Friday , 26 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الخرطوم تشهد زواج الرئيس التشادي من إحدى بنات زعيم جنجويد دارفور

الخرطوم 21 يناير 2012 — انشغلت العاصمة السودانية الخرطوم بمراسم زواج الرئيس التشادي إدريس ديبي على كريمة زعيم قبيلة المحاميد العربية والمشهور بأنه قائد مليشيا الجنجويد فى دارفور موسى هلال فى احد فنادق الخرطوم الفخمة ووسط حضور كبير من المدعوين ببطاقات خاصة ومسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السودانية.

أماني موسى هلال الزوجة الجديدة للرئيس التشادي ادريس دبي في حفل عقد القرأن الذي تغيب عنه العريس (ا ف ب)
أماني موسى هلال الزوجة الجديدة للرئيس التشادي ادريس دبي في حفل عقد القرأن الذي تغيب عنه العريس (ا ف ب)
وتقدم الحضور الرئيس السوداني عمر البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين ومدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية محمد عطا المولى وعدد أخر من الوزراء وكبار المسؤولين . لكن الرئيس ادريس ديبى تغيب عن ليلة عرسه وناب عنه شقيقه بينما ظهرت العروس فى الحفل الساهر برفقة شقيقها.

ولوحظ ايضا وجود ابراههيم قمباري في الزواج علما بأن الامم المتحدة في عام 2006 فرضت عقوبات مالية وحظر سفر على موسى هلال على خلفية الفظائع المرتكبة في اقليم دارفور.

واحيط فندق “السلام روتانا” الذى يعتبر احد اغلى وافخم الفنادق فى الخرطوم باجراءات امنية غير مسبوقة وانتشرت حوله منذ الصباح الباكر فرق امنية بلباس مدنى كما جرى تامين المكان بافراد من الشرطة العسكرية يزيد عددهم عن المائة وعشرات الكلاب البوليسية وتواجدت فى داخل الفندق فرق امنية محترفة لحراسة البهو الداخلي.

ومنع نزلاء الفندق الفخيم من الاقتراب من منطقة “حوض السباحة” التى شهدت مراسم الحفل بعد انتهاء عقد القران الذى كان فيه الرئيس عمر البشير وكيلا عن العروس بينما اوكل ديبى شخصا من عائلته يدعى عبدالله بانقى ، وكان لافتا تولى احد شيوخ الطريقة التجانية من الجزائر مراسم إتمام عقد القران.

وتأخر الزواج الذي تم التحضير له بسرية تامة عن الموعد المحدد له في العاشر من الشهر الجاري بسبب سفر الرئيس عمر البشير إلى خارج البلاد وارتباط الرئيس التشادي بأحد المؤتمرات التي عقدت مؤخراً.

وتردد ان الفندق حجز للعروسين جناحا خاصة فى الطابق الرابع ويحوى غرفة نوم فاخرة ملحقة بحمام صمم من الرخام الأبيض وغرفة للملابس, فضلاً عن صالون فخم ووثير يتسع لأكثر من (30) شخصاً، إضافة إلى طاولة طعام تضم (8) كراسي قاعدتها من الخشب وسطحها من الرخام، ومطبخ يحتوي كل الأساسيات، إضافة إلى حمام خارجي يرتبط بصالة الضيوف ومخرج للطوارئ …… كما ان الجناح مرفق بغرف أمامية للحراسة ويطل مباشرة على حوض السباحة بالفندق وتم حجز (30) غرفة ملاصقة له.

واقتصر حضور المراسم على (400) شخص من كبار الشخصيات دخلوا موقع الاحتفال في الحديقة الشمالية الشرقية للفندق ….حيث انتشر مجموعة من افراد الأمن والكلاب البوليسية ، وظهر المطربان الشابان احمد الصادق وشكرالله عز الدين للغناء فى الحفل بينما وصلت المطربة انصاف مدنى الى الفندق وصدحت باغنية نظمت كلماتها خصيصا للرئيس ديبى ووالد العروس موسى هلال.

وكانت تقارير صحفية ذكرت أن ديبي دفع مهراً قدره (26) مليون دولار لكريمة هلال، بواقع 25 مليون دولار لوالد العروس، ومليون دولار للعروس في صورة ذهب ومجوهرات ثمينة ومقتنيات أخرى للعروس إلا أن ذلك لم يؤكد من أي من الطرفين.

وينتمي الرئيس الشادي لقبيلة الزغاوة التى ينتشر افرادها بين السودان وتشاد وتتهم بانها مثلت الثقل الاساسي لحركات دارفور المتمردة. ودعم الرئيس دبي هذه الحركات حتى عام 2009 عندما وقعت الحكومة السودانية معه اتفاقا نص على بنشر قوات مشتركة للبلدين على حدودهما.

والزوجة هي اماني موسى هلال في العشرينيات من عمرها متخرجة من احدى الجامعات السودانية. وكان دبي تقدم لخطبتها خلال زيارته الاخيرة للخرطوم فى نوفمبر الماضي.

وقالت “امانى” أنها تتابع وتقرأ كل الكلام ماتورده الصحف حول قصة زواجها من الرئيس التشادى، واعتبرت ما يثار طبيعيا وانها لاتأبه بماينسج حولها من قصص وروايات وتوقعت ان تسمع الكثير من الاقاويل فى المستقبل

ونفت فى تصريحات صحفية سابقة إجبارها على الزواج من ديبي قائلة ” لم يجبرني أحد على هذه الزيجة، فلسنا في العصر الحجري ..أنا فتاة جامعية ومتعلمة وواعية وأعلم جيداً ما يدور حولي ..قالوا أجبروني ، وقالوا إني حاولت الانتحار ، وقالوا وقالوا وقالوا ولسه هيقولوا “.

وعن تفاصيل لقائها الأول بالرئيس التشادي، قالت : “زارنا الرئيس ديبي في منزل والدي وجلست معه برفقة والدتي وتحدثت إليه بعدها استخرت الله مرة أخرى حتى أبلغت والدي بالموافقة ولا أظن أن والدي بحاجة لأموال لكي يقوم ببيعي كما يقولون.”

وأضافت “فأنا لست سلعة لأباع وأشترى بل إنسانة واعية بالقدر الذي يجعلني أفهم أبعاداً كثيرة عن عادات وتقاليد أهلي والمصاهرة والتداخل بين القبائل ونبذ القبلية والتواصل والامتداد كما أنه زواج على سنة الله ورسوله وليس صفقة يفترض أن يتربح منها أحد من الأطراف كما يقولون من لا يعقلون ويتدخلون في شؤوننا الخاصة “.

وعرف عن الرزيقات والزغاوة وبقية قبائل المنطقة اللجوء للزواج من بينهم لتوثيق العرى ووضع حد لقضايا الدم والثأر وإنهاء الخلافات بشكل عام.

والمعلوم أن الرئيس ديبي اشتهر بتعدد الزيجات لأغراض وأهداف مختلفة، حيث تزوج بثلاث عشرة امرأة، ولكن الراجح أن للرجل ثلاث زوجات في عصمته وهن السيدة وزينة والسيدة حليمة أم أولاده وهاتان الزوجتان لم يعرف لهما أي أنشطة سياسية أو اجتماعية، وعلى ما يبدو أنهما مشغولتان بتربية أبناء الرئيس الذين يقدر عددهم بأكثر من أثنى عشر ابنا وابنة .

أما زوجته الثالثة وهي التي يطلق عليها سيدة تشاد الأولى فتدعى (هندا عقيل ) من مواليد العام 1977 وتنتمي إلى قبيلة الرزيقات العربية في تشاد،و درست إدارة الأعمال في المغرب.

وتحدثت صحف الخرطوم قبل ايام من الزفاف عن خطط تقودها سيدة تشاد الأولى هندا لإفشال زيجة ديبي ، وبدأ والد هندا، وهو السفير التشادي بالخرطوم، في مخططات لإفشال الزيجة عبر دجالين يمارسون السحر والشعوذة.

ورد والد العروس موسى هلال على من يتهمه ببيع ابنته من أجل الملايين خاصة وأن ديبي تجاوز الخمسين وهي مازالت في العشرينيات، مؤكداً أن الأمر له جانب اجتماعي فقط ليس له أي بعد سياسي، قائلاً: “نحن في دارفور أو في المناطق الطرفية نتداخل ونتصاهر، وهذه طبيعة الحياة في أي منطقة.

Leave a Reply

Your email address will not be published.