واشنطن : “ابيى” اكبر مشكلة حاليا بين شمال و جنوب السودان ولا يوجد حل لدينا الان
الخرطوم – الدوحة 1 مايو 2011 –
قالت الولايات المتحدة ان النزاع بين شمال وجنوب السودان حول منطقة “ابيى” الحدودية الغنية بالنفط يمثل اكبر مشكلة حاليا بينهما وان واشنطن لا تمتلك حلا لها حتى الان .
JPEG
و استبعد مبعوث الرئيس الامريكى الى السودان ، برنستون ليمان ان يتسبب النزاع حول المنطقة فى حرب بين الشمال و الجنوب وعزا ذلك إلى أن «الطرفين خاضا حروباً طويلة في السابق… الجنوب سيهتم ببناء دولة جديدة ويسعى إلى استقطاب استثمارات، وحكومة الشمال تواجه وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب انخفاض عائدات البترول. والحرب لا تفيد الجانبين” .
وقال ليمان الذى كان يتحدث فى مؤتمر صحافى بالعاصمة القطرية الدوحة الاحد : «لا يوجد لدينا حل لأبيي حتى الآن، وأدعو المجتمع الدولي إلى تطوير أفكار لحل تلك المشكلة» .
الى ذلك دعا حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان ، الحركة الشعبية الحاكمة فى الجنوب للتخلي عن ما اسماه “عقلية الهروب” في التعامل مع منطقة “ابيي” ، بينما وصفت الحركة تضمين تبعية المنطقة الى الجنوب بالأمر الطبيعي .
وقال مسؤول ملف أبيي بالمؤتمر الوطني؛ الدرديري محمد أحمد، في برنامج “المسار”، الذي بثته قناة الشروق عشية الأحد: “إذا قللوا من المؤتمر الوطني يكونون أساءوا فهمه، لأن ما قاله الرئيس عمر البشير في هذا الأمر يعتبر توجيهات” .
وأضاف أنه من المغالطة الحديث بغير أن أبيي شمالية .
وكان الرئيس السودانى رئيس المؤتمر الوطنى قد شدد الاسبوع الماضى فى عاصمة قبيلة المسيرية المجلد ان ابيى شمالية و ان الجنوب اذا ضمها اليه فأن ذلك سيجعلهم لا يعترفون بأستقلال الاقليم المقرر فى التاسع من يوليو المقبل .
لكن حكومة الجنوب اعتبرت تصريحات الرئيس البشير بولاية جنوب كردفان الاسبوع الماضى ، تنصلاً عن تعهداته السابقة في الإعتراف بدولتهم . وقال وزير رئاسة مجلس الوزراء بالجنوب كوستا مانيبى الجمعة الماضية ، إن النص المتعلق بأبيي في الدستور سيبقى في حال تبعية أبيي للجنوب عبر الإستفتاء ، وأضاف أن نفس النص سيتم إسقاطه بعد التاسع من يوليو المقبل حال إختار مواطنو أبيي التبعية للشمال عبر الإستفتاء
ودعا الدرديري الحركة للتخلي عن عقلية الهروب التي تتعامل بها مع ملف ابيي مما وقعت عليه من اتفاقات .
وأشار الدرديري إلى أن الحركة الشعبية سبق وأن نكصت عن اتفاقات سابقة بالمنطقة ورفضت مقترحاً أميركياً يضمن لقبيلة المسيرية المشاركة في الاستفتاء بشأن أبيي .
من جهتها رفضت الحركة الشعبية الحديث عن أن أبيي منطقة تكامل ، وبررت خطوة تضمين أبيي لجنوب السودان في دستور حكومة الجنوب بعدم التزام المؤتمر الوطني بالاتفاقات المبرمة بشأن المنطقة .
وقال مسؤول استفتاء أبيي بالحركة الشعبية؛ السفير شول دينق ، إن حركته حريصة على عدم العودة إلى مربع الحرب، وأضاف أن الحركات والأحزاب الجنوبية الرافضة لتضمين أبيي في دستور الجنوب موالية للمؤتمر الوطني .
واتهم شول الثورة المهدية بتسليح القبائل العربية في مواجهة أبناء دينكا نقوك، وقال: “نحن دعاة سلم وقدمنا الكثير من التنازلات، بينها الاستغناء عن 40% من المنطقة”، وشدد على أن الحركة متمسكة بحقها في المنطقة .
و انتقد مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية ، جونى كارسون ، فى وقت سابق تهديدات الرئيس السودانى بجنوب كردفان الاسبوع الماضى بعدم الاعتراف بدولة الجنوب فى حال ضمها لأبيى المتنازع عليها مع الشمال بقرار احادى من جانبها . واتهم كارسون الرئيس البشير بانه يزيد من حدة التوتر فى بلاده .
وكان من المقرر ان تصوت أبيي في يناير بشان الانضمام الى الشمال أو الجنوب لكن الخلافات بين الشمال والجنوب بشان هوية من يحق لهم التصويت حالت دون اجراء هذا التصويت وتعثرت المحادثات بشان وضع المنطقة .
و اختار جنوب السودان الانفصال عن الشمال فى استفتاء جرى فى يناير الماضى وبموجب اتفاق السلام الموقع بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى الجنوب فى العام 2005 . ومن المقرر ان يصبح الجنوب دولة مستقلة رسميا فى التاسع من يوليو المقبل .
الى ذلك كشف السفير الفرنسي بالأمم المتحدة، جيرار أرو، إن وفداً من مجلس الأمن سيزور السودان خلال مايو الجاري في إطار زيارة لأفريقيا تستمر أسبوعاً، تشمل كينيا والخرطوم وجوبا. وتتولى فرنسا الرئاسة الدورية للمجلس ابتداءً من مطلع مايو
وقال أرو لوكالة “فرانس برس”، إن الزيارة تهدف لبحث ملف إعلان انفصال دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو المقبل، بالإضافة إلى بحث الملف الصومالي والأوضاع الأمنية والسياسية في الكنغو الديمقراطية
وقال السفير الفرنسي، إن رئاسة مجلس الأمن “واجب لأنه علينا أن نثبت أن فرنسا تقدم شيئاً ما لمجلس الأمن”، وتابع “إنها تفعل ذلك طوال العام، لكن خلال الرئاسة تكون هناك فرصة خاصة لإثبات ذلك خصوصاً لجهة الأسلوب” .