السودان والجنوب يشرعان في دراسة المقترحات وسط اجواء مشوبة بالحذر
الخرطوم 31 مايو 2012 — توج اجتماع مطول التأم امس ، بين وفدي الخرطوم وجوبا فى أديس أبابا، بتكوين لجنة مصغرة تضم ممثلي الدولتين بواقع ثلاث لكل طرف ، إضافة إلى مندوبين عن فريق الوساطة الأفريقية لدراسة مقترحات الجانبين لتنفيذ خارطة طريق مجلس السلم الأفريقي وسط اجواء مشوبة بالحذر.
وقالت مصادر ماذونة لسودان تربيون فى العاصمة الاثيوبية ان الطرفين منهمكان فى التركيز على بنود قرار مجلس الامن الدولى ويتباريان لإثبات التزامهما البالغ بالحرص على تطبيقه مع محاولة اظهار الاخر بمنظر المتلكئ فى التجاوب مع القرار 2046.
وكشفت تسريبات من مقر التفاوض عن تقديم كل طرف لرؤيته حيال قضايا الامن ومراقبة الحدود على ان ترفع اللجنة المصغرة نقاط الخلاف الحادة الى الوساطة للتوفيق بينها
وقالت المصادر ان الوفد السودانى قدم مقترحاته حول كيفية تطبيق اتفاق وقف العدائيات بتجديده مطالبة الجنوب فك ارتباطه بالفرقتين التاسعة والعاشرة فى النيل الازرق وجنوب كردفان وتسليم اسلحته واسماء الجنود فى الكتيبتين توطئة لإيجاد معالجات شاملة لأوضاعهم وإلحاقهم ببرنامج التسريح وإعادة الدمج او الحاقهم بالقوات النظامية.
واشار مفاوضو الخرطوم لإمكانية التفاوض مباشرة مع قادة تلك القوات تحت اشراف لجنة امبيكى وتضمن المقترح الحكومى ايضا ضرورة وقف دولة الجنوب كل اشكال الدعم السياسى والعسكرى للحركات الدارفورية المعارضة وإبعادها من اراضى الجنوب.
وطالب وفد السودان بسحب قوات الحركة الشعبية خارج حدود 1956 وتشكيل لجنة للتحقق من الحدود، بينما ضمنت رؤية الجنوب وقف الخرطوم غاراتها الجوية على المناطق الحدودية وطالب مفاوضي جوبا بتوقيع اتفاق وتعهد يتضمن تعليق القصف الجوى.
واقترحت جوبا تحويل المناطق الحدودية المختلف عليها الى مواقع منزوعة السلاح تحت ادارة مشتركة ، فضلا عن تشديد ورقة الوفد الجنوبى على حتمية تنفيذ كل الاتفاقيات السابقة الموقعة بما فيها التى ابرمها مساعد رئيس الجمهورية نافع على نافع فى يونيو 2011.
وتمسك الجنوب بتعهد كتابى من الخرطوم لوقف دعمها للمليشيات المتمردة على دولة الجنوب ، وطالب الوفد الجنوبى ايضا بالانخراط الفورى فى التفاوض حول ملف النفط واقترح اشراف قوات “اليونسيفا” على وقف العدائيات بين الطرفين.
وبحسب المصادر فان احراز اللجنة المصغرة للطرفين تقدما فى التوفيق بين المقترحات سيمهد لحضور اللجنة السياسية الامنية المشتركة برئاسة وزيرا الدفاع والداخلية فضلا عن مدراء جهاز الامن فى البلدين خلال موعد اقصاه 72 ساعة واعتبرتها الساعات الحاسمة فى تحديد اتجاهات التفاوض .
ولفتت المصادر الى ان اجواء التفاوض فى اديس تشهد توترا فى بعض الاوقات ونوهت الى ان الوفد الجنوبى يحرص بشكل لافت فى مقترحاته على الايحاء للوسطاء بعدم التزام الخرطوم بقرار مجلس الامن الدولى 2046 وأعربت عن قلقها ان يؤدي ذلك الى عرقلة الوصول الى تسوية.
وكان الوفدان عقدا امس اجتماعا مشتركا بحضور الوساطة الإفريقية بقيادة الرئيس ثامبو امبيكي ومشاركة المبعوثين الدوليين والمراقبين قدم فيها كل جانب رؤيته حول الخطوات التي يري انها مناسبة لتنفيذ خارطة الطريق.
الى ذلك اعلن رئيس الوزراء الأثيوبي، ملس زيناوي، عزم بلاده تقديم الدعم اللازم لمساعدة دولتي السودان وجنوب السودان في ايجاد حل للازمة الناشبة بينهما منعا لحدوث صراعات بين البلدين.
وتطرق لقاء جمع ملس والمبعوث الامريكي للسودان والجنوب برينسيتون ليمان لسبل حل الازمة بين الدولتين بجانب تطبيق الترتيبات الامنية التي اتفقت عليها الدولتين.
واكد ملس علي بذل بلاده الجهد لتجنب وقوع ازمة اخري بين البلدين مجددا دعم بلاده لجهود لجنة الوساطة التابعة للاتحاد الأفريقي برئاسة ثابو امبيكي وابداء استعداده للمساعدة في دفع جهود المجتمع الدولي لحل الأزمة الإنسانية في البلدين.
الي ذلك رحب برينسيتون بالتزام أثيوبيا باستقرار المنطقة وإرسالها لقوات إلى منطقة “أبيي” المتنازع عليها بين البلدين