Thursday , 28 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الترابي يدعو البشير للاعتذار عن جرائم دارفور

الخرطوم 23 اكتوبر 2011 — جدد الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان حسن الترابى دعوته للرئيس عمر البشير تقديم اعتذار علني للشعب السوداني جراء ما اقترفته حكومته في حرب دارفور، واتقاء مصير حكام مجاورين للسودان قال انهم طغوا وتجبروا على شعوبهم.

Islamist_opposition_leader_Hassan_al-Turabi.jpg

وتوقع الترابى وهو زعيم اسلامي معروف فى تصريح لـ”سودان تربيون” أن يصفح السودانيين عن الرئيس لتميزهم بالأخلاق العالية التي تصفح وتسامح ، غير ان الترابي اكد على ان الاعتذار لا يضمن للبشير إنهاء ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية.

ويواجه الرئيس السوداني مطالبة المحكمة الدولية الجنائية بالقبض عليه جراء مسؤولية في جرائم الحرب التي اقترفت في دارفور خلال سنوات التمرد الأولي والتي تقدر وكالات الامم المتحدة عدد ضحاياها من بحوالي 350 ألف مواطن. وترفض الحكومة هذا الرقم وتقول ان عدد الضحايا لا يتجاوز عشرة آلاف مواطن.

وعزا الترابي تعاطف بعض القادة الأفارقة مع البشير وعدم توقيفه رغم مصادقة تلك العواصم على ميثاق روما لافتقار الرؤساء الأفارقة الى معايير الديمقراطية والعدالة وقال “الآن كل واحد فيهم يخشى غلى نفسه” منوها إلى تمتع الكبار بحصانات فى كل البلدات الافريقية لانهم يطأون القانون بأرجلهم بينما لا تعترف المحكمة الجنائية الدولية باى حصانة حتى لرؤساء الدول.

ونقلت تقارير صحفية نشرت فى الخرطوم السبت عن الترابى قوله انه ابلغ القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية فى الخرطوم ميرى بيتش رفضه التدخل الأمريكي فى الشأن الداخلي ودعوته واشنطن ترك الشعب السوداني يقرر مصيره ، واصفا اتهامات الحزب الحاكم فى السودان لقوى المعارضة بتلقي أموال خارجية لإسقاط النظام الحاكم بأنه “سذاجة” قائلا ان الحكومة هي من تبحث الان عن الأموال فى الخارج بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية.

ونفى الترابى لسودان تربيون وقوف حزبه او قوى المعارضة خلف الاحتجاجات المطلبية التي ظهرت فى عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم بعد ارتفاع الاسعار وتفاقم الضائقة المعيشية وعد اتهامات الحزب الحاكم لأحزاب التحالف بتأجيجها محاولة لصرف النظر وقال “النظام يخادع نفسه”

واكد ان الأحزاب لم تسع لتحريك الشارع لكن الناس محاطين بظلامات كثيرة يفاقمها انقطاع المياه والكهرباء والغلاء الفاحش، ونصح الترابي نظام البشير بالوعي إلى مظالم الناس وتحاشى الثورة التي ستكون مدمرة وفق قوله حال تصدرتها قضايا الجوع والعوز ومضى يقول بان الأزمة الاقتصادية الحالية المرتبطة بطغيان سياسي تمهد لخطورة بالغة على الاوضاع فى السودان واردف ” لو كانت هناك معارضات سياسية ومقاوماات وثورة لكان الأمر عاديا، لكن عندما يدخل فيها العامل الاقتصادي تصبح خطرة جدا”.

وأضاف ان “إحساس الناس بالطبقية والفارق ، يجعلهم يحطموا ويدمروا كما يفعلوا الان فى أوروبا ” .

ونبه الترابى إلى الأحداث التي صحبت مقتل زعيم الحركة الشعبية جون قرنق حين ثار الناس فى الخرطوم واندس وسطهم الناقمين الذين نهبوا وفعلوا مافعلوا وعاثوا خرابا شديدا واشار الترابى الى ان النظام لايعى بحجم الخراب القادم وزاد بقوله “القليل الذى بنى سيتدمر”.

وانتقد الترابى بشدة اعلان الحكومة نيتها زيادة ولايات دارفور قائلا ان الخطوة تزيد من تكاليف الانفاق العام متسائلا من اين سياتوا بالمال ؟ واشار الى ان الطريق الوحيد سيكون فرض ضرائب بما يعنى إغضاب الشعب لان السلع ستزيد ويقفز التضخم مرات ومرات .

وابدى الزعيم الاسلامى خشيته من رفع مناطق اخرى فى السودان راية تقرير المصير اسوة بما فعل الجنوب ، واتهم نظام البشير باقتطاع ذلك الجزء قائلا ان ما جرى يعتبر “فضيحة” وسيكون اخطر ما ينسب لنظام إسلامي وأضاف “بتنا نخشى تمزق البلد كلها “.

وكشف الترابى طبقا لتقارير نشرت فى الخرطوم عن إبلاغه القائمة بالإعمال الأمريكية في الخرطوم ميري بييتش التي التقاها الخميس رفض الأحزاب أي مساعدات خارجية في مواجهة النظام. وأشار إلى أنه أبلغها بأهمية أن يترك الشعب ليقرر مصيره، وأضاف الترابي “قلت لها اتركوا الشعب يقرر مصيره ولا تقدموا أي مساعدات.. وإذا لم نستطع تقرير مصيرنا فهو خطأنا نحن”.

ونقل الترابي عن المسؤولة الأمريكية نفيها القاطع رغبة واشنطن في تأجيج الصراع بكل من النيل الأزرق وجبال النوبة لدفع الإقليمين صوب الانفصال.

وقال بتأكيدها حرص الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مساعدة السودان واهتمامه الكامل بما يجري فيه من تطورات من خلال تقارير دورية يتلقاها من المسؤولين المكلفين بمتابعة الأوضاع في السودان بانتظام.

وأشار الترابي لتناول اللقاء أيضا استمرار إبقاء السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب، وان القائمة بالأعمال أكدت السعي لمعالجة الوضع.

ووجه الترابي انتقادات عنيفة لتصريحات نافذين في المؤتمر الوطني اتهموه بعدم ممانعة التحالف مع الشيطان لإسقاط النظام، فيما سعى آخرون لتلطيخ صورة المعارضة ودمغها بالبحث عن تمويل خارجي للإطاحة بالحكومة وقال “هي سذاجة أن يتحدثوا عن تمويل المعارضة من الخارج. هم أنفسهم استعانوا بالخارج.. وإذا ضعف الأشخاص المعونات تأتي من الخارج.. الآن يبحثون عن الأموال ونحن نعرف الذين ذهبوا إليهم”.

واستدرك الترابي بالقول “بهذا المنطق ينبغي أن ندين ثوار ليبيا.. ونشجب ما تفعله معارضات سوريا واليمن”، ومضى يقول بأن القرآن نفسه تحدث عن حزب “الشيطان” لكنه لم يقل “اطردوهم من البلد” “وامنعوهم من التسجيل” أو أغلقوا صحيفتهم، ولم يقل أيضا اسجنوا قياداتهم، لكنه قال لا “توادوهم” أو تنضموا إليهم.

وأردف “نحن لم ننضم بالطبع”، ونوّه الترابي إلى أن الرسول عليه السلام تحالف مع اليهود في المدينة وهم كانوا أشد الناس عداء للذين آمنوا، مشيرا إلى أن حزبه تواثق مع القوى الأخرى على مبادئ الحريات والديمقراطية وأشياء كثيرة أخرى، وأردف قائلا “إذا وقعت خلافات بيننا يفصل فيها الشعب ويبدل خياره إلى من يريد”.

Leave a Reply

Your email address will not be published.