100 قتيل وعشرات الجرحى في الاشتباكات.. وجوبا تعيش حالة من العسكرة الكاملة
جوبا 17 ديسمبر 2013 – قتل ما لايقل عن 100 من منسوبي الجيش الشعبي بينهم ضباط وجرح العشرات في مواجهات عنيفة اندلعت عشية الأحد في عاصمة جنوب السودان جوبا.
وأعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميار ديت حظر التجول ليلاً في جوبا، بدءاً من الساعة السادسة مساء الاثنين ، إثر الاشتباكات عنيفة التى اندلعت عشية الاحد واستمرت حتى نهار امس الاثنين.
وأعلن كير في مؤتمر صحافي أن الجيش الشعبي تمكن من إحباط محاولة انقلابية المح إلى ان نائبه السابق رياد مشار متورط فيها ، وشدد على أن «وقت الانقلابات العسكرية قد انتهى».
وقال سلفاكير الذى، ظهر على غير عادته مرتدياً زياً عسكرياُ ، إنه تم اعتقال عدد من المتورطين في المحاولة التي بدأت مساء أول من أمس واستمرت حتى صباح أمس، وأن الجيش يسيطر على الموقف.
مؤكداً بأن «صد المحاولة أسفرت عن خسائر بشرية»، ولكنه أوضح أنه لم يتم حصرها بعد، معلناً حظر التجوال من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، مع انتشار القوات في الشوارع لحفظ الأمن.
ولم يخف ميارديت اتهامه رسميا لعناصر داخل الجيش الشعبي موالية لنائبه السابق رياك مشار بالبدء بالاشتباك الذي شهدته جوبا.
وامر بإلقاء القبض علي كل المتورطين في العملية من عناصر عسكرية وسياسية. وقال إنها تقف وراءهم وتوعد بتقديمهم لمحاكمات عادلة.
وقال كير – إن التخطيط للمحاولة بدأ الأحد على يد انقلابيين عبر الاستعانة بوحدات عسكرية، ووصف العملية بأنها “جريمة بحق إنسان جنوب السودان” .
وشدد على أن الأمن الآن مستتب والجيش مسيطر على الأوضاع بالعاصمة، مشيراً إلى أنه أمر بانتشار المزيد من القوات العسكرية في الشوارع لحفظ الأمن.وأضاف “الجيش الشعبي تمكن من إحباط محاولة انقلاب وأن زمن الانقلابات العسكرية قد انتهى”.
الأمر الذى نفته بشدة أرملة زعيم الحركة الراحل د. جزن قرانق ربيكا وقالت ان العملية لاتعدوا كونها انشقاقاً داخل صفوف الجيش الشعبي متهمة كير بقيادة الجنوب نحو دكاتورية جديدة.
وقالت ربيكا لوسائل الاعلام من منزلها داخل جوبا ان مشار رجل ديمقراطي ولايمكن ان يفكر في القيام بانقلاب.
وأتهمت مصادر جنوبية كير بالسعي الى تصفية خصومه عبر الحديث عن إنقلاب ، وقالت المصادر لـ”سودان تربيون” ان المدينة تحولت الى ثكنة عسكرية كاملة وان الجيش يمارس انتهاكات واضحة لحقوق الانسان باقتحامه للمنازل وتفتيشها من دون اذن .
واردفت المصادر ان جوبا تعيش حالة من العسكرة “الجنود في كل مكان وكل شارع ” يسألونك عن وجهتك التى تقصد ويمكنهم ان يفتشوك باستفزاز شديد.
من جهته قال وزير الدفاع في دولة جنوب السودان الجنرال كوال منيانق، إن الأوضاع في مدينة جوبا عادت الى طبيعتها.
وشهدت شوارع عاصمة جنوب السودان جوبا والمناطق المتاخمة لوزارة الدفاع بحسب ما فاد به شهود عيان انتشارا مكثفا للآليات والمعدات العسكرية التابعة للجيش الشعبي.
وأشار الشهود الي ان العاصمة جوبا شهدت امس هدوءا حذراً، مضيفاً القول: «ونزحت اعداد كبيرة من المواطنين الى خارج جوبا وكل اسواق المدينة اغلقت ابوابها ».
ونقلت صحف خليجية صادرة اليوم عن مصدر أمني بجنوب السودان فضل عدم الكشف عن اسمه ان الاشتباكات وقعت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية واستمرت إلى صباح أمس، أدت إلى سقوط ما لايقل عن 100 قتيل وعدد كبير من الجرحى.
وقال ان ما تم يمثل محاولة للانقلاب على السلطة نفذته عناصر موالية للعناصر المبعدة من حكومة الجنوب، مضيفاً إن « كل المؤشرات تقول بان من يقف وراء هذا العمل هو د. مشار».
وذكرت وسائل إعلام جنوب سودانية، أن الاشتباكات وقعت بعد الاشتباه بمحاولة وحدة من الحرس الرئاسي تنفيذ انقلاب عسكري.
بدوره أجرى الرئيس السوداني عمر البشير اتصالاً هاتفياً مع نظيره رئيس جنوب السودان، اطمأن خلاله على الأوضاع الأمنية عقب الأحداث التي شهدتها جوبا.
وذكرت وكالة سونا الرسمية في السودان ان البشير أكد خلال اتصاله بكبير أهمية استتباب الأمن والاستقرار في الجنوب لما فيه مصلحة شعبي البلدين .
ومن جانبها، نصحت السفارة الأميركية في جوبا مواطنيها هناك باعتماد المزيد من الحيطة في كافة الأوقات.
وقالت السفارة في بيان إن السفارة الأميركية ستستمر بمراقبة البيئة الأمنية في جنوب السودان، مع إيلاء اهتمام خاص بمدينة جوبا ومحيطها، وستنصح رعاياها في حال تغير الوضع الأمني.
كما أعربت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان عن قلقها العميق إزاء الحادثة، داعية إلى اعتماد الهدوء بين الأفرقاء المعنيين.
وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، هيلد جونسون، في بيان: «بصفتي الممثلة الخاصة للأمين العام، أحث كافة أطراف النزاع على وقف أعمال القتال فوراً وممارسة ضبط النفس»، مضيفة إنها «على اتصال مع كبار المسؤولين للدعوة إلى الهدوء».
مشيرة إلى أن البعثة «ستستمر بمراقبة الأحداث عن كثب، وستبلّغ عن آخر المستجدات» ،وأكدت مصادر متطابقة اعتقال نائب وزير الدفاع السابق اللواء مجاك اقوت والذى شغل فى وقت سابق قبل انفصال دولة الجنوب منصب نائب مدير جهاز الامن السودانى واربعه وزراء اخرين.
وقالت وكالة السودان للأنباء ، إن البشير أكد خلال اتصاله على أهمية استتباب الأمن والاستقرار في الجنوب لما فيه مصلحة شعبي البلدين.و شكر سلفاكير، البشير، على اتصاله واهتمامه بمجريات الأحداث في جوبا، مؤكداً أن الأوضاع تحت السيطرة.
كما اتصل النائب الاول للرئيس السودانى بكري حسن صالح مع نائب رئيس دولة الجنوب جيمس واني إيقا اطمأن فيه على الأوضاع الأمنية عقب الأحداث.وأكد الرجلان على أهمية استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة لما فيه مصلحة شعبي البلدين.