Friday , 26 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الرئيس السودانى يعيد التحذير لأعضاء حزبه : (الاعتكاف و السلبية و التمسك بالرأى) تفلت يوجب الابعاد

الخرطوم 7 يونيو 2011 –
اعتبر الرئيس السودانى ، عمر البشير المواقف السلبية او (الاعتكاف) و تمترس بعض القيادات فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان خلف ارائهم ازاء قضايا بعينها تواجه الحزب و الدولة نوعا من التفلت الذى عناه فى خطابه امام اجتماعات مجلس شورى الحزب الاسبوع الماضى .

_-185.jpg
وكان الرئيس البشير قد هدد فى خطابه في ختام أعمال مجلس الشورى بأقصاء أي عضو من المؤتمر الوطني يتفلت عن قرارت و مواقف وخط الحزب، وقال: لن نتردد في إبعاد كل من يتفلت ويرفض القرارات الصادرة من مؤسسة الحزب وقال (البيتفلت حنبعدو مننا طوالي ما عايزين عضو بيتفلت) .

و لفتت تقارير صحفية فى الخرطوم خلال الايام الماضية الى غياب نائب الرئيس السودانى ، على عثمان محمد طه عن ابداء رأيه فى كثير من القضايا الساخنة التى تشهدها الساحة السودانية فى الفترة الاخيرة ، و عزت التقارير صمت طه فى قضايا اساسية تدخل فى نطاق الملفات التى يديرها و على رأسها ملف تنفيذ اتفاقية السلام الى احتمال (حالة زهج) اعترت الرجل نتيجة للتعاطى السلبى برأيه من قبل حزبه مع تلك القضايا .

و اعتكف طه اكثر من مرة منذ توقيعه اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى جنوب السودان فى العام 2005 فى كل من تركيا و المملكة السعودية تحت غطاء تمضيته اجازة مع اسرته فى الخارج سوى ان التقارير الصحافية فى الخرطوم كانت تشير الى خلافات فى الرؤى بينه و بين قيادات حزبه حول كثير من القضايا الرئيسية التى ظلت تواجه الحزب و الدولة و كان اشهرها قضية نشر قوات دولية لحفظ السلام فى اقليم دارفور المضطرب قبل اربعة اعوام .

و اعتكف ايضا مستشار الرئيس السودانى للشؤون الامنية و القيادى بالحزب الحاكم ، صلاح عبد الله “قوش” و لزم الصمت منذ اقالته من مناصبه التنفيذية و الحزبية فى ابريل الماضى بسبب خلافات فى الحزب قبل ان يعود الى واجهة الاحداث امس من داخل قبة البرلمان .

ونقلت صحيفة (الأخبار ) الصادرة فى الخرطوم امس الثلاثاء عن الرئيس البشير توضيحا لمن وصفهم ب(المتفلتين) و حذرهم فى خطابه امام مجلس الشورى من مواجهة عقوبة الاقصاء فى حال واصلوا (تفلتهم) قال فيه : ( إن مظاهر الانفلات متعددة، وليست بالضرورة أن تكون موقفا معلنا) . و اضاف البشير انه شخصيا يعتبر بل هناك بعض المواقف السلبية (انفلاتا) .

وشرح الرئيس قائلا ( حين يتمسك عضو برأيه ويتمترس خلفه ويحاول أن يفرضه على الحزب أو يحاول أن يضع الحزب أمام خيارين إما الأخذ برأيه أو(الاعتكاف )، فهذا عين التفلت).

ومضى البشير قائلا إن حزب المؤتمر الوطني هو أكثر الأحزاب مؤسسية وشورية، وبه من الأجهزة ما يمكن كل عضو فيه مهما كان موقعه من الإدلاء برأيه داخل مؤسسات الحزب. واردف : إن التحذير الذي أطلقه هدفه الحقيقي ترسيخ قواعد الشورى والديمقراطية داخل الحزب واحترام الرأي الآخر وخاصة رأي الأغلبية .

و تسائل البشير ( إذا كانت مواعين الشورى واسعة والحوار داخل المؤسسات مكفولا فما الداعي للمذكرات ؟) .

و يتجه حزب المؤتمر الوطنى الحاكم الى اقرار تعديلات جوهرية فى نظامه الاساسى تعود به الى نظام الامانة العامة التى حلت مع ابعاد الترابى و انصاره قبل احد عشر عاما بسبب خلافات على النفوذ بينه و الرئيس البشير . و ارجع قياديون فى الحزب التعديلات المقترحة على النظام الاساسى الى ما اسموه (توسيع مواعين الشورى و اجراء مزيدا من الاصلاحات داخل الحزب) .

وكان رئيس مجلس شورى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ، ابوعلى مجذوب قد قال فى حوار مع صحيفة (الرأى العام) الصادرة فى الخرطوم الاحد الماضى انه يخشى على حزبه من عدم تفعيل الشورى والالتزام بها داعيا الحاكم الى (التواضع) و الاحتكام الى الشورى . و اعتبر ابو على معيار الالتزام بالشورى هو مقدرتهم على الوصول الى الرئيس البشير و الحديث اليه معبرا عن عدم رضائه من الفرص المتاحة للالتقاء بالبشير مبينا ان عدد المرات التى التقوه فيها ليست كافية لتمكينهم من مناقشته فى امر الشورى داخل الحزب .

وكانت تقارير صحافية قد راجت فى الخرطوم عن مذكرات فردية و جماعية داخل حزب المؤتمر الوطنى الحاكم تطالب بالاصلاح و محاربة الفساد داخل الحزب و الدولة . و ربطت تحليلات صحافية بين تلك المذكرات و مذكرة العشرة الشهيرة التى قادة الى انقسام الحركة الاسلامية الحاكمة فى العام 1999 و خروج عراب نظام الانقاذ الاسلامى ، حسن الترابى و عدد من مناصريه عن الحكم الى صفوف المعارضة .

Leave a Reply

Your email address will not be published.