الأخبار
اكاديمى و ناشط اسلامى : الخطاب الاسلامى فى السودان فقد بريقه
الخرطوم 21 ابريل 2011 –
اعترف الكاتب و الاكاديمى و الناشط الاسلامى السودانى المعروف حسن مكى ان الخطاب الإسلامي بالسودان فقد بريقه الآن وما عاد يمتلك القدرة على مخاطبة الوعي الجديد وسط المثقفين وطلاب النهضة، لأن هناك شعوراً الآن في السودان بالجهوية والمناطقية.
وكان الرئيس السودانى عمر البشير قد اعلن فى وقت سابق ان شمال السودان سيتبنى دستورا اسلاميا صرفا بعد انفصال الجنوب رسميا فى يوليو المقبل و ستكون اللغة العربية هى اللغة الرسمية فى البلاد .
وشدد نائب الرئيس ، على عثمان محمد طه اكثر من مرة انه لا فصل للدين عن الدولة و ان الشريعة الاسلامية ستكون هى المرجعية الاساسية التى سيستند عليها الدستور الجديد الذى سيحكم البلاد .
و اقيل الامين العام لمستشارية الامن القومى السودانى ، اللواء حسب الله عمر من منصبه الشهر الماضى بعد حملة شرسة قادتها ضده مراكز قوة دينية و كتاب اسلاميين نتيجة لحديث ادلى به فى الاذاعة السودانية قال فيه (اذا اجمعت القوة السياسية على الغاء الشريعة فلتذهب الشريعة) .
وأكد مكى أن إسرائيل والكنيسة كسبتا المعركة السياسية في السودان بانفصال الجنوب .
بيد أن الرجل يرى أن تلك الجهات ستخسر المعركة الحضارية في جنوب السودان، لأن الجنوب الآن يتجه بأشواقه إلى الشمال كما النيل يتجه شمالاً، وكذلك البترول ويتكلمون اللغة العربية باعتبارها اللغة الجامعة بين القبائل .
وأضاف: “في تقديري سيواجهون بحزام الثقافة الإسلامية ليس فقط من الشمال بل من أثيوبيا وهي تتجه الآن إلى الثقافة الإسلامية بقوة، ومن حزام الثقافة الإسلامية من كينيا وشمال يوغندا” .
و استبعد مكى الذى يشغل الان منصب مدير جامعة افريقيا العالمية بالخرطوم ، أن تحدث ثورة تطيح بالنظام الحاكم فى السودان اسوة بما يجرى الان بالمنطقة العربية ، ولكنه رجح ان يكون التغيير “أقرب إلى تغيير مثالي وهادئ” . معللاً ذلك بأن السودانيين ونخبهم استنفدوا طاقاتهم في الجهوية وثورات سابقة كأكتوبر وأبريل .
وقال : “لا أعتبر أن السودان مرشح لثورات شعبية ، لأن المسار العام السوداني أصبح خائفاً لاستشراء الجهوية والعرقية”، وزاد: “لكن هذا لا ينفى امكانية حدوث التغيير لأن التغيير سنة قائمة ومطلوباته موجودة” .
وأفاد بوجود فرصة ذهبية للسودان بإحداث تغيير دون دفع الثمن، لأن الثمن أصلاً قد دفع، مقترحاً ابتدار حوار عميق حول “الجمهورية الثانية” .
واعتبر مكي الذى كان يتحدث فى ندوة بمركز التنوير المعرفي بالخرطوم امس بعنوان: “السودان في ظل المتغيرات الإقليمية”،ان البعد الخارجي مهم جداً لقراءة الأحداث، وأن أي محاولة لعدم فهم ما يجري في العالمين الإسلامي والعربي بعيداً عن تحدي إسرائيل، يعتبر فهماً منقوصاً .
وأكد مكي، أن الأيديولوجيات التي كانت تقود الناس نحو الغرب من الاشتراكية والرأسمالية أفلست، وشعر الناس بأن الخلاص لا يأتي من هذا الباب، ما فتح الفرصة الآن للإسلاميين تحت ظلال مصطلحات الحرية والديمقراطية .
وتساءل: “هل يستطيع الإسلاميون الاستجابة لهذه التحديات العميقة.. تحدي إسرائيل، تحدي الداخل ومطلوبات النهضة” .
وفي محاولة لإسقاط هذه المتغيّرات على الحالة السودانية، يقول حسن مكي، إن الحالة لا تقرأ منذ أن حرق بوعزيزي نفسه فى تونس ، لأن السودان مثل مصر وتونس كانت له معركه بخصوصياتها وسياقاتها التاريخية والاجتماعية والروحية والفكرية .
وأشار إلى ان سياق التحرير الذي قاده الثلاثي الإمام عبدالرحمن والسيد علي الميرغني والزعيم إسماعيل الأزهري، وهو ما يمكن أن نسميه سياق الإشارة بمعنى أنه لم يكن فيها حظ للجماهير، وإنما كانت تتحرك بإشارة الزعيم .