الميرغنى : الأصوات الساعية إلى التخوين لن تشوش علينا
الخرطوم 2 يناير 2011 — وقعت احتكاكات محدودة بين مؤيدين ورافضين لمشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي في أول حكومة سودانية بعد انفصال الجنوب والتي مازالت تواجه رفض تيار كبير من قواعد الحزب يقابله إصرار زعيمه محمد عثمان الميرغني المضي قدما فيها.
وقاطع المعارضون كلمة القيادي في الحزب عثمان عمر الشريف الذى شغل حاليا منصب وزير التجارة فى حكومة الرئيس عمر البشير في احتفال نظمه الحزب بمناسبة ذكرى الاستقلال وهتف العشرات فى وجهه مرددين ” لا وفاق مع النفاق” سرعان ما انقلب الامر الى مواجهات نجحت تدخلات لآخرين فى فضها
وكان الميرغني اعتذر عن إلقاء خطاب حزبه في ذكرى الاستقلال وابلغ مقربون منه “سودان تربيون” معاناته من وعكة صحية حالت دون حضوره موقع الاحتفال وتوقعوا مغادرته إلى خارج السودان خلال الأيام المقبلة فيما ناب نجله جعفر عنه فى إلقاء الخطاب السنوي الراتب..
وأكد الميرغني ان الأصوات العالية المجلجلة الساعية إلى التخوين لن تشوش على حزبه معتبرا الاتفاق المشترك مع المؤتمر الوطني بداية لتأسيس الوفاق وتعزيزا للتحول الديمقراطي وإنقاذ للبلاد من الأحادية ونقلها من المرحلة المحزنة من التشقق والتصدع الى التوحد والاتحاد.
حذر الميرغني من التطرف الديني والسياسي والعنصري وامتدح الدور الذي لعبته الصوفية والأحزاب السياسية والنقابات الوطنية في صهر التعدد ألاثني و الثقافي والعرقي في البلاد في بوتقة قومية جامعة وقدرتها علي تحقيق القاسم المشترك في الوحدة.
ولفت إلى تعرض هذه المكونات الجامعة لحملات تخريب منظمة أضرت بالكثير من قيمها مما أدى إلى ضعف في ادوار الكثير منها وتمهيد الطريق لظهور التطرف الديني والسياسي والعنصري وكل ما يتنافى مع الدين والأخلاق.
وذلك في اشارة من إلى ظهور جماعات دينية متشددة منها من يقول انه يدعو لسيرة السلف الصالح ويطرح قيام مجتمع متطرف ورافض للتعايش الديني والتسامح الاجتماعي.
وأضاف الميرغني حسب نجله ” نبهنا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي لتلك الظواهر التي أطلت بوجهها المقيت علي واقعنا السوداني ” مجددا تحذيره من خطرها علي الدين والمجتمع مطالب بتعاون الجميع لاجتثاثها فضلا عن تطهير المجتمع من شرورها.
وطالب الميرغني الشباب بعدم الانسياق وراء الدعوات التخريبية للقيم والتراث مجددا رفضه للحرب التي قال بأنها تستنزف مقدرات البلاد وتهدر أرواح العباد مؤكدا سعيهم لطرق كل الأبواب التي تفتح علي اهل البلد رحمات السلام بالإضافة إلي مواصلتهم لإيقاف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وإعادة العلاقة مع الجنوب لوضعها الطبيعي والتاريخي.
وطالب كل مسؤول وسياسي في الوطن للاحتكام الي الحوار البناء الذي اعتبره يصب في مصلحة دولة المواطنة والمؤسسات وبالإضافة إلى البعد عن الظلم والطغيان باسم الدين والعرق وتقليص مساحات الحرية والديمقراطية.
ودعا الميرغني إلى إفساح المجالات للرأي والرأي الأخر مضيفا” إننا علي ثقة انه لا يخشى الرأي الأخر الا صاحب الرأي الناقص والمنطق العاجز “مطالب جماهير حزبه بالالتفات إلى واقعها التنظيمي ونبذ التنازع المؤدي إلى الفشل مطالبهم باليقظة والانتباه لما يروجه دعاة الفتنة والمغرضون لتفويت الفرصة .