وزير الدفاع السودانى : محادثة هاتفية مكنت من قصف خليل بالطيران الحربى
الخرطوم 28 ديسمبر 2011 – كشف مسؤولون سودانيون في جلسة مغلقة للبرلمان السوداني أول أمس ان الطيران الحربي هو الذي نفذ عملية اغتيال رئيس العدل والمساواة وان محادثة هاتفية مكنت من رصد موقعه.
وتجئ هذه التسريبات التي كشف عنها صحفيون تواجدوا في مبنى البرلمان في يوم الاثنين الماضي متناقضة مع التصريحات التي ادلي بها الناطق العسكري للقوات المسلحة والتي قال فيها ان خليل ابراهيم تم قتله في معارك دارت في شمال كردفان.
كشف وزير الدفاع السودانى الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين في شهادة له امام اللجنة الامنية في المجلس الوطني، ان محادثة هاتفية مكنت من رصد زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم وقصفه بالطيران الحربي. بينما أكد مدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا ان طائرات الجيش قصفت موكب خليل من ارتفاع 120 ـ 150 كلم و أضاف إن ذلك “يؤكد تطور قدرات الطيران الحربي، ووجه البرلمان وزارة العدل بوضع مسودة لقانون مكافحة التجسس”.
وابلغ وزير الدفاع النواب بأن عملية اغتيال خليل كانت نتاج عمل استخباراتي كبير بدأ برصد خليل منذ خروجه من ليبيا واكد تدمير ثلث معداته في وادي هور بشمال دارفور واعتبر مقتل زعيم حركة العدل والمساواة بمثابة “قطع رأس التمرد”.
وذكر ان الحركة اصبحت حاليا مجموعات اذ ان الجيش تمكن من تدمير 45% من سياراتها المسلحة التي تبلغ 200 سيارة، مؤكدا ان ما تبقى منها مرصود تماما وافاد بوجود قوات من العدل والمساواة في طريقها للانضمام الى قوات عبدالعزيز الحلو قرب منطقة الابيض في جنوب كردفان، متعهدا بتدميرها والقضاء عليها.
وكانت العدل والمساواة قد كذبت التصريحات التي أدلي بها الناطق العسكري الصوارمي خالد وقالت ان زعيمها الذي كان متواجدا بعيدا عن ارض المعارك في شمال كردفان اغتيل عن طريق قذائف أطلقت من طائرة حربية في حوالي الساعة الثالثة صباحا. وشكك المتمردون في ضلوع جهات أجنبية تتوفر لديها طائرات مزودة بأجهزة الرؤية الليلية وتمتلك صواريخ موجهة بالأقمار الصناعية.
إلا أن رئيس الأمن السوداني قال ان العملية قامت بها طائرات سودانية.
ومن جانب أخر، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني في تصريح ان الموقف العسكري بمناطق العمليات عقب مقتل رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم، “تحت سيطرة الجيش تماما”.
وأشار العقيد الصوارمي خالد سعد إلى ان الجيش يقوم حاليا ” بعمليات تمشيط دقيقة للقضاء على الفلول المتبقية التى هربت للصحراء وخلفت وراءها كميات كبيرة من العتاد الحربي وتريد الدخول الى دولة جنوب السودان بشتى السبل، الا أن الجيش تمكن من قطع كافة الطرق إمامها ولا سبيل لها للوصول”.
واضاف ان “الجيش على علم تام بكل تفاصيل تحركاتهم ويطارد فلولهم وسيتم القضاء عليهم قريبا”.
وكان وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسينفي حديثه امام البرلمان اتهم الحركة الشعبية بالتخطيط لشن حرب على السودان من عدة محاور على رأسها النيل الازرق وراجا وجنوب دارفور وكاودا، وقال ان مخططا أجنبياً اسرائيليا، عبر اذرع عسكرية تتمثل في الحركات واذرع سياسية تتبدى في تحالف أحزاب جوبا.
واشارت وزير الدفاع الى وجود قوات يوغندية على حدود السودان مع افريقيا الوسطى بحجة محاربة جيش الرب، وقال انها تشارك في الهجوم الموجه ضد البلاد، وحذر من ان البلاد ستواجه في العام 2012 بمخاطر اقتصادية واستراتيجية يمكن ان تحرك في آن واحد لزعزعة الامن، مؤكدا ان كل تلك التحركات تحت الرصد والسيطرة، واضاف ان القوات المسلحة منتشرة في كل مواقع الاختراقات وجاهزة للتصدى لأي عدوان .