الاتحاديون يترقبون بقلق قرار الميرغنى بشأن الانسحاب من الحكومة
الخرطوم 4 أكتوبر 2013- تعيش قواعد الحزب الإتحادي فى السودان حالة من القلق والترقب ، فى انتظار اعلان رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني –المتواجد بالعاصمة البريطانية – موافقته الرسمية على توصية لجنة حزبية بحتمية فض الشراكة مع المؤتمر الوطني والانسحاب من الحكومة.
واتسعت دائرة التشكك فى قرار الانسحاب عقب مشاركة وزراء الحزب الاتحادي فى جلسة مجلس الوزراء التى التأمت الخميس ، واعلان المتحدث الرسمى باسم المجلس عمر محمد صالح ان المجلس الحكومى التأم بمشاركة كل وزراء حكومة الوحدة الوطنية فى إشارة منه لعدم انسحاب وزراء الحزب الاتحادى .
و قال المتحدث الرسمي بإسم الحزب، ابراهيم الميرغنى ان الجميع ينتظر قرار الميرغني، مبررا حضور الوزراء لجلسة الحكومة الدورية بعدم صدور القرار بالانسحاب رسميا .
وكانت اللجنة التي شكلها الميرغني، لبحث الاستمرار في الحكومة الحالية أوصت فى اجتماع عاصف الأربعاء بفض الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني والانسحاب من الحكومة باجماع كل اعضاء اللجنة .
ورفعت اللجنة توصيتها لرئيس الحزب مساء الاربعاء وسط إرهاصات بإعلان الميرغنى موافقته على القرار خلال ساعات .
وقال مصدر موثوق بالحزب لـ”سودان تربيون” عقب نهاية الاجتماع ان وزراء في الحكومة الحالية وقيادات فى الحزب شاركوا فى الاجتماع واستمعوا الى تقرير من اللجنة الاقتصادية حول تداعيات الوضع الراهن وشدة الوطأة على الشعب جراء سياسات النظام الذي لم يلتفت لرفض شركاءه كل سياساته وأصر على تطبيق الإجراءات برغم قسوتها.
وطبقا للمصدر فان التقارير فتحت اعين الجميع بمن فيهم وزراء الاتحادي المشاركين على ان المرحلة المقبلة مرشحة لمزيد من التأزم الاقتصادي مضاف اليه إصرار الحكومة على كبت الحريات وقمع المتظاهرين بنحو يستحيل معه استمرار الحزب فى الشراكة على هكذا حال .
وطبقا للمصدر الذي فضل حجب هويته فان الاجتماع شهد على غير العادة إجماعا من الحضور على حتمية فض الشراكة وسحب الوزراء من الحكومة وقال ان اللجنة بعثت بقرارها لرئيس الحزب وتنتظر ان يؤمن عليه ليصبح القرار ساريا خلال ساعات .
وكشف المصدر عن دخول عدد من القيادات في نوبة بكاء عقب قرار اللجنة بفض الشراكة، كما أحتفل آخرون بدار الحزب بالخرطوم بقرار انسحاب الحزب من الحكومة.
ولم يستبعد المصدر قيادة من اسماهم “أصحاب المصالح” تحركات خفية لمنع الميرغنى من اتخاذ القرار ، كما المح إلى إمكانية تعرض رئيس الحزب الى ضغوط عنيفة من قيادات عليا فى الحزب الحاكم لمنعه من سحب الوزراء .
وقال “الميرغنى الان فى وضع لا يحسد عليه ، ولم يكن من الحكمة وضعه فى هكذا موقف .. فالكرة الان بملعبه لاتخاذ القرار التاريخى”
وكشف المتحدث بإسم الاتحادي ابراهيم الميرغني – الذي تراجع عن قرار اتخذه الثلاثاء باعتزال العمل السياسي- أن الميرغني كلف لجنة تضم عدد من قيادات الحزب لدارسة الشراكة في الحكومة، وأضاف أن اللجنة عقدت إجتماعاً مطولا الاربعاء، بجنينة السيد علي بالخرطوم، بحثت الموقف السياسي الراهن وتداعيات قرار الحكومة برفع الدعم عن الوقود.
وقال “بعد نقاش ساخن استمر ساعات قرر المجتمعون فض الشراكة مع المؤتمر الوطني والانسحاب من الحكومة.”
وأشار المتحدث بإسم الحزب الاتحادي إبراهيم الميرغني في تصريح الخميس ، أن قيادة الحزب لم تخطر حتى الآن ممثليه في الحكومة، لذا شاركوا في جلسة مجلس الوزراء، وأكد إن الهيئة القيادية لحزبه دفعت بتوصية لرئيس الحزب بفض الشراكة مع الحزب الحاكم، وأضاف “مازلنا في انتظار رد الميرغني”.
لكن القيادي بالحزب، ميرغني مساعد، في تصريح نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية، نفى انسحاب حزبه من الحكومة، وكشف عن عودة زعيم الحزب الميرغني المتواجد حاليا في لندن قبل حلول عيد الأضحى المبارك.
وقال إنَّ وزراء الحزب بالحكومة يباشرون عملهم كالمعتاد إلى حين إصدار قرار من رئيس الحزب بشأن مستقبل الشراكة التي قامت على برنامج واضح المعالم.
وبدورها أكَّدت القيادية بالحزب، مثابة حاج حسن، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السُّودانية الرَّسمية، أنَّ الحزب مؤسسي وقائم على دستور، وليس من حق أي فرد أو جهة كانت إصدار قرار، ولكن مكفول له حق التوصية فقط، نافية بذلك قرار انسحاب الحزب من حكومة القاعدة العريضة بحسب ما تردَّد في بعض وسائل الإعلام.وأضافت من الصعوبة التكهُّن بما ستقرره رئاسة الحزب في هذا الخصوص”.
وأبانت مثابة أن الحزب قدَّم طرحاً كاملاً وبرنامجاً شاملاً للحكومة، ولكن الحكومة لم تُحدِّد آلياته في وقت نرى فيه أن البلاد ماضية في اتجاه حل المشاكل بالحوار، وهذا مؤشر إيجابي.