السودان يبقى على اللائحة السوداء ومساعد البشير يهاجم امريكا
الخرطوم 21 أغسطس 2011 — أعادت الولايات المتحدة الأميركية وضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب إلى جانب كل من سوريا وايران وكوبا، على الرغم من الاعتراف بالجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة السودانية في المكافحة. وعلى الرغم من أن القرار افتقر لعنصر المفاجأة إلا أنه قوبل في الأوساط السودانية بالشجب والتنديد ووصفت الحكومة السودانية القرار الاميركي بأنه “غير مفاجئ”.
وقال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع في مؤتمر صحافي الجمعه فور عودته من القاهرة “لا نبالي بإبقائنا على لائحة اميركا للدول التي تزعم انها راعية للارهاب، و تجديد وصم بلادنا بالإرهاب امر متوقع من اميركا”.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية التي تفرض ايضا عقوبات اقتصادية على الخرطوم قد وعدت السودان برفع اسمه من قائمة الدول المساندة للإرهاب في حالة اكمال تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بما فيها اجراء الاستفتاء واعلان استقلال جنوب السودان وحل مشكلة دارفور. إلا أن الإدارة عادت وهددت بعدم رفعها بعد اجتياح الجيش السوداني لمنطقة ابيي في مايو الماضي.
وانتقد اتهامات واشنطن لبلاده بارتكاب جرائم ضد الانسانية في ولاية جنوب كردفان، وقال “اميركا غير مؤهلة اخلاقيا للحديث عن حقوق الانسان بسبب الفظائع التى ارتكبتها فى سجن غوانتنامو وسجونها السرية في اوروبا وتغطيتها على جرائم الكيان الصهيونى بحق الفلسطينيين”. وأوضح نافع أن الحكومة السودانية تتعامل مع حقوق الإنسان كعقيدة.
ويطيح القرار بآمال الخرطوم في الخروج من القائمة حيث كانت تعتقد أنها قاب قوسين أو أدنى من الهدف الذي عززته وعود الولايات المتحدة حال الإيفاء ببنود اتفاقية السلام الشامل التي أدت إلى انفصال الجنوب.
وحمل تقرير للكونجرس حول الإرهاب نشر على موقع الخارجية الأميركية أمس الأول جملة أسباب لإبقاء السودان في القائمة من بينها إصرار الخرطوم على استقبال قيادات من حركة حماس الفلسطينية ووجود شخصيات في السودان ذات علاقة بتنظيم القاعدة وأخرى شاركت في العمليات الجهادية بالعراق. وشكك في علاقة ما بين السودان وجيش الرب للمقاومة في أوغندا المصنف كإحدى المنظمات الإرهابية.
وأشار التقرير إلى خطوات اتخذتها الحكومة السودانية للحد من نشاطات الجماعات الإرهابية الأجنبية داخل السودان حدة من إمكانية اتخاذ مقاتلين أجانب السودان كقاعدة لوجستية ونقطة عبور للمتطرفين الراغبين في الذهاب إلى العراق.
وبموجب القرار يواجه السودان الذي يعاني صعوبات اقتصادية مزيدا من العقوبات الصعبة في هذا المجال من ضمنها فرض حظر على صادرات ومبيعات الأسلحة وقيود مالية وحظر على المساعدات الاقتصادية.
وكانت الولايات المتحدة جددت تصنيف السودان على انه احد الدول التى تدعم الارهاب في العالم في احدث تقرير للكونغرس الاميركي صدر في الثامن عشر من اغسطس الجاري ونشر على موقع وزارة الخارجية الاميركية.
وكشف التقرير عن أن مسؤولين سودانيين ينظرون الى استمرار التعاون مع الولايات المتحدة في هذا الجانب بأنه مهم وبه الكثير من الفوائد مثل التدريب وتقاسم المعلومات.
ويقود تصنيف دولة ما بأنها تدعم الارهاب الى فرض مجموعة واسعة من العقوبات، والتي تشمل فرض حظر على صادرات ومبيعات الأسلحة ذات الصلة ووضع ضوابط على صادرات المواد ذات الاستخدام المزدوج وفرض حظر على المساعدات الاقتصادية وفرض مجموعة متنوعة من القيود المالية وغيرها.