السيسي يصل الخرطوم ويتعهد مع الحكومة بتطبيق اتفاقية سلام دارفور
الخرطوم 23 أكتوبر 2011 — وسط استقبالات حاشدة وصل زعيم حركة التحرير والعدالة التجانى السيسى الى الخرطوم أمس برفقة مسؤولين قطريين رفيعي المستوى تقدمهم وزير الدولة للشؤون الخارجية احمد بن عبدالله ، واحتشد المئات من مؤيدي الحركة في استاد الناشئين بحي “الانقاذ” جنوب الخرطوم مظهرين تأييدهم للاتفاق.
ووقعت حركة التحرير والعدالة على اتفاقية سلام مع الحكومة السودانية في يوم 14 يوليو الماضي بعد مفاوضات استضافتها دولة قطر وتحت إشراف المبعوث المشترك جبريل باسولي دامت أكثر من عام. وكانت حركة العدل والمساواة هي أول من شارك في المنبر إلا أنها رفضت التوقيع على وثيقة الدوحة للسلام مطالبة بفتحها للتفاوض.
وقال السيسي في تصريحات بمطار الخرطوم، إن الاتفاق الذي وجد دعماً محلياً وإقليمياً ودولياً يؤسس لمرحلة جديدة في مسار عملية السلام الشامل بالإقليم. وأعرب عن رضا الحركة عن الاتفاق لأنه يعكس تطلعات أهل دارفور.
لدى مخاطبته الاحتفال الذي نظم على شرف عودته جدد السيسى دعوته للحركات الدارفورية الانضمام لوثيقة الدوحة مؤكدا التزام التحرير والعدالة بتنفيذ بنودها من على ارض دارفور رفضا للحرب مؤكداً أن أولوياتهم تتمثل في عودة النازحين الى قراهم ورتق النسيج الاجتماعي لأهل دارفور الذي مزقته الحرب.
وأكد السيسي ، الذي عين رئيسا لسلطة دارفور الإقليمية، نيته مواجهة كل العراقيل التي ستواجه تنفيذ الاتفاقية رغم صعوبتها وشدد على حتمية محاربة القبلية التي استشرت بعنف داعيا لتحكيم صوت العقل واستيعاب الدرس في العمل على إنهاء نزاع تعود جذوره إلى فترة طويلة في الماضي.
وأعلن السيسي تمسكه بوحدة السودان شعبا وأرضا ودعا إلى إنهاء الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وإعادة هيكلة الدولة اتخذا تدابير اقتصادية لوقف التدهور الذي تعاني منه البلاد.
وتنص الاتفاقية على إقامة محاكم خاصة لمرتكبي جرائم الحرب في دارفور ودفع تعويضات لضحايا النزاع كما تضمنت قسما خاصا بالحريات وحقوق الإنسان. وعين رئيس الجمهورية بجانب السيسي نائبا لرئيس الجمهورية من دارفور انفاذا للاتفاق وينتظر أن تقام ولايتين جديدتين في شرق ووسط دارفور ويصبح عددها خمسة ولايات.
وكان جبريل إبراهيم القيادي بحركة العدل والمساواة هدد مؤخرا بشن حرب على النظام والتنسيق مع الحركات الأخرى في دارفور وخارجها بالعمل على إسقاط النظام. وتتهم الحكومة الحركة بعدم الرغبة في انهاء الحرب في الاقليم وتقول ان لها أجندة سياسية أخرى. إلا ان قيادات العدل والمساواة توكد أنها ترغب في سلام يحقق مطالب اهل دارفور.
وفي كلمة ألقاها في احتفال الاستقبال أعلن مساعد الرئيس السوداني نافع على نافع عزم الحكومة الشروع فورا في تنفيذ اتفاقية الدوحة لسلام دارفور والتعاون في ذلك مع شريكهم السياسي التحرير والعدالة كما اثنا على ما اسماه الموقف الوطني لحركة العدالة ورفضها كل محاولات التربص لإيقاف التفاوض فى الدوحة منوها لتمتعها بإرادة قوية .
وأكد وزير الدولة برئاسة الجمهورية د. أمين حسن عمر، رئيس وفد حكومة السودان لمفاوضات سلام دارفور بالدوحة أن الحكومة ماضية في إنفاذ الاتفاق سعياً لتحقيق السلام الشامل لأهل دارفور وطياً لهذه القضية. وتجدر الاشارة إلى ان الوزير قد كلف برئاسة مكتب متابعة تنفيذ الاتفاقية في الخرطوم.
وفي تصريح له عشية وصول السيسي والوزير احمد بن عبدالله المحمود قال أمين حسن عمر ان قطر ارادت من خلال مجئ الوزير “ان ترسل رسالة (تؤكد فيها) ان دورها لم ينته بتوقيع الاتفاقية وانما هى شريك كامل وشريك مهم فى إرساء عملية السلام على الأرض”.
وتضمنت الكلمات التي ألقيت من نافع والسيسي الاشارة إلى الدور القطري في عملية السلام. وامتدح نافع الوساطة القطرية التى قال انها صبرت كثيرا على السلام الى ان حانت اللحظة التي طال انتظارها فيما أشاد السيسي بالدور القطري في إنجاح مفاوضات الدوحة التي استمرت لأكثر من عام.
ومن جانبه قال أحمد بن عبدالله ال محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة بمجلس الوزراء القطري أن دور قطر لن يتوقف عند محطة توقيع الاتفاقية لكنها ستسهم بشكل مباشر في دعم مشاريع التنمية وإعادة الأعمار بدارفور والمساعدة فى عودة النازحين إلى قراهم .
وينتظر ان يتوجه السيسي إلى دارفور في خلال اليومين القادمين للشروع في إرساء أجهزة السلطة ولقاء أهل دارفور في لقاءات جماهيرية تعقد هناك بعد أدائه للقسم امام رئيس الجمهورية اليوم إيذانا بتولي منصبه رئيسا للسلطة الانتقالية في إقليم دارفور.