السودان يعتذر عن استقبال قائد حركة حماس خالد مشعل
الخرطوم 20 فبراير 2012 — رفضت الحكومة السودانية استضافة خالد مشعل قائد الجناح السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد تركه لمقر اقامته في دمشق وبدء البحث عن بلد يستقبله تحسبا لانهيار النظام السوري الذي يواجه معارضة شعبية متصاعدة قد تودي لانهياره في أي لحظة.
وكشفت نشرة تي تي يو الاسبوعية التي تصدر من باريس ان مشعل ترك مقر إقامته في العاصمة السورية بعد اندلاع الثورة الشعبية هناك ويتواجد في عاصمة دولة قطر الدوحة. ويجئ طلب الإقامة المؤقت في السودان فشله في اقناع السلطات الاردنية والمصرية عن استقبال القائد السياسي لحماس التي تسيطر على قطاع غزة. ويقول التقرير بان حماس ما زالت تأمل في قبول القاهرة باستضافته.
وتعتبر حماس الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي يواصل عملياته العسكرية ضد إسرائيل وهي مصنفة حركة إرهابية في أوروبا وأمريكا. واتهمت تل ابيب السودان بفتح أراضيها لتهريب أسلحة للحركة عن طريق سينا وقام الطيران الإسرائيلي بقصف قوافل برية في منطقة البحر الأحمر في طريقها لمصر يعتقد انها تحمل أسلحة من إيران إلى قطاع غزة.
وقالت النشرة التي تهتم بالأخبار العسكرية ان الخرطوم كانت تتخوف من عدم نجاح مشعل في إيجاد بلد أخر يقبل اقامته فيه بشكل دائم الأمر الذي سيقود إلى استقراره في العاصمة السودانية. وأضاف المصدر ان السلطات تذرعت بعدم مقدرتها على توفير الحماية له.
وكان مشعل قد زار الخرطوم في شهر يناير الماضي برفقة إسماعيل هنيه رئيس الوزراء الفلسطيني المقال للمشاركة في اجتماع لمجلس شورى حركة حماس عقد في العاصمة السودانية لبحث توجهات الحركة على ضوء التغييرات الإقليمية الأخيرة.
وقالت النشرة ان القيادي السياسي لحماس تعرض خلال هذا الاجتماع لانتقادات من الجناح العسكري للتنظيم بعد رفض الاجتماع لمقترح بإجراء تعديلات في الهياكل القيادية للحركة تقدم بها مشعل.
وكان مشعل قد وقع اتفاقا في الدوحة في الأسبوع الأول من فبراير مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يقضي بتشكيل حكومة جديدة مكونة من تكنوقراط تعمل في ظل قيادة السلطة الفلسطينية سيكون من بين مهامها الإشراف على إعادة إعمار غزة.
وكان تنظيم فتح وحركة حماس قد اتفقا على المصالحة فيما بينهما وإجراء انتخابات هذا العام. وسينهي هذا الترتيب حالة الانقسام التي أدت إلى قيام حكومتين منفصلتين في غزة والضفة الغربية منذ أكثر من أربع سنوات.