولم يرد تأكيد فوري لهذا الاتفاق من دول أخرى.
وذكرت الامم المتحدة ان القتال في جنوب السودان أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 180 الف شخص منهم 75 الفا لجأوا إلى قواعد تابعة للامم المتحدة.
وقال الاتحاد الافريقي خلال اجتماع في جامبيا بغرب افريقيا انه يشعر بالقلق وخيبة الأمل من اراقة الدماء بعد عامين فحسب من استقلال جنوب السودان.
وقال مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي في ساعة متأخرة من مساء الاثنين انه سيتخذ “الاجراءات الملائمة بما في ذلك فرض عقوبات تستهدف كل من يحرضون على العنف… ويواصلون الاعمال الحربية ويقوضون الحوار الشامل المقترح.”