صحفى اجنبى يغادر السودان بعد تعرضه لمضايقات امنية
الخرطوم 19 يوليو 2013- اعلنت لجنة حماية الصحافيين الاربعاء ان مراسلا بريطانيا يعمل لصالح وكالة انباء بلومبيرغ العالمية غادر السودان خشية على حياته بعد توقيفه بصورة تعسفية وضربه، اثناء احتجازه من الامن السوداني .
وقالت اللجنة ومقرها نيويورك في بيان “ان مايكل غان اخبر اللجنة انه غادر البلاد في الثاني من يوليو خوفا على حياته”.
وجاء الحادث بعد عام من طرد السلطات السودانية مراسلة بلومبيرغ المصرية سلمى الورداني التي احتجزت اثناء محاولتها تغطية مظاهرة مناهضة للحكومة.
ورفض غان التعليق على الامر عند اتصال وكالة فرانس برس به الخميس.
ولكن المتحدث باسم بلومبيرغ تاي تريبيت قال في بيان “عندما كان الصحافي يقوم بعمله تمت مهاجمته ولم تكن هناك اية اسباب اخرى تتعلق بالبلد لمهاجمته “.
ولكنه ابلغ لجنة حماية الصحفيين (سي بي جي ) ان رجال امن باللباس المدني اوقفوه اثناء تغطيته الاجتماع الذي عقده حزب الامة المعارض في 29 يونيو.
وقالت اللجنة في بيان ان “غان اكد انه تعرض للضرب عدة مرات كما تم تفتيش حقيبته وتفتيش جيوبه، ووضع قميصه على راسه قبل ان يرمى في ظهر شاحنة صغيرة مع عدد من المواطنين السودانيين”. واضاف انه اقتيد مغمض العينين واستجوب لثلاث ساعات حول ما يفعله في السودان.
وقال انه تم صفعه عدة مرات اثناء الاستجواب كما امر باغلاق هاتفه الذكي .وبعد الاستجواب حمل على ظهر شاحنة صغيرة واطلق سراحه في شارع قريب من مكانه احتجازه .
واكد انه كان يحمل بطاقة عمل صادرة عن الحكومة السودانية ويعمل داخل السودان منذ نوفمبر الماضي.
ولم يعلق وزير الاعلام السوداني احمد بلال او الناطق باسم الخارجية السودانية ابو بكر الصديق على الأمر حين اتصلت بهما وكالة فرانس برس الخميس.
لكن وزير الدولة للثقافة والاعلام مصطفى تيراب قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس اجريت في مايو الماضي “الحكومة تسعى غاية جهدها لضمان حرية التعبير لكل الموجودين داخل السودان”.
وقال الكاتب الصحافي والمدافع عن حرية التعبير فيصل محمد صالح ان حادثة غان تعكس سوء بيئة العمل الصحافي في البلد . واضاف ” اعتقد انهم سيمضون الي مزيد من الضغوط وهذا يحدث عموما عندما تحس الحكومه بانها ضعيفة”.
وقال رئيس تحرير وناشر صحيفة (اليوم التالي ) اليومية ان جهاز الامن والمخابرات علق صدور صحيفته دون ابداء اية اسباب.
ومن جملة عشرين صحيفة يومية تصدر في السودان علق الامن صدور اربع صحف دون ابداء اسباب.
وقال احد المدافعين عن حرية الصحافة ان جهاز الامن والمخابرات يصادر الصحف بعد طباعتها، كما ان عددا من الصحفيين ممنوعون عن العمل.
وقال فيصل صالح “وزير الاعلام قال لرؤساء تحرير الصحف في اجتماع الاربعاء ان الصحف تبالغ في ابراز اخبار الجريمة والفساد في البلاد “.
ويواجه نظام الرئيس البشير الذي يقول انه اسلامي منذ 24 عاما صعوبات اقتصادية وتمردات مسلحة وقرارات دولية.
واحتجز غان في اجتماع شارك فيه الالاف في تظاهرة نادرة لحزب الامة الذي يرأسه الصادق المهدي رئيس وزراء الحكومة المنتخبة التي انقلب عليها البشير في 1989.
وصنفت منظمة “مراسلون بلا حدود” السودان في المرتبة 170 في قائمة تضم 179 بلدا، في الترتيب العالمي لاحترام حرية التعبير والصحافة.