المهدى يحذر من اسقاط النظام بالقوة ويعلن السعى لإلحاق المسلحين بالعمل المدنى
الخرطوم 11 اغسطس 2012 — حذر زعيم حزب الأمة القومي المعارض؛ الصادق المهدي، من مغبة محاولات إسقاط النظام بالقوة وتفشي الصراعات المسلحة في السودان. بينما دافعت هيئة شؤون الأنصار عن موقفها بمنع انطلاق التظاهرات ضد الحكومة من مسجد ودنوباوي.
وقال المهدي الذي استعرض مشروع حزبه للمرحلة القادمة في لقاء ضم قيادات سياسية وحزبية بأمدرمان امس ، إن أي مسعى لمحاولة إسقاط النظام بالقوة والصراعات المسلحة سيؤدي إلى مزيد من التمزيق والتدويل لقضايا السودان.
ودافعت هيئة شؤون الأنصار عن موقفها الداعي لاحترام قدسية المسجد ورعاية حرمته، مشيرة إلى أن منعها للتظاهر من مسجد عبدالرحمن المهدي يمثل موقف الهيئة وليس إمام المسجد في الجمعة الماضية.
وأشار إمام مسجد الأنصار؛ آدم أحمد يوسف، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، إلى أن الهيئة اتخذت موقفاً ضد أحداث نيالا والتي سقط فيها عدد من القتلى، ونبه خطيب مسجد الأنصار إلى أن الحدود الجنوبية بولاية النيل الأبيض ظلت تشهد العديد من الاعتداءات على المزارعين والرعاة مما حدا بالبعض لترك مناطق الإنتاج خوفاً على أنفسهم، داعياً إلى ضرورة توفير الأمن لهم.
وقطع المهدي فى سياق اخر بعدم نية حزبه قيادة عمل مسلح ضد الحكومة و نوه الى مسعى حزبه لالحاق الحركات المسلحة بالعمل المدني. وأكد قبول الأطراف المسلحة بمقترحه ، وحذر المهدي خلال كلمة ألقاها عقب إفطار نظمه أمس الاول للصحفيين وقادة القوى السياسية بمنزله بأمدرمان من فوضى تعم البلاد.
ووقعت القيادية في حزب الامة القومي مريم الصادق المهدي على اتفاق سياسي في بداية هذا الشهر مع حركة تحرير السودان بقبادة مني مناوي وينادي هذا الاتفاق بضرورة قيام حكم ديمقراطي تعددي في البلاد يراعي خصوصية الاقاليم في التنمية والعدالة الجنائية والاجتماعية كما اكد الاتفاق على ضرورة تطوير العلاقة مع جنوب السودان في ظل الحفاظ على أواصِر التاريخ والجغرافيا ووحدة الشعبين في الدولتين.
وكانت مريم قد قامت بزيارة إلى كمبالا التقت فيها بقيادات الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء جبهة القوى الثورية وشاركت في حفل بمناسبة تأسيس حركة تحرير السودان جناح مناوي وذلك في اطار حوار قرر الحزب قيادته مع هذه الحركات اثر تزايد انتقاداتها لمعارضة حزب الامة للعمل العسكري وسيلة للتغير السياسي في البلاد.
وقال المهدي إن استمرار النزاعات الحالية سيقود إلى حدوث استقطاب ومواجهات وتمزيق البلاد، وتدويل قضاياها. وأضاف “كذلك محاولة الإطاحة بالنظام ستقود إلى تفتيت البلاد وفتحها للتدخل الدولي لما له من مفاجآت كبيرة وخطيرة”.
وجدد المهدى طرح مشروع الخلاص الوطني وضرورة حل مشاكل البلاد عبر مؤتمر مائدة مستديرة على شاكلة ما حدث بجنوب إفريقيا.
وأكد أن الحركات التي وصلت إلى السلطة في بلدان الربيع العربي تقبل الديمقراطية والمدنية والحرية والتعددية، وطالب من اسماهم بأبناء “تغلب” بضرورة انتهاج ذات الدرب. ودعا لمخاطبة قضايا الوطن لحلها وليس قضايا الوطني.
وهنأ المهدي السودان والجنوب بالتوصل لاتفاق النفط بينهما، وقال إن ما تم يمثل خطوة للأمام. وأضاف “البترول ما كان ينبغي أن يكون مكان مساجلة سياسية لأن فيه مصلحة الشعبين”.
واتهم المهدي الحكومة بالتخبط في قضية التفاوض مع الجنوب وقطاع الشمال، وطالبها بضرورة انتهاج الطريق القومي لتجاوز التخبط. وأضاف “لا يمكن القول بأن انفصال الجنوب قطع الصلة بين الحركة وقطاع الشمال والفرقتين التاسعة والعاشرة في المنطقتين”. وافاد ان الطرق الوحيد لتسوية اخفاقات اتفاقية السلام الشامل هو التفاوض من جديد للوصول لاتفاق حول تلك القضايا.
وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها رغبة في إعادة ترتيب أوضاع المنطقة، ولعب دور أوسع وحرص أكبر على الاستقرار والتنمية في الجنوب، وأضاف “هم وصلوا لقناعة بأن ذلك لا يمكن دون الاستقرار والتنمية في السودان”.
وأكد المهدي عدم وجود مجال لاستقرار الجنوب دون استقرار السودان. وكشف عن اتجاهات كثيرة من بينها الإدارة الأمريكية التي قال إنها تسعى لتحقيق الاستقرار بين دولتي السودان بينما تسعى مجموعات الكونغرس الأمريكي لمعاقبة النظام في السودان. وزاد بالقول: “الإدارة الأمريكية ما عاد القرار فيها مركزه واحداً بسبب الانتخابات التي يكون فيها الرئيس هو الأضعف بسبب الضغط”.