سياسى سودانى معارض : لا نقبل شريعة الحزب الحاكم
الخرطوم في 18 مارس 2011 — أكد رئيس حزب العدالة- الاصل في السودان مكي بلايل رفض حزبه لما وصفه “شريعة حزب المؤتمر الوطني الإسلامية”، مضيفا ان النظام القائم “يكرس للهوية العروبية ولا يعترف بهم كعرقيات غير عربية”.
وأفاد بلايل ان انفصال الجنوب مهد الطريق لـحزب المؤتمر الوطني الحاكم لإقصاء الآخرين وعدم الاعتراف بهم.
وقال بلايل لـصحيفة البيان الصادرة فى ابوظبى اليوم الجمعة ان “النظام القائم ما بعد الانفصال يكرر نفس السيناريوهات التي ادت الى انفصال الجنوب”، مضيفا ان قوى المعارضة “دعت الى ترتيبات انتقالية ومؤتمر دستوري في كيفية حكم السودان”.
واردف: “وبعد ان ذهب الجنوب خلت الساحة لأفكار المؤتمر الوطني التي لا تراعي ثقافة الآخرين”، مشددا على انه “لا يتفق مع فهم الرئيس عمر البشير لتطبيق الشريعة الإسلامية”. واستطرد: «خطاب البشير بعد الانفصال يعبر عن فهم لا يقبل الآخر ولا يعترف به”، موضحا: “اعترض على المسلك الذي لا يعترف بالآخر مثل قرار جعل دارفور خمس ولايات بما لا يتماشى مع مطلب الحركات، فهذا مدعاة لتشتيت المتحدرين من عرقيات غير عربية”.
و بخصوص تفاقم أزمة إقليم دارفور قال بلايل ان “المسؤوليات مشتركة ولكن النظام يتحمل الجزء الاكبر لانه أجج نار الحرب في دارفور واتجه للحل العسكري ما جعل حل القضية في يد الغير واتبع سياسة الأرض المحروقة”، معتبرا ان الحركات المتمردة “تتحمل ايضا نصيبها من الازمة برفضها للتوحد حتى يكون المطلب موحدا”.
وقال ان “لأهل دارفور مطالب مشروعة ورؤيتنا ان تحل القضية بالجلوس الى المتضررين والتعويض والمحاكمات”.
وبخصوص الدعوات إلى إسقاط النظام، أجاب: “نحن نتفق على الدعوة لاسقاط النظام ولكن وضعنا ضعيف بسبب تصرفات البعض منا ومحاولة التقارب الأحادي مع النظام”.
وأردف: “حتى الآن لم نحقق شيء ملموس للجماهير في قضية معينة.. فنحن نتشظى”، قائلا انه “لا توجد ثورة من غير شرارة المعارضة، والبلدان التي شهدت ثورات مؤخرا نتاج لفعل سياسي من أحزاب منظمة تؤثر تدريجيا في الشارع”.
وكان بلايل عضوا فى الحركة الاسلامية التى تسلمت مقاليد السلطة فى السودان بانقلاب عسكرى عام 1989 و انحاز الى الرئيس البشير فى صراعه مع عراب النظام حسن الترابى فى المفاصلة الشهيرة بينهما عام 2000 و تقلب فى عدة مناصب دستورية من بينها وزير التجارة الخارجية ومستشار السلام الذى اقيل منه اثر صراع شهير على النفوذ بينه و وزير الدولة بالمستشارية وقتها مطرف صديق .
وخرج بلايل بعدها من المؤتمر الوطنى واسس برفقة غاضبين اخرين خارجين من صفوف المؤتمر الوطنى هما وزير الدولة بوزارة العدل وقتها ، امين بنانى ، ووزير النقل وقتها لام اكول ، حزب العدالة الذى يطالب بالتوازن فى توزيع السلطة و الثروة بين المركز والهامش قبل ان ينشق الحزب ويؤسس بلايل حزب العدالة الاصل .
ورغم خلفية بلايل الإسلامية و لكنه نشط فى فترة فى الكتابة و اطلاق التصريحات النارية و المختلفة كليا مع حزب المؤتمر الوطنى الحاكم و مسؤوليه ذوى الخلفايات الاسلامية و يتهمهم بالعنصرية ورأى بلايل فى احدى مقالاته التى كتبها فى العام 2002 انه بعد تجربته داخل صفوف الحركة الاسلامية و خروجه عنها وجد ان العلمانية اقرب لروح الدين من الاسلام السياسى .