ناشطون جنوبيون يبدون إمتعاضهم من تودد جوبا للخرطوم
الخرطوم 24 أكتوبر 2013- حصدت قمة الرئيس السودانى عمر البشير ونظيره الجنوب سودانى سلفاكير ميارديت التى التأمت بجوبا الثلاثاء ترحيبا من الامم المتحدة والصين بعد تفاهم البلدين على تسريع معالجة القضايا العالقة وفتح المعابر وتسريع انشاء ادارية لابيى المتنازع عليها .
غير أن القمة لم تجد الارتياح الكبير وسط مواطني جنوب السودان وقوبلت بسخرية ، وتهكم كبيرين في الشارع الجنوبي خاصة من مواطني منطقة ابيي، الذين كانوا ينتظرون من قمة الثلاثاء حسم قضية الاستفتاء المؤجل على مصير المنطقة، موجهين انتقادات لاذعة إلى ما أسموه بـ”تودد جوبا للخرطوم”
وسارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لاعلان ترحيبه بقرار الرئيسين الخاص بتعجيل إنشاء المنطقة الآمنة منزوعة السلاح بالكامل بحلول منتصف نوفمبر المقبل.
وتلا المتحدث باسم كي مون بيانان قال فيه أن “الأمين العام يدعو البلدين إلى استئناف فوري لمشاوراتهما بشأن تطبيق اقتراح لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى لعام 2012 بخصوص تحديد الوضع النهائي لأبيي، ودعا قادة المجتمع في أبيي إلى الامتناع عن المبادرات أحادية الجانب التي قد تزيد حدة التوتر في المنطقة”.
وقرر الرئيسان البشير وسلفاكير، الإسراع في إنشاء إدارة منطقة أبيي والمجلس التشريعي وأجهزة الشرطة للبلدة التى باتت حجر عثرة في طريق تطبيع العلاقت بينهما.
وكان الجانبان اتفقا على الإسراع في تحديد الخط الصفري لإنشاء المنطقة الحدودية العازلة بين البلدين بحلول منتصف نوفمبر المقبل، والعمل سوياً على منع دعم واستضافة الحركات المسلحة.
وبدورها رحبت الصين، الأربعاء، بالنتائج التي خرجت بها قمة جوبا. وأشادت بانتهاج البلدين للحوار والتفاهم سبيلاً لحل المشكلات محل الخلاف بينهما سلمياً.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هواتشون يينغ، فى مؤتمر صحفي دوري ببكين “إن الصين ترحب بالاتفاق بين الجانبين وما توصل إليه الرئيسان عمر البشير ونظيره سلفاكير ميارديت”.
وأضافت أن الصين تأمل أن يواصل البلدان بذل جهودهما الرامية إلى حل المشكلات العالقة سلمياً على أساس مبدأ التفاهم والتنازل المتبادل. مشددة على أن بكين ستواصل عملها مع المجتمع الدولي لدعم تحسن وتنمية العلاقات بين السودان وجنوب السودان باستمرار.
ونقلت وسائل إعلام محلية عدم رضا مواطني الجنوب بما تمخضت عنه القمة ، واعتبرإتيم سايمون رئيس تحرير صحيفة المصير الناطقة بالعربية ، إن البشير كان يسعى لإيقاف عملية الاستفتاء التي بدأها أبناء «دينكا نقوك»، بحضور رئيس اللجنة العليا للاستفتاء دينق ألور، الذي فضل عدم الحضور إلى جوبا.
وتابع سايمون: «لذلك تمخضت قمة الرئيسين فولدت فأرا.. والرابح الأكبر فيها هو البشير الذي جاء إلى جوبا لحل مشكلاته الداخلية وتخفيف الضغط عليه والخروج من محنته التي هو فيها». وأضاف سايمون: «أخشى أن تكون الزيارة استنجادا من قبل البشير لتثبيت كرسيه على حساب قضية الجنوب الأساسية، وهو إجراء الاستفتاء في أبيي»، مشيرا إلى أن القمة لم تكن لديها أجندة واضحة سوى القضايا الاقتصادية المرتبطة بمصالح الخرطوم وليس جوبا.
ودون الصحافي ميشيل كروستوفر في صفحتة على “فيسبوك” منتقدا زيارة البشير لجوبا واتهم حكومة الجنوب بتطويل عمر نظام الخرطوم ، ووجه انتقادات مزدوجة للخرطوم وجوبا ومواقفهما من استفتاء ابيي.
وقال كروستوفر الناشط في لجنة استفتاء ابيي ان تجربه نظام البشير تمر بمنعطف خطير و على وشك السقوط ، وكان من الافضل لجوبا عدم المضي في اقامة علاقات معه ، خاصة انه بحسب الصحافي الجنوب سوداني متورط في هدر دماء ابناء جنوب السودان من خلال دعمه لقوات المتمرد “ياو ياو” والهجمات التى تنفذها القوات الحكومية في المناطق الحدودية ، وانتقد ما اسماه بتودد جوبا لنظام الخرطوم الآيل للسقوط .
وفى غضون ذلك شدد نائب رئيس البرلمان هجو قسم السيد على أن أبيي لن تكون محل صراع بين دولتي السودان وجنوب السودان بالرغم من الخلاف حولها
وإتهم جهات” لم يسمها” بالسعي الى إقامة إستفتاء أبيي من طرف واحد لإحداث فرقعة ووضع المتاريس لتعطيل قمة رئيسي البلدين التى التأمت مؤخرا بجوبا ، مشيرا الى أن البشير وسلفاكير يسيران بخطي ثابتة فى اتجاه حل القضية .
وأعتبر قسم السيد فى تصريحات صحفية بالبرلمان الاربعاء الإتفاق الأخير بين الرئيسين على فتح المعابر بين البلدين خطوة هامة فى إتجاه التبادل التجاري بين الدولتين ، متوقعا أن تفوق عائدات التجارة الحدودية بين البلدين عائدات النفط.