وزير الخارجية السوداني يهاجم بريطانيا ويشكر امريكا
الخرطوم 12 نوفمبر 2013- وجه وزير الخارجية السوداني على كرتي انتقادات لاذعة للمملكة المتحدة ، وأتهمها بمناصبة العداء للسودان بوقوفها وتحضيرها كل القرارات السالبة التي أصدرها مجلس الأمن بحقه ، وامتدح في ذات الوقت مواقف الولايات المتحدة الامريكية والصين في التعامل مع قضايا تخص الشأن السوداني وقال انه يشكرهما على ما قدموه من دعم للسودان .
وقال كرتي في تقرير قدمه امام البرلمان الاثنين أن بريطانيا لديها سياسات ثابتة ومستقرة تجاه السودان حتى الأن وتتولي كبر العداء له في كل المنابر الموجهة ضد السودان فضلا عن وقوفها خلف القرارات ولجان العقوبات، مشددا على أن بريطانيا وقفت وراء العقوبات الصادرة بخصوص السودان ورتبت للقرارات (1706) الذي يجعل السودان تحت حماية القوات الدولية والقرار (1593) الذي أحال قضية دارفور للمحكمة الجنائية .
وشدد كرتي على أن الحكومة تؤيد مبدأ تحسين العلاقة مع لندن لكنه قطع بان الخرطوم لم تلمح فى سياسات بريطانيا الرسمية أو تشريعاتها أو المنظمات البريطانية أي إشارات أو فرصة أو نية للتقارب ، وقال أن وزير دولة بالخارجية البريطانية ينصب نفسه للحديث عن المحكمة الجنائية الدولية حتى وإن زار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مكة المكرمة.
وكشف وزير الخارجية السوداني عن ان الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دورا بارزا فى ابعاد السودان من البند الرابع المتعلق بالرقابة الى البند العاشر المتعلق بالدعم الفني بشأن حقوق الإنسان .
وقال ” لولا تعاون أمريكا مع السودان وبصورة واضحة وصارمة لما تمكن السودان من التحرك من البند الرابع الى البند العاشر” ، وقال أن بقاء السودان تحت البند العاشر حتى الان يتم بتوافق مع أمريكا ، وأضاف” شكرا لأمريكا التى وقفت معنا هذا الموقف وهذه حقائق تاريخية لابد من الإقرار والاعتراف بها نكره أمريكا أو نحاربها” .
ونبه الى أن أكبر اختراق استطاع أن يحدثه السودان في مجلس حقوق الإنسان كان بالتوافق مع أمريكا لنقل السودان الى البند العاشر، فى وقت شدد كرتي على أن قضايا حقوق الإنسان فى السودان تشكل وسيلة إبتزاز للبلاد من الدول التي تناصبها العداء بالضغط على الخبير المستقل لإرجاع السودان للبند الرابع ، مشيرا الى أن الصعوبات التي يواجها السودان فى مجلس حقوق الإنسان لتركيبته العدائية وليس فى مجلس الأمن.
وقال كرتي أنه لا حاجة لدور ثالث من واشنطن لتعقيد الأوضاع بين دولتي السودان وجنوب السودان أكثر مما يساعد على حلها ، وحدد طلبات ملحة للحكومة ينبغي لواشنطن التعامل معها في إدارة الحوار مع السودان في المرحلة المقبلة بالتركيز على قضية إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه .
وأشار الوزير الى إبلاغه الإدارة الأمريكية بأن المرحلة الحالية ما عادت تحتمل إدارة العلاقات بين الخرطوم وواشنطن بالتنسيق الروتيني السائد وأن هنالك حاجة حقيقية لتحديد رؤية واضحة حول أفق العلاقات وما يتعلق بها ، مشددا على مواصلة مسعاهم للوصول الى تفاتهم مشترك لتحسين وتطبيع العلاقات بين البلدين بالرغم من تجديد العقوبات على السودان لعام آخر.
وكشف عن شروعهم فى نهج جديد لإضعاف أثر العقوبات الاقتصادية بمواصلة الضغط للحصول على رخص للدولة والشركات العاملة فى مجال الصحة والزراعة والتعليم والتقانات.
لكن نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد طالبت الحكومة بالتعامل بالمثل مع واشنطن ومنع تصدير الصمغ العربي للشركات الأمريكية بسبب منع واشنطون لوسائل التقنية الزراعية والصناعية عن السودانية ، وأضافت ” يجب أن نعي تماما إذا لم نفك هذا الطوق ونكسره فالحلقات التي تتأثر كثيرة.”
الى ذلك كشف وزير الخارجية عن لعب الصين دورا كبيرا في إسقاط مشروعات قرارات وعقوبات كبيرة داخل مجلس الأمن كانت ستطال السودان حال رأت النور.
وأضاف” هنالك دولا داخل مجلس الأمن تقدم مشروعات قرارات لو رأت النور الآن لوجدنا السودان تحت طائلة عقوبات أكبر ومشاكل وحصار أكثر ولكن تجهض القرارات بموقف صيني أو روسي أو صيني وروسي مشترك”.
وقال إن الصين لم تتردد في الدفاع عن السودان فى أي لحظة حتى وإن لم يطلب منها التدخل، وأستشهد كرتي بموقف ممثلة واشنطن في مجلس الأمن التي حاولت استصدار قرار بإدانة حكومة السودان بشأن موقفها من قضية أبيي ولم تفلح بسبب موقف روسي صيني ، وأمتدح مواقف دولتي الصين وروسيا داخل مجلس الأمن.
ورد كرتي على انتقادات لبرلمانيين وصفوا مواقف الصين تجاه السودان بالضعيفة بقوله لانطلب من الدول أكثر مما نقدم لها ،وأشار الى أن استثمارات الصين في أمريكا تفوق (110) مليار دولار مقارنة مع (7 الى 9) مليار دولارفى السودان وتناقصت بسبب تناقص الاستثمارات البترولية عقب الانفصال .
وأضاف” السياسة الدولية لا تبني على العواطف وإنما على القدرة فى إحداث التغيير في المواقف، وتحدي كرتي من يروجون بأن السودان طلب من الصين استخدام حق النقض (الفيتو) في تحويل قضية دارفور من مجلس الأمن للمحكمة الجنائية الدولية.
و اتهم كرتي فى سياق اخر وسائل الإعلام بالإضرار بالعلاقة مع مصر ، كشف عن شكوك من الجانب المصري بشأن مساحة المعبر الحدودي بين البلدين والذي قالت بأنه ليس في حدوده.
وقال ان لجنة فنية تنظر في شكوك المصريين فيما يلي المعبر الحدودي ، وأضاف” اذا تمكنت اللجنة من الانعقاد سيكون هنالك فرصة لافتتاح المعبر للتواصل الاقتصادي” ، وشدد كرتي على أنهم إن أرادوا من الحكومة المصرية تكميم الأفواه ومنع المصريين من التعبير والكتابة تجاه السودان فإن ديدن الحكومة السودانية ينبغي أن يكون بتكميم الأفواه والأقلام بعدم الكتابة عن مصر.
ولفت الوزير أن العلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان ما تزال تواجه بتحديات ومخاطر مصدرها عناصر من داخل وخارج دولة الجنوب لا تريد للدولتين أن تعيشا في سلام.
وشنت نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد هجوما عنيفا على مصر لاستضافتها وإيوائها لقادة المعارضة السودانية على مختلف عهود الحكومات المصرية عدا عهد الرئيس مرسي والسماح لهم بتشويه صورة السودان وإقامة ندوات وفتح القنوات للمعارضين لسب السودان والإساءة له .
وطالبت خلال حديثها في جلسة البرلمان أمس الحكومة باتخاذ مواقف واضحة تجاه ما يخرج من مصر تجاه السودان ، مشددة على أن السودان لم يسلم من إيواء مصر للمعارضة السودانية إلا في العام الماضي.
.في سياق مغاير أقر كرتي بعد وجود تنسيق مع الوزارات والمؤسسات بشأن مناشطها الخارجية ، وقال إن القرار في إقامة المناشط الخارجية للوزارات الأخرى قرار سياسي ولا علاقة لوزارة الخارجية.