Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

السودان يفجع برحيل زعيم الحزب الشيوعى “نقد”

الخرطوم 23 مارس 2012 — غيب الموت امس الزعيم السياسى السودانى سكرتير عام الحزب الشيوعى محمد ابراهيم نقد عن عمر يناهز الـ”82″ عاما فى مستشفى ” سانت ميري ” بإحدى ضواحى العاصمة البريطانية لندن بعد صراع مرير مع المرض امتد لعدة اشهر.

محمد ابراهيم نقد
محمد ابراهيم نقد
وتقاطر المئات من المواطنين للعزاء فى الراحل بمنزله بضاحية الجريف تقدمتهم قيادات الحزب الشيوعى والقوى السياسية الاخرى وتلقى كل من الشفيع خضر وشقيق الزعيم نقد “سيد” العزاء فى الفقيد كما احتسبته رئاسة الجمهورية ونعت فيه زعيما وطنيا وقائدا سياسيا له اسهاماته المشهودة في المسيرة الوطنية والسياسية ، امضي سنوات عمره في المناداة باتخاذ الحوار ونبذ العنف سبيلاً لحل القضايا.

ودخلت قيادات الحزب فى اجتماعات متوالية لترتيب مراسم تشييع الجثمان المنتظر وصوله الخرطوم ورجحت مصادر مقربة من الاسرة اكتمال الدفن فى موعد اقصاه الاحد بالنظر الى الااجراءات الروتينية فى المشافى البريطانية فضلا عن صعوبات فى رحلات الطيران.

و دعا الحزب لاجتماع لجنته المركزيه فى وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة لمناقشة ترتيبات التشييع المنتظر ان يشهده الالاف من السودانيين.

ونعى زعيم حزب الامة الصادق المهدى محمد ابراهيم نقد ،وقال ” اذا كان الدين المعاملة فنشهد بان معاملته للناس فاضله وعادله كما ان حب الوطن والدفاع عن مصالحه ومصالح اهله من المحامد في نظر الدين والانسانية وقد كان صادق الوطنية ونهجه بالدفاع عن المستعضفين في المجتمع اكثر من اي اعتبارات أخرى”.

واجرى الامين العام لحزب المؤتمر الشعبى حسن الترابى فور سماعه النبأ اتصالا بشقيقة الراحل “فائزة” والتى كانت ترافقه فى رحلة العلاج ناقلا اليها تعازيه بالإنابة عن الحزب وقواعده.

و قرر وفد الحركة الشعبية المتواجد فى الخرطوم بقيادة باقان اموم تمديد زيارته للمشاركة فى مراسم تشييع الزعيم الشيوعي الراحل.

كما نعى زعيم الجبهة العريضة على محمد حسنين رفيق دربه نقد وقال انه كان فارساً غالياً من فرسان السودان العظام ورمزا وطنيا خدم قضايا السودان منذ شبابه غير وجل ولا هياب وظل ملتزما بقضية الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. اوقال حسنين فى بيان ان نقد كان “راهب الحق والعدل نصير المظلومين والكادحين. قاد الحزب الشيوعي افي أصعب الظروف بحنكه واقتدار، وقفز فوق جراح الدكتاتوريه والاستبداد ليحتفظ لحزبه بوجوده ونضاله ”

ويعد الراحل احد ابرز السياسيين السودانيين في القرن العشرين ، تولى قيادة الحزب الشيوعي في ظروف استثنائية التي اعقبت احداث يوليو 1971م الدامية التي راح ضحيتها رجال الصف الاول في الحزب على رأسهم سكرتيره العام عبدالخالق محجوب عثمان .

ابصر الراحل النور في مدينة القطينة 1930م و تلقى تعليمه الأولى والأوسط بالعديد من مدن السودان حيث ظل متنقلاً مع عمه. شارك في المظاهرات ضد الاستعمار عام 1946م إبان مرحلة الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين. تلقى تعليمه الثانوي بحنتوب الثانوية وكان من بين زملاء دفعته الرئيس الأسبق نميري.

وانضم خلال الدراسة للعديد من المظاهرات التي كان ينظمها طلاب المدرسة المساندة للحركة الوطنية كالمظاهرات المؤيدة لإضراب الجمعية التشريعية.وبرزت ميول نقد للأنشطة الثقافية بالجمعية الأدبية، وكان مشرفاً على جمعية التمثيل والمسرح التي قدمت أعمالاً لخالد أبو الروس وشكسبير وجرجي زيدان.

اكمل نقد دراسته الجامعية ببلغاريا وتخرج من كلية الاقتصاد بعد أن فصل من جامعة الخرطوم كلية الآداب.

وعاد للسودان وتفرغ للعمل السياسي في سكرتارية الحزب الشيوعي، واختفى لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في 17 نوفمبر 1968م واعتقل لمدة عام.

وانتخب عضواً بالبرلمان عن دوائر الخريجين فى عام 1965م مرشحاً عن الحزب الشيوعي. ولم يكمل الدورة نسبة لصدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.
وأصبح سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوداني عقب إعدام عبد الخالق محجوب في عام 1971م ثم اختفى من نظام مايو حتى انتفاضة أبريل 1985م.

وانتخب عضواً بالبرلمان عن الحزب الشيوعي السوداني عام 1986. وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي حتى يونيو 1989م.

وباشر العمل السياسي حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير 2009م حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي.

ولنقد العديد من المؤلفات: “قضايا الديمقراطية في السودان” و”حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية” و”علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض” و”علاقات الرق في اﻟﻤﺠتمع السوداني” و”حوار حول الدولة المدنية”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *