الشرطة السودانية تقمع مظاهرات الكندانة وتعتقل العشرات
الخرطوم 13 يوليو 2012 – استخدمت الشرطة السودانية القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لفض مظاهرات السلمية ضد النظام التي نظمت امس في العاصمة الوطنية امدرمان منطلقة من مسجد ودنوباوي الذي اصبح نقطة التجمع الاولي لمعارضي النظام من احزاب وناشطين سياسيين في كل جمعة.
وخرجت المظاهرة فور انتهاء صلاة الجمعة من الجامع إلى ميدان المسجد مرددة شعارات “حرية” و”نحن مرقنا ضد الناس اللي سرقوا عرقنا” تصدرت النساء المظاهرة التي سميت بالكنداكة تقديرا لمجهوداتهن في المظاهرات ضد النظام.
والكنداكة هو اسم احدى ملكات مملكة نبتة في شمال الشمال التي هزمت الرمان في عام 24 قبل الميلاد عندما كانوا يحتلون مصر وضمت اسوان لمملكتها وأصبح اسمهما لقبا يعطى لملكات نبتة من النساء.
وقال شهود عيان ان رجال الشرطة والأمن تعمدوا قمع المظاهرات في مهدها بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي او ضرب المتظاهرين بالعصي واعتقلوا عدد منهم يتراوح عدد بين 30 إلى 40 شخص طبقا للمصادر المختلفة.
وكانت شرطة مكافحة الشغب نشرت سياراتها منذ وقت مبكر من عدة جهات لتطويق مسجد عبدالرحمن المهدي التابع لأنصار حزب الامة القومي.
وشوهدت في المظاهرة لافتات لاتحاد النساء السوداني والحركة الشعبية –شمال كما تواجد ناشطي حركة قرفنا التي سبق وان دعت للمشاركة في مظاهرات الجمعة المنظمة في مسجد ودنوباوي.
وتعامل البوليس السوداني بنفس العنف مع مظاهرة اخرى حاول منظموها الانطلاق بها منزل الزعيم الاتحادي اسماعيل الازهري بحي بيت المال في امدرمان.
كما نظم المعارضون مظاهرات في الابيض وام روابة بشمال كردفان حيث اعتقلت الشرطة ما يزيد عن عشرة اشخاص.
ومن جهة اخرى تعمدت الشرطة السودانية الامتناع عن التعقيب على المظاهرات او اصدار بيانات عنها مثل الاسابيع الماضية تقليلا لأهميتها.
ونفى الناطق الرسمي للشرطة السودانية السر أحمد عمر وقوع أي مواجهات بين الشرطة ومصلين في أمدرمان وقال “لم يحدث شيء اليوم.. ولم تحدث اشتباكات.” ولكنه رفض الإدلاء بمزيد من التصريحات بعد اتصال رويترز به.
واعلن حزب المؤتمر السوداني اعتقال رئيس فرعه بمدينة أم روابة حاتم ميرغني عبدالرحمن . وكانت الاجهزة الامنية قد اعتقلت ميادة عبد الله سوار الدهب رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي خلال الاسبوع الماضي في محاولة منها لشل التنظيمات المعارضة ومنعها من تعبئة الشارع للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية.
وتشهد البلاد سلسلة من الاحتجاجات الشعبية ضد سياسة التقشف التي أقرتها حكومة البشير في شهر يونيو الماضي ورفعت فيها الدعم عن المحروقات وزادت الضرائب غير المباشرة لتغطية عجز يفوق ملياريي دولار في ميزانية الدولة بعد فقدان عائدات النفط .
وظلت المشاركة في الاحتجاجات محدودة العدد اذ يقدر عدد المشاركين في مظاهرة مسجد ودنوباوي بحوالي 300 شخص إلا ان المنظمين يفسرون ذلك بحملات الاعتقال المستمرة التي تقوم بها الاجهزة الامنية ويقولون ان اكثر من ألفي ناشط تم اعتقالهم حتى الان
كذلك يندد المعارضون ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان بقيام اجهزة الامن بتعذيب المتعقلين واساءة معاملتهم وكشف بعد من اطلق سراحه عن اعتقالهم في بيوت الاشباح التي اشتهر بها النظام في بداياته وكانت اوكارا لتعذيب المعارضين.
ومن جهة اخرى اعلن مدير الاعلام بجامعة الخرطوم عبد الملك النعيم ان عدد من الكليات قررت التوقف عن الدراسة خلال شهر رمضان على ان تفتح ابوابها مباشرة بعد عيد الفطر للجلوس لامتحانات الفصل الثاني من العام الدراسي.
وشدد ان هذه العطلة لا تشمل كل الكليات الجامعية وانما قررتها بعض الكليات لتقديرات بعدم وجود مشكلة في إكمال المقررات الجامعية عند استئناف الدراسة.