الحزب الحاكم : شباب بقمصان حمراء وراء المظاهرات في السودان
الخرطوم 24 يونيو 2012 — اتهم مسؤول فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالسودان شبابا يرتدون قمصانا حمراء بتدبير الاحتجاجات التى شهدتها مناطق واسعة فى العاصمة الخرطوم وعدد من مدن الاقاليم رفضا للإجراءات التقشفية الاخيرة ومطالبين بإسقاط النظام.
وقال نائب رئيس المؤتمر الوطنى محمد مندور المهدى فى صالون الصحفى الراحل سيد احمد خليفة امس ان “شبابا يرتدون ملابسا حمراء يحملون إطارات في عربة يحرقونها في السجانة ثم يذهبون ويحرقوا أخرى في شارع الستين ..”
ولم تظهر عشرات الصور الملتقطة للمحتجين تنظيما شبابيا بلباس احمر ، واكد ناشطون ان المحتجين يمثلون غالبية فئات الشعب السودانى المتضررة والمتاثرة بالقرارات الاقتصادية الاخيرة ونبهوا الى ان المظاهرات مطلبية فى المقام الاول.
وقال بان التظاهرات التي حدث بأحياء بالولاية منذ صدور القرارات الاقتصادية كانت متوقعة بسبب الغلاء الطاحن، مؤكداً أن حق التظاهر السلمي مكفول للجميع بنص الدستور والقانون.
وأضاف مندور المهدي، ما شهدته بعض مناطق ولاية الخرطوم، بينها السجانة والديم والستين وجبرة، ومناطق بأمدرمان، كان متوقعاً نتيجة للتطور الاقتصادي، حيث عبر فيه المواطنون عن آرائهم.
واعترف مندور بأن الحكومة ارتكبت أخطاء اقتصادية كبيرة انتجت الأزمة الحالية بالبلاد، وقال “نعترف بأن هنالك أخطاء في إدارة الاقتصاد في الفترة الماضية ولا أعفي اقتصاديينا الذين كانوا سببا مباشرا فيها”
وهاجمت القيادية بحزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي اسلوب الاجهزة الرسمية الحكومية فى تفريق المتظاهرين، مشيرة الى العنف الذى شهدته منطقة ودنوباوي بأم درمان حيث خرج انصار الحزب في مظاهرة بعد صلاة الجمعة.
وقالت مريم في الصالون إلى أن الأزمة الحالية حلها سياسي وليس اقتصادياً فقط، كما يصور الوطني. وطالبت بالسعي الجاد لوقف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، كما انتقدت إعلان الزيادات قبل تخفيض الدستوريين ورواتبهم ومخصصاتهم.
وقال مندور أن الأحزاب المشاركة في الحكومة هي السبب وراء تأخر تقليص الدستوريين، وأكد أن حزب الأمة القومي من الأحزاب المشاركة وليس كما يصور عدد من قياداته على حد تعبيره.
وقال “حزب الأمة من الأحزاب المشاركة في الحكومة ووجود عبد الرحمن الصادق مساعد للرئيس هي مشاركة صريحة لحزب الأمة وكثير من القيادات من أحزاب الأمة الأخرى كانت ضمن قوائم حزب الأمة فهو حزب مشارك”.
ولم يستبعد مندور إجراء انتخابات مبكرة حال فشلت المعالجات الاقتصادية الأخيرة. وقال في رده على أسئلة الصحفيين “لا أحد يستطيع أن يتبأ بما يمكن أن يحدث ومن الممكن أن تكون الانتخابات المبكرة أحد الحلول ولا نستبعدها إن لم تنفع المعالجات الحالية”.
وانتقد مندور فض التظاهرات بالعنف إلا أنه أكد رفضه تخريب الممتلكات، وتأسف لاعتداء المتظاهرين على سيارات المواطنين .