Saturday , 20 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الصين تمهد الطريق لعودة القطن إلى مشروع الجزيرة في أواسط السودان

الخرطوم 25 أغسطس 2016 ـ مهدت الصين الطريق تماما لعودة محصول القطن إلى مشروع الجزيرة في أواسط السودان بعزمها زراعة 450 ألف فدان من المحصول النقدي ضمن استثمارات صينية تستهدف زراعة مليون فدان بالقطن في البلاد.

قناة ري في مشروع الجزيرة بأواسط السودان
قناة ري في مشروع الجزيرة بأواسط السودان
وتراجعت مساحات القطن في مشروع الجزيرة، أحد أكبر المشاريع المروية في العالم تحت إدارة واحدة “2.2 مليون فدان”، إلى أقل من 50 ألف فدان بعد مجيئ نظام “الإنقاذ” في 1989، عندما تم إحلال القمح بدلا عن القطن الذي كان يزرع في مساحات تصل أحيانا إلى 600 ألف فدان.

وهو ما أدى لخروج 12 محلجا للقطن منتشرة في مناطق مارنجان والحصاحيصا والباقير في ولاية الجزيرة من دائرة الإنتاج لشح المنتج من القطن وبعد سنوات من الإهمال وسوء الإدارة.

وأقر محافظ مشروع الجزيرة عثمان سمساعة أن عدم تدفق التمويل في الوقت المناسب وعدم قناعة المزارعين أدت إلى تراجع مساحات زراعة محصول القطن بمشروع الجزيرة.

وأكد لوكالة السودان للأنباء، الخميس، أن مشروع الجزيرة مؤهل ومستعد لزراعة مساحة 450 ألف فدان بالقطن ضمن مشروع تموله وتنفذه الصين باسم “حديقة النسيج” التي تستهدف زراعة مليون فدان قطن موزعة على ولايات السودان المختلفة.

ويبدو أن صادر القطن السوداني في حالة نجاح الخطط التوسعية في زراعة المحصول، ستتجه إلى الصين، بعد أن كانت وجهتها في السابق إلى مصانع “لانكشير” في بريطانيا.

وقطع سمساعة بأنه من الممكن تحقيق إنتاجية تصل إلى 8 قناطير للفدان إذا تم تأهيل منظومة الري والصرف وتسوية الأراضي وتوفير التمويل اللازم للعمليات الزراعية وإعلان الأسعار التشجيعية في الوقت المناسب.

وتشير “سودان تربيون” إلى أن الصين بدأت منذ سنوات زراعة القطن في مشروع الجزيرة في مساحات تجريبية، كما شيدت محلجا حديثا للقطن ومصنعا للنسيج في “مارنجان”، 6 كلم جنوبي مدينة “ود مدني”، عاصمة ولاية الجزيرة.

وكانت المنطقة مزدهرة في ظل وجود 5 محالج للقطن 4 منها شيدت منذ تأسيس مشروع الجزيرة في عشرينيات القرن الماضي على يد الاستعمار الإنجليزي، إلى جانب عمل 3 مصانع ضخمة للغزل والنسيج، تم تفكيكها وبيعها جميعا كخردة.

وقال المدير العام لهيئة البحوث الزراعية البروفيسور الصادق سليمان أن السودان مؤهل لتأمين إحتياجات العالم من القطن، مؤكدا إكتمال معالجة مشاكل القطن طويل التيلة كافة.

وأشار سليمان في حديث لوكالة السودان للأنباء إلى أن خبرات المنتجين التراكمية جعلت القطن يمثل محصول السودان الأول من حيث الإنتاجية والتي وصلت إلى 12 قنطارا للفدان بمشروع الجزيرة ما يطمئن بتحقيق أهداف الدولة لزراعة مليون فدان بالمحصول منها 450 ألف فدان بمشروع الجزيرة.

وكشف مدير هيئة البحوث الزراعية عن استنباط جملة من عينات القطن فائق الطول والنعومة تستوعب احتياجات السوق العالمية.

ومكنت خبرات السودان السابقة في انتاج القطن من اكتشاف عينات مميزة من القطن الطويل التيلة حجزت للبلاد مكانة مرموقة في سوق القطن العالمي، مثل العينتان “بركات وشمبات”.

من جانبه أبلغ وزير الزراعة والغابات السوداني إبراهيم الدخيري المجلس التشريعي لولاية الجزيرة ونواب الولاية بالبرلمان الاتحادي، يوم الخميس، بجملة اتفاقات مع شركات صينية تستهدف التنمية الزراعية ضمن البرنامج الاقتصادي الخماسي للسودان.

وأكد الدخيري أن وزارته ستعمل علي التوسع في المحاصيل الاستراتيجية النقدية وفي مقدمتها القطن مشيداً بتجربة الجزيرة الثرة في زراعة هذا المحصول.

وأشار لمبادرة الرئيس الصيني للاستثمارات الصينية في أفريقيا حيث استهدف زراعة مليون فدان قطن بالسودان، منها زارعة 450 ألف فدان بالقطن بولاية الجزيرة ضمن 24 مشروعاً تم التوقيع عليها.

وكان رئيس المجلس التشريعي لولاية الجزيرة جلال من الله جبريل، قد أعلن توقيع مذكرة تفاهم بين السودان والصين، تزرع بموجبها عدد من الشركات الصينية مليون فدان بالقطن منها 450 ألف فدان في مشروع الجزيرة بتمويل كامل من الجانب الصيني.

وظل مشروع الجزيرة منذ ثمانين عاما المصدر الوحيد لتوفير العملات الصعبة لخزانة الدولة عبر زراعة القطن، لكن مع تقلص مساحاته فقد السودان أسواقه العالمية لتصدير المحصول.

يشار إلى أن تردي المشروع صاحبه انهيار في كثير من المرافق الحيوية بولاية الجزيرة، التي يقطنها نحو 3,7 مليون نسمة، خاصة فيما يلي الصناعات التحويلية والحركة التجارية.

وأدت عمليات اعادة الهيكلة في مشروع الجزيرة وتصفية بنياته التحتية “الهندسة الزراعية، السكة حديد، المحالج والورش” إلى تشريد ألاف العاملين، بعد تطبيق قانون مشروع الجزيرة 2005.

Leave a Reply

Your email address will not be published.