فشل اجتماع البشير وسلفاكير في حسم الخلافات حول نفط جنوب السودان
أديس أبابا في 28 يناير 2012 — فشل الاجتماع الرئاسي بين السودان وجنوب السودان في حسم الخلاف حول نفقات نقل النفط رغما عن الجهود التي بذلتها أثيوبيا بصفتها الرئيس الحالي للإيقاد والوساطة الأفريقية أمس في أديس أبابا.
وأعلن رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي عن فشل الاجتماع بعد جلسة دامت لمدة اربع ساعات وقال “لا تزال هناك بعض النقاط المتعثرة. لكن عموما اعتقد انه حصل تقدم لكنه غير كاف للتوصل إلى اتفاق ألان”.
وقال ان الوساطة طرحت اتفاقا إطاريا طويل المدى رافضا الخوض فى تفاصيله منوها الى النقاشات على ملف البترول السوداني ستتواصل خلال القمة الأفريقية وما بعدها
وعلمت سودان تربيون ان مقترحات الوساطة تضمنت سماح الخرطوم بتصدير البترول الجنوبي المحتجز فى ميناء بورسودان دون استقطاع نسبة منه ويخصص الجنوب 35 ألف برميل يوميا لتشغيل المصافي على ان يجرى الاتفاق وتسوية الحسابات بعد التوصل لاتفاق نهائي حدد سقف التفاوض عليه بما لا يتجاوز الثلاث اشهر
وفي هذا الإطار اقترحت الوساطة أساسا للنقاش ان يدفع الجنوب مبلغ أربعة مليار للسودان لسد الفجوة في العملات الصعبة خلال خمس أعوام.
وقالت مصادر سودانية ان الرئيسان قد وافقا على المقترح في الاجتماع الذي عقد بحضور الرئيس الكيني مواى كيباكى ورئيس الوساطة الافريقية تابو امبيكي وزير الوزراء الأثيوبي، وأضافت ان سلفا كير عدل عن رأيه بعد اجتماع لاحق مع وفده المفاوض الذي يقوده باقان امون.
وأفادت المصادر ان زيناوى اخطر قادة قمة الإيقاد التي انعقدت عقب القمة الرباعية موافقة السودان ودولة الجنوب على توقيع اتفاق إطاري ينهى أزمة البترول وقوبل الموقف بتصفيق حاد من الرؤساء قبل ان يعدل سلفا كير عن رأيه.
وابدى رئيس جنوب السودان تحفظات على بعض بنود الاتفاق المقرح وأضاف ان حكومته عبأت الرأي العام الجنوبي في اتجاه وقف تصدير النفط عبر شمال السودان مما يتطلب وقتا إضافيا لقبول هذا الموقف الجديد.
وفي تصريحات صحفية اعلن عضو وفد الحكومة السودانية مطرف صديق نكوص الجنوب عن الاتفاق الإطاري في اللحظات الاخيرة مبديا تشاؤمه من إمكانية التوصل لاى تفاهمات خلال الأيام المقبله
وبالمقابل شن كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان اموم هجوما قاسيا على الحكومة السودانية واتهمها مجددا فى مؤتمر صحفى عقده مساء امس باديس ابابا بسرقة البترول ممن الجنوب. وقطع بان بلاده لم توافق على مقترح الوساطة الافريقية ورهنت قبوله بإعادة الخرطوم لكل ما نهبته من نفط مع افراجها عن السفن المحتجزة بميناء بورسودان.
وكذب اموم ما اشيع عن تراجع سلفاكير عن توقيع الاتفاق الإطاري بعد موافقته في بادئ الامر واضاف من قال لكم هذا الحديث كاذب وشدد على ان سلفاكير لم يوافق أصلا على المقترح وحضر القمة لابلاغ الزعماء الأفارقة بموقف الوفد المفاوض.
وقال وزير الخارجية السوداني على كرتي في تصريحات صحفية إن موقف دولة الجنوب قوبل بانتقادات حادة من الزعماء الأفارقة.