موسكو تدرس سحب مروحياتها من جنوب السودان ومسؤول روسي يزور الخرطوم في مطلع فبراير
الخرطوم 18 يناير 2012 — أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عزم بلاده سحب وحدتها ومروحياتها المنتشرة في جنوب السودان في إطار بعثة حفظ السلام الدولية قريباً، احتجاجا على تزايد الهجمات ضد عناصرها.
وقال الوزير الروسي فى تصريح أمس ” للأسف، نحن لسنا راضين عن الظروف الأمنية في الآونة الأخيرة في هذه المنطقة”، مشيراً إلى أن الهجمات تعددت وأن المروحيات الروسية تعرضت لإطلاق نار.
ولفت غاتيلوف إلى أن بلاده تنشر العديد من المروحيات ونحو 120 روسياً، بينهم طيارون، في هذه المنطقة في إطار مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان، موضحاً أن روسيا خاطبت الأمم المتحدة وسلطات جنوب السودان لمطالبتها بضمان أمن العاملين الروس في هذه المنطقة، لكن الوضع لم يتحسن، بحسب غاتيلوف.
وكانت السلطات الجنوبية أوقفت طائرة آن – 32 التابعة لشركة النيل الابيض للبترول السودانية التي تستثمر الحقول النفطية بولايتي جونقلي واعالي النيل بجنوب السودان، بمدينة سرجاس في ولاية الحدة واعتقال افراد طاقهما اللذين من بينهم طيار روسي وذلك في 28 ديسمبر الماضي.
وكانت حكومة الجنوب حينها اتهمت الخرطوم بإرسال الطائرة لتهريب بترول الجنوب إلى الشمال. وهو ما نفته الخرطوم وقالت ان لا صلة لها بهذه الطائرة.
وأكدت مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة تفكير روسيا في سحب طائراتها الهليكوبتر العسكرية من قوة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في جنوب السودان بعد قلقها من هجمات تعرض لها جنود روس هناك.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة الدعم الميداني سوزانا مالكورا في مقابلة مع رويترز “يذهب حدسي الى أن روسيا تفكر في هذا الوقت جديا فيما اذا كانت ستبقى في جنوب السودان أم ستغادره.”وقالت مالكورا انه كان لروسيا حتى وقت قريب ثماني طائرات هليكوبتر تستخدمها البعثة الدولية.
وأضافت أنه بعد تعرض طائرات هليكوبتر روسية للهجوم من قوات أمن بجنوب السودان الخريف الماضي قررت روسيا في ديسمبر سحب أربعة منها ويبدو أنها تفكر الان في سحب الاربعة المتبقية عقب سوء الأوضاع الأمنية بالجنوب .
إلى ذلك رحبت الخرطوم بزيارة مرتقبة لنائب وزير خارجية روسيا زيارة إلى السودان في مطلع الأسبوع الأول من فبراير المقبل مؤكدة حاجة البلدين لتمتين العلاقات الثنائية ودخولها إلى آفاق أرحب.
وتم الاعلان عن الزيارة بعد اجتماع لوزير الخارجية مع السفير الروسي في الخرطوم إنفاربيك فاسليانوف الذي ناقش العلاقات الثنائية بين البلدين وتناول مع الوزير نتائج اجتماع لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة الذي عقد في الفاشر يوم الاحد الماضي ومثل فيه بلاده.
ودعا السفير المجتمع الدولي لمزيد من الضغوط على الحركات المسلحة الرافضة لوثيقة الدوحة لكي تلحق بركب السلام في دارفور كما طالب بايفاء المجتمع الدولي بالتزاماته حيال تنمية المنطقة واحلال السلام بها.