Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

اطلاق نار لعدة ساعات و نذر حرب تخيم على جنوب كردفان السودانية

كادوقلى 6 يونيو 2011 –
عاشت ولاية جنوب كردفان امس نذر حرب وشيكة بين الجيش الشعبى والقوات النظامية وعمت المنطقة حالة من الرعب والقلق الشديدين فى اعقاب تبادل لاطلاق النيران استمر منذ السادسة مساء حتى دخول الليل .

_-181.jpg

وترافق التوتر الامنى مع انهاء لجنة مشتركة من المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية بعثتها الرئاسة السودانية لاجتماع فى مقر الحكومة بكادوقلى لبحث التهدئه فى كل من جبال النوبة والنيل الازرق .

ووقعت الاشتباكات بالقرب من منزل الوالى احمد هارون . وراجت انباء غير مؤكدة عن مصرع رئيس حزب المؤتمر الوطنى فى محلية برام بعد وقوع قذيفة على منزله القريب من منزل الوالى .

و سارع الشريكين لارسال تطمينات بالسيطرة على الوضع واكدت لجنة امن الولاية فى بيان اصدرته قى وقت متاخر من ليلة امس ان الاشتباك نتج عن حالة التوتر النفسى التى عاشتها المنطقة خلال اليومين الماضين واكدت عدم مهاجمة اى طرف للاخر وان اطلاق النار كان عشوائيا واكتملت السيطرة على الوضع.

وفى غضون ذلك عدلت القوات المسلحة عن تصريحات سابقة اطلقتها امس الاول وعادت لتتهم فى بيان رسمى امس الجيش الشعبى بالمسؤولية عن احداث منطقة “ام دورين” قائلة انها احتسبت قتيلا واحدا فيما اصيب سبعة من جنودها مشددة على احتفاظها بحق الرد .

وابلغ شهود عيان “سودان تربيون” عبر الهاتف ان اصوات طلقات الرصاص تصك اذانهم وشددوا على ان كادوقلى تعيش وضعا غاية فى الاحتقان بعد مبادرة قوات الجيش الشعبى لمهاجمة مواقع للجيش والشرطة فى كادوقلى .

واكد الشهود ان جنود الجيش الشعبى هبطوا فجاة من الجبال القريبة واستهدفوا بنيرانهم مواقع بعينها فيما سارع الجيش بالرد على القذائف والطلقات واكد الشهود تبادل الهجوم قريبا من منزل الوالى وليس بعيدا عن مقر الحكومة الذى كان يحتضن قبل الاشتباكات بدقائق اجتماعا عال المستوى بين قيادات فى الحركة والمؤتمر الوطنى لبحث الترتيبات الامنية فى جنوب كردفان والنيل الازرق .

ووصف والي جنوب كردفان احمد هارون الاشتباكات بالمحدودة والمتفرقة وانها عشوائية وان الطرفين يمتلكان الارادة والقدرة السياسية علي تجاوزها والسيطرة علي الوضع في الولاية واضاف هارون ان اتفاقا ابرم بين الشريكين علي عودة الاوضاع في الولاية الى سابق عهدها لكن المسلحين لم يبلغوا بتفاصيل الاتفاق .

و شدد الامين العام للحركة فى الشمال ، ياسر عرمان فى تصريح صحفى مساء امس على ان الحادث معزول وان الشريكين اظهرا رغبة فى انهاء الخلافات بالحوار ، واشار الى امكانية العبور خلف ما وقع من تطورات وقال ان مؤسسة الرئاسة كلفت وفدا مشتركاً من الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والقوات النظامية والاجهزة الامنية، وصل كادوقلى وعقد اجتماعاً مع قيادة الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني بجنوب كردفان كل على حدة اضافة الى اجتماع مشترك مع قادة القوات المشتركة والاجهزة الامنية والقوات المسلحة.

واعلن ان الوفد المكلف من مؤسسة الرئاسة شكل لجنة عليا من طرفي الاتفاقية بالولاية، اتفقت على مناقشة قضايا الترتيبات الامنية بجنوب كردفان والنيل الازرق تمهيداً للوصول لحل مرض للطرفين، وكشف عرمان عن اتصالات بين النائب الاول للرئيس السودانى رئيس حكومة الجنوب الفريق اول ، سلفاكير ميارديت ونائب الرئيس السودانى ، علي عثمان محمد طه لاحتواء القضية.

واضاف ان الهدف الرئيسي من زيارة الوفد يتمثل في وضع حد للتوتر وشدد على ان كافة الاطراف اكدت التزامها باتفاقية السلام في المنطقتين على ان يكون الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات في الوقت الراهن والمستقبل .

وتابع انهم استمعوا الى رؤية الطرفين في الاحداث الاخيرة ، وذكر ان رئيس الحركة الشعبية في الولاية ، الفريق ، عبد العزيز الحلو ورئيس المؤتمر الوطني ، احمد هارون اكدا تمسكهما بالسلام والحوار، واردف( لم نناقش القضايا السياسية الى حين الوصول للاستقرار الامني الشامل).

وقال عرمان ان الوفد المكلف من رئاسة الجمهورية والذي عاد امس الى الخرطوم يشعر بتفاؤل بامكانية الحل ورأى ان ذلك يحتاج لارادة وحسن نوايا خاصة وان هناك تجربة وصفها بالثرة تمخضت عن اتفاقية السلام واردف( السودان الان احوج للسلام والاستقرار).

وكشف عرمان عن اتصالات بين سلفاكير وطه لاحتواء الموقف ، واوضح انه اجرى اتصالاً مع رئيس الحركة الشعبية بشمال السودان الفريق مالك عقار ورئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفاكير ميارديت وابان انهما اكد حرصهما على السلام والاستقرار في المنطقتين، وشددا على اهمية تعزيز العلاقات بين الشمال والجنوب عبر جنوب كردفان والنيل الازرق بجانب تبادل المنافع لشعبي الشمال والجنوب، وقطع بان قيادة الحركة بالشمال على استعداد للجلوس مع قيادة المؤتمر الوطني لتعزيز السلام والتحول الديمقراطي في الشمال والحفاظ على دولة شمال السودان باعتبارها فاعلة في المنطقتين العربية والافريقية.

وقالت لجنة امن الولاية فى بيان ان حالة التوتر والشد النفسى الذى عاشته مختلف القوات خلال الفترة الماضية انتج انطلاق اعيرة نارية تجاه احد المواقع التأمينية بمدينة كادوقلى وقام الموقع بالرد الامر الذى ادى الى اطلاق نار عشوائى في مختلف انحاء المدينة .

ونوه البيان لعدم وجود ما يشير الى حدوث حالة هجوم من طرف على الآخر وان كل الاطراف من قيادات القوات المسلحة والمشتركة والجيش الشعبى والشرطة والامن تعمل تحت مظلة لجنة امن الولاية للسيطرة على اطلاق النار الامر وهو ما تحقق بشكل كبير .

الى ذلك اعلنت القوات المسلحة مقتل احد جنودها و جرح (7) اخرين في الهجوم الذي نفذته قوات الجيش الشعبي بمنطقة “ام دروين” الواقعة شرق مدينة كادوقلي امس الاول واكد بيان عن القوات المسلحة ممهور بتوقع متحدثها الرسمى العقيد الصوارمي خالد سعد ان القوات المسلحة تحتفظ بحقها الكامل في الرد في الزمان والمكان المناسبين .

وقال البيان ان قوات الجيش الشعبي هاجمت منطقة ام دورين مدعومة بقوات كبيرة واسلحة واشتبكت مع قوة تقدر بسرية مشاة من القوات المسلحة تصدت لهم ببسالة الا ان تدفق اعداد كبيرة من منتسبي الجيش الشعبي بالمنطقة دفع بالقوات المسلحة للانسحاب الي موقع اخر لاعادة تنظيمها .

وكان الصوارمى قال فى تصريحات صحفية اليوم السابق ان حادث “ام دورين” فردى ولم يتهم اى جهة بالمسؤولية .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *