وسيط اتفاقية السلام الشامل يقترح دولة مستقلة فى ابيى
نيروبى 26 مايو 2011 –
اقترح الوسيط الرئيسي لاتفاق السلام في السودان الجنرال الكيني لازاروس سومبيو، إنشاء دولة مستقلة في أبيي على غرار مملكة ليسوتو بجنوب أفريقيا، كحل للمأزق الحالي الخاص بنزاع شمال وجنوب السودان على ملكية المنطقة.
وتوسط سومبيو بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان لمدة ثلاث سنوات في بلدة نيفاشا الكينية، وهي المفاوضات التي قادت إلى توقيع اتفاق السلام في يناير 2005، وأنتجت بروتكول أبيي.
وانتقد سومبيو في مؤتمر صحافي في نيروبي، الثلاثاء الماضى ، الطرفين الموقعين على اتفاق السلام الشامل، “حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب”، على “عدم وجود الإرادة السياسية لحل القضية أبيي”.
وقال، سومبيو، إنه يلوم مؤسسة الرئاسة المكونة من الرئيس السوداني عمر البشير ونائبيه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه بوجه خاص، لعدم الاجتماع بشكل منتظم حتى عندما يكون الوضع يتطلب مناقشة مسألة أبيي.
لكن مقترح الوسيط الكيني لازاروس سومبيو قوبل برفض قبيلتي الدينكا نقوك والمسيرية، أكبر المجموعات السكانية في أبيي.
ورفض رئيس مفوضية استفتاء أبيي في جوبا شول دينق، الاقتراح، موضحاً أن أبيي لن تكون دولة قابلة للحياة نظراً لمحدودية أراضيها وقلة عدد سكانها.
ووفقاً لنتيجة التعداد السكاني في السودان عام 2008، بلغ عدد سكان أبيي 52.883 فقط. يشمل ذلك عموديات دينكا نقوك التسع، وقبيلة المسيرية فضلاً عن بقية السودانيين المقيمين بالمنطقة.
وقال دينق، وهو أيضاً عضو في “مجتمع دينكا نقوك” بأبيي، حتى لو كان جميع السكان من أبناء الدينكا نقوك وعاد جميع النازحين فإن عدد السكان سيكون غير كافٍ لتشكيل دولة مستقلة”.
من جانبه انتقد القيادي في قبيلة المسيرية مختار بابو نمر اقتراح إقامة دولة مستقلة في أبيي، قائلاً إنها ليست حلاً للأزمة الراهنة، كما اتهم كلا من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بتسييس قضية أبيي.
وقال نمر: “قبيلتا الدينكا نقوك والمسيرية بأبيي عاشتا جنباً إلى جنب في وئام منذ مئات السنين وستستمران في العيش هناك لمئات السنين المقبلة”.
وفي 2004 كانت أبيي مسؤولة عن 25٪ من إنتاج النفط في السودان، لكن بحلول عام 2009 انخفض الإنتاج إلى 9٪، فضلاً عن أن المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي قضت في ذات العام بأن حقل هجليج خارج حدود أبيي.
لكن تبقى خصوبة أراضي المنطقة ونهر كير أهم العوامل بالنسبة لرعاة قبيلة المسيرية.
وكان من المفترض أن يجري شعب أبيي استفتاءً في يناير 2011 بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان والاختيار بين أن تكون أبيي جزء من الشمال أو جنوب السودان .